أعمدة

(على فكرة) .. كمال علي ..هل تدري يا(برهان) انا طرفي ساهر

غريب امر هذا البلد الغريب المدعو (السودان) فهو بكل تاريخه العريض ومساحته المترامية الأطراف والتنوع الذي يشكل طقسه وخارطته الجغرافية والديمغرافية وكنوزه المتوافرة في باطن الأرض وظاهرها و(نيلك هيلك جري قدامك وتحت أقدامك) الا ان هذا كله لم يشفع لشعبه وقاطنيه في ان يحيوا حياة كريمة يسودها الاستقرار والرخاء والسلام…. فهل تدري يا (برهان)؟؟؟.
الشعب السوداني (الفضل) يعيش أسوأ حالات يمكن أن يعيشها انسان على وجه البسيطة… فقر مدقع… واقتصاد منهار تسبب في انهيار كل أوجه الحياة في بلادنا… حيث ضرب التردي كل المنظومة الصحية والتعليمية والامنية والمجتمعية وانفض السامر وتفرق الناس ايدي سبأ فمنهم من فتك به الفقر والضنك ومنهم من تخطفته المهاجر والمنافي ومنهم من عصفت به يد المنون لتبتلعه البحار والمحيطات ويصير طعاما للحيتان وهو يشرع في هجرة غير شرعية يحلم بالهناء وتحقيق الأحلام.
ماهذا البلد الذي تغرق عاصمته في (شبر ميه) وماهذا البلد الذي تتوه ولاياته وتكاد تمحي من الخارطة بفعل السيول والامطار وتمرد الأنهار وفشل النخب والادارة والحكومة الغائبة والدستور المغيب والصراع الدامي حول السلطة والثروة التي باتت تنهب وتهرب في رابعة النهار وعبر المنافذ الشرعية ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل ولك الله يابلادا حوت مأثرنا… وتبددت بفعل هجمات التتار والفساد وظلم ذوي القربى وغياب الحكومة وغيبوبتها المستمرة.
صحيح لا توجد لدينا حكومة ولا دولة مكتملة الأركان ولكن الصحيح أيضا ان للمواطن جعل كبير في هذا الأمر وفي هذا الذي بجري ولا نستثني أحدا لا حاكما ولا محكوم فالكل مشارك في جريمة تبديد الوطن والوصول به إلى مهاوي الردي.
هل تدري يا (برهان) ان عاصمة بلادنا تعيش منذ عصر الأمس بلا ماء ولا كهرباء… المطر نعمه ولكننا أمة لا تحسن استقبال النعم لذلك يحدث الدمار وتنهار البيوت والجسور بعد أن انهارت القيم والمبادئ وصارنا الي محنة لا عاصم منها الا الله الجليل الرحيم.
الضرورة تحتم الان واليوم وليس غدا التوافق على حكومة وطنية لتنقذ مايمكن انقاذه ولنلحق ماتبقى من كرامة وشرف وخبز وعيش كريم… وهذا او الطوفان… لا بد أن يتوافق الجميع سقف وطني ان كان القلب على البلد والا على السودان السلام.. أمنه وأمانه وسلامه واستقراره وانسانه ونيله وزرعه وضرعه وذهبه ونفطه وحاضره ومستقبله وتاريخه وجغرافيته وكل شي فيه في خطر والي زوال.
هل تدري يا (برهان) ان شعب بلادي فقد الأمل وبات غاب قوسين او أدنى من الكفر بكل شي… وهذا أوان الشد فاشتدي زيم.
قلبي على وطني.
ونعود.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى