أعمدة

*شهادة حق فى حق نافع* -محجوب فضل بدرى-

-اسمه (مكى)-انسيت اسمه الكامل- من ناس أم درمان، يمتلك شركة صغيرة تعمل فى مجال انشاء وصيانة الطرق، زارنى فى مكتبى بالعمارات، وحكى لى القصة التالية، والتى أوردها هنا بكل أمانة، حتى لا أكون من الساكتين عن الحق!! وتضامنا مع حملة اطلاق سراح د. نافع على نافع، والقصة نقطة من محيط اعمال الرجل الشهم النبيل *نافع على نافع*.
-يقول مكى:-
بدأت مشكلتى بعد ان رسى على شركتى عطاء طرحته ولاية شمال كردفان لتشييد طرق داخلية بمدينة الابيض، ونفذت الشركة ما وقعت عليه بنفس شروط العطاء، وحصلت على شهادة الانجاز، وبحسب الاجراءات المتبعة، كان على استيفاء حقوق الشركة من وزارة المالية الاتحادية، وقضيت ما يقارب الثلاث سنوات، وانا اتردد بشكل شبه يومى على وزارة المالية حتى حفظ جميع العاملين بالمالية شكلى ومطلبى وبلا فائدة، ورجعت لحكومة ولاية شمال كردفان عدة مرات، وكانت خيبة الأمل حاضرة دوما، وبدأ صبر المدينين ينفذ، من كثرة الوعود التى تحولت فى نظرهم الى مماطلة، وأنا لا حيلة لى، وشرعت الجهات الدائنة فى تحريك اجراءات قانونية ضدى باعتبارى امثل الشخصية الاعتبارية للشركة، وحاصرتنى المطالبات، ولم يبقى امامى الا ان أقبع فى السجن لحين السداد، وترددت على كل من اعرفه، ولا مغيث!! حتى دلنى احد الأصدقاء الذى قال لى (أعرض مشكلتك دى على د. نافع على نافع، مساعد رئيس الجمهورية، فهو رجل، شيخ عرب، وقضاى غروض، وشيال تقيلة،) قلت له( لكننى لا أعرفه،شخصيا،ولااعرف مكتبه،ولا اعرف بيته) قال لى (مايحتاج!! سيرحب بك فهو رجل مبذول للجميع،وسيعاملك كضيف مهما كان وضعك،وهو كأى فارس عربى يرعى حق الضيف،ويغيث الملهوف ) ودلنى على عنوان بيته، فقررت الذهاب الى بيت نافع، واصطحبت معى اصغر اولادى وهو طفل صغير، وطرقت باب نافع بعد صلاة المغرب بقليل، ففتح لى الباب بنفسه، وهو يلبس عراقى وسروال، ينتعل سفنجة، ويعتمر طاقية، ورحب بى ودعانى للدخول، ودخل واحضر صينية شاى باللبن والبسكويت، وصب كبايتين، ووضع ابنى على رجله، وسقاه الشاى بالبسكويت، وفى هذه الاثناء جمعت باقى شجاعتى وحكيت له معاناتى، وختمت حديثى بالقول،(أنا ما قدامى الا الانتحار، وسآخذ ابنى هذا واربطة فى ضهرى وأقع بيهو البحر)!! وبكل هدوء وثقة، قال لى بعد ان استلم منى الملف، ولم يفتحه، تعال لى بكرة الصباح فى القصر، وحتلقى اسمك فى الاستقبال، وخرجت من عنده بين مصدق ومكذب، وفى اليوم التالى، ذهبت وقابلت مدير مكتب نافع اللوء الهادى مصطفى، الذى سلمنى لخطاب ممهور بتوقيع د. نافع لوزير المالية، فاسقط فى يدى، ورفضت فكرة الخطاب، وقلت للهادى اشكر الدكتور نافع، لكن الخطاب ده ما بيحلنى!! وكان نافع فى اجتماع داخل مكتبه، فدخل عليه مدير المكتب، وعاد بعد وقت قليل، وطلب منى ان اراجعه غدا فى نفس المواعيد، وعدت فى اليوم التالى لأجد فى انتظارى شيكا بكامل المبلغ على بنك ام درمان الوطنى، صرفته فى ذات اليوم وحلت جميع مشاكلى دفعة واحدة، ولم أقابل نافع فى حياتى غير ذلك اللقاء اليتيم فى منزله، ويواصل مكى (الناس الزى ديل قاعدين تجيبوهم من وين!!)
-أتمنى ان يقرأ مكى هذه الرسالة لينضم الى حملة اطلاق سراح نافع، فهو ادرى بمناقبه، ونظافة يده، وطهر سيرته، ورجولته وفرسته. الا هل بلغت!!

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى