أعمدة

لواء شرطة م عثمان صديق البدوي يكتب في (قيد في الأحوال) .. أيها البرهان : إنّ الله سائلُك عن هذا الهوان في أمر السودان

كتبتُ في القيد السابق تحت عنوان “أمن البحر الإحمر خط أحمر”، وأشرتُ إلى تسابق الدول الكبرى على استحواذ هذه الموانئ ، بوصول سفن حربية أمريكية وروسية العام الماضي ، هي المدمِّرة الأمريكية “ونستون تشرشل” والتي استقبلها القائم بالأعمال الأمريكي السابق، والفرقاطة الروسية “أدميرال غيريغور”، وهي أول سفينة حربية تدخل بورتسودان في تاريخ روسيا !.

وقبل أن يجف مداد قلمي ، إذ تجري صحيفة التيار أمس حواراً شاملاً مع السفير الأمريكي “جون غودفرى” ، كشف المستور ، وأظهر نواياه ، وعند سؤالها له : “هل يقلقكم تقدم العلاقات بين السودان وروسيا؟، كانت خلاصة ردِّه بتحذير “إذا قررت حكومة السودان المضي قُدُماً في إقامة المنشئة البحرية في السودان بموجب إتفاقها مع نظام البشير عام 2017، أو إعادة التفاوض حولها، سيكون ذلك ضاراً بمصالح السودان، وسيؤدي إلي مزيد من عزلة السودان، وترغب الولايات المتحدة أن تكون شريكاً جيداً للسودان ، لكن المفتاح الذي يفتح الباب هو تشكيل الحكومة المدنية ”

وعلى الفور وعقب حوار السفير الأمريكي ، ردّت السفارة الروسية في الخرطوم ، ووصفت تصريحات السفير الأمريكي بشأن العلاقات مع روسيا ب”السخيفة” وقالت” إنّ السفير الأمريكي يحاول أن يتكلّم مع الشعب السوداني بلغة التهديدات والإنذارات النهائية في شأن سيادة الخرطوم في سياستها الخارجية” .

والآن بات واضحاً للعيان تدخُّل أمريكا وروسيا في السودان ، وتحديداً صراع حول موانئ السودان !.

وعندما يتصارع “الروس والأمريكان” فهو صراع الأفيال ! ، مؤكدة المثل الأفريقي القديم الذي قال :(عندما تتصارع الأفيال لا تسأل عن العشب والأشجار )! ، فهو مثل يستخدم للتعبير عن تضرُّر الضعفاء في النزاعات بين الأقوياء ، وقد استخدمه بعض القادة الأفارقة، كإستخدام الرئيس التنزاني، “يوليوس نايريري”، في خطاب ألقاه في الأمم المتحدة، وكذلك استخدمه الرئيس “زائير” ، رئيس جمهورية الكونغو ، في إشارة لأمريكا وروسيا، واستخدمه الصومال في عام 1994 عندما تقاتل أمراء الحرب المحليون من أجل السلطة، وعاش وقتها الشعب الصومالي في معاناة كبيرة، ومعركة مقديشو في العام 1993، التي راح ضحيتها الآلاف من الشعب الصومالي.

وبما أنه لم يبق لنا “كبير” ولا “مسئول” ليضرب هذا المثل، فالآن تتصارع الأفيال… وبدأ الموت يدب في الحشائش والأشجار !!

اللهم يا عليُّ يا قهّار أصرف عنّا الأفيال وبني جلدتنا الأشرار
وأخذهم أخذ عزيزٍ مقتدر يا جبّار .

لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
28 سبتمبر 2022

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى