أعمدة

انواء رمضان محجوب مخاوف دوائية..!!

ضاعف مسؤولون بالدولة من جرعة الخوف التي تعتري المواطن تجاه الادوية واستخداماتها.

ففي اليوم العالمي لسلامة المرضى والذي احتفلت به الخرطوم امس؛ وجاء هذا العام تحت شعار (دواء بلا اضرار) .دعت مدير إدارة الخدمات الصيدلانية بالإدارة العامة للصيدلة دكتورعبير فاروق ابو جبل؛ الى نشر الثقافة الدوائية والحرص على إعطاء المريض الدواء الصحيح والجرعة الصحيحة فى الوقت المحدد وذلك تفاديا لظهور اي اخطاء جانبية للدواء .

عبير حذرت من مغبة الاصابة بالتسمم جراء الاستخدام الخاطئ للادوية، مؤكدة تلقي مركز المعلومات الدوائية بإدارة الصيدلة لبلاغات يوميا عن حالات تسمم اطفال بالدواء، اضافة الى حالات انتحار بين الشباب بإستخدام الأدوية، وناشدت الأمهات بضرورة إبعاد الدواء عن متناول الأطفال.

حديث دكتور عبير جاء معضدد له حديث دكتور. سوسن محمد عثمان رئيس قسم السلامة الدوائية بالإدارة العامة للصيدلة الذي اشارت فيه الى اهمية دور المريض في تقليل المخاطر المترتبة على الأخطاء في تناول الدواء بعدم التردد في إستشارة الطبيب حول اي مرض او اعراض وخاصة في حالات الحساسية أو الأزمة او النساء الحوامل.

هذه المخاوف زادت من مخاوفي لاني كلما أزور الصيدلية لصرف روشتة دواء لأحد أبنائي ينتابني قلق لم أجد له تبريراً خلال زياراتي تلك، حاولت مراراً البحث عن أسبابه إلا أن محاولاتي ذهبت أدراج الرياح وتبعثرت وأهدرت دماء قلقي ما بين المعمل والطبيب والصيدلي …!

القلق المتكرر ينتابني من الطبيب الذي تبدأ به رحلة البحث عن ترياق ناجع لسقم ألم بأحد أفراد أسرتي ومن ثم المعمل الذي تصدق فحوصاته توقعات الطبيب أو تكذبه ثم العودة مرة أخرى للطبيب الذي يبدأ بتشخيص الحالة وفق النتائج المعملية، ليدفع إليك بروشتة ووصفة طبية في حدها الأدنى ثلاثة أنواع من الأدوية التي ينوء الجسد الصحيح عن تحمل تأثيراتها فما بالك بالأطفال…؟؟

ثم يزداد قلقك وأنت تدلف إلى جوف الصيديلية فيصادفك شاب يافع أو فتاة غضة أو كهل قد بلغ من الكبر عتياً،، تتردد برهة من هول المنظر الذي قد يزعزع الثقة في داخلك وتتردد هل هذا أو هذه الصيدلي المعني بالأمر أم أنهم عاملون بالصيدلية؟ فالمظهر الخارجي لا يوحي بشيء يدفعك بأن تستأمنه على حياة فلذة كبدك؟

لكن قلقك وخوفك هذا يقطعه صوت الذي أمامك بعبارة: نعم يا أستاذ؟ تتلعثم ثم تغمغم بكلمات لا تفهمها حتى أنت لكن الذي أمامك يفهمها ويجبيك بقوله : نعم أنا الصيدلي … وتنسى وفي ذروة ثورة قلقك تلك أن تكون سألته عن صفته التي تجعله يقف أمامك ليتناول (روشتة الطبيب ) ليخبرك في أقل من ثلاث ثوان بأن العقار الذي كتبه الطبيب غير موجود لكن بطرف الصيدلية بديل أفضل منه…!!

وما بين تشخيص الطبيب ونتيجة المعمل وإغراءات الصيدلي بالبديل الناجع يتمدد القلق ولا تدري أيهما أصدق !!! فالطبيب الذي شخص لك خلاف نتيجة المعمل بعدما لم يظهر (الفحيص) ولم تصدق إرهاصات وظنون الطبيب لمرض اشارت اعراضه إليه إلا أن نتيجة الفحص قالت غير ذلك فيكتب لك الطبيب الدواء وفق قرائن المرض فيأتي إليك صيدلي ليخبرك بأن البديل الناجع سيعجل بشفاء مريضك!!!

 

عموما الجهات المختصة يقع عليها عبء كبير في تبديد مخاوف المواطف حول ذلك عبر أتيام التفتيش الدوري التي يبنبغي أن تزور الصيدليات صباح مساء وعند الظهيرة كذلك وهي فترة ينشط فيها هؤلاء القوم ويسدون عجز بعض الصيدليات في تلك (الوردية)..!!

سادتي … غياب القانون وعدم تطبيق بنوده بصورة دقيقة والتي لا تسمح باعطاء المريض أي دواء دون وصفة طبية، سيحول بالتأكيد الصيدلة إلى مهنة بين بائع ومشترٍ..!!

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى