أعمدة

بابكر يحي يكتب في (صفوة القول) .. من يخبر (فولكر) أن الإنقاذ استهلكت كل المبادرات والحوارات..!!

*مهم جداً أن يعرف فولكر ومن معه في الداخل والخارج أن السودان لا تنقصه مبادرات للحوار ؛ فقد قدمت الإنقاذ مئات المبادرات من أجل الوصول إلى تفاهمات مع خصومها وكان نصيبها جميعاً الفشل ؛ فقد جربت الإنقاذ مع معارضيها (كل الممكن) و(بعضا من المستحيل) ؛ من أجل أن تصل معهم إلى الحد الأدنى من التوافق لكنها فشلت ؛ نعم فشلت ؛ لأن هذه القوى (صفرية البرنامج والمشروع)..!!*

*لا بد أن يعرف فولكر أنه قد تم مع المعارضين تجريب كل الوسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية ؛ وقدمت الإنقاذ كلما يمكن تقديمه من تنازلات للتماهي معهم في الوصول إلى الحد الأدنى من التصالح والتعايش ولكن للأسف لم يتحقق ذلك ؛ بل وأغرتهم الانقاذ باقامة صناديق التنمية لمناطقهَم ؛ فلم يزدادوا إلا تشددا ؛ حاولت استدرار عاطفتهم تجاه الوطن بشتى الوسائل فلم يزدادوا إلا بغضا وكراهية ؛ وفعلت ما يفوق الخيال من أجل أن تجمعهم على كلمة سواء – لكنها فشلت.. !!*

*ولم تنجح الإنقاذ الا بالوسيلة الأمنية والعسكرية فقد استطاعت أن تقمعهم قمعا وتدحرهم دحرا ؛ وجعلت من يحمل السلاح منهم يعيش في (الجحور والكهوف) ؛ ومن يدعو إلى إثارة العنف والكراهية من القوى السياسية يعيش ( مؤدبا محترماً) ينضبط في الشارع العام ؛ ويعبر عن سقطاته في (الحيط) و(دورات المياه ! ) ؛ ولولا صناعة هذه الثورة لما استطاعوا أن يحققوا أي نصر ؛ ولظلوا لمئة عام أخرى على ما هم عليه من حال..!!*

*قدمت لهم الإنقاذ مشروع الحوار الوطني كأكبر مشروع سياسي قدم في أفريقيا – على الإطلاق – ودعت كل القوى السياسية بلا استثناء – ودعت كل الحركات المسلحة بلا تمييز – وضمنت للحركات المسلحة أن تأتي (دون قيود) ؛ وأن تقدم رؤاها (دون سقف) وأن يعود قادتها سالمين إلى حيثما أرادوا – إذا لم يصلوا إلى اتفاق أو تفاهم مع الحكومة – وأذكر انها قسمت الكيانات والأحزاب والحركات والجماعات على ست لجان (لجنة الهوية لجنة الدستور ، لجنة العلاقات الخارجية ، لجنة قضايا الحكم ، لجنة الإقتصاد ، لجنة السلام ) وقد جلس الناس في قاعة الصداقة لمدة ٧٢٠ يوما يتفاكرون ويتناقشون وكان نقاشاتهم تنقل على الهواء مباشرة في القنوات – وشارك في الحوار أكثر من ألفين من أهل السودان يمثلون كل الرموز من كل الفئات المهنية والجهات الجغرافية ؛ إلى جانب الطرق الصوفية والإدارات الأهلية ؛ وكانت النتيجة أكثر من تسعمائة توصية تصلح برنامج عمل يحقق النهضة والرفاه لهذه الأمة في أقصر فترة زمنية ممكنة ؛ لكن المعارضين رفضوا الفكرة وبعضهم خرج من قاعة الصداقة وعاد ليحمل بندقيته..!!*

صفوة القول

*إلى فولكر.. إلى ما يسمى بالمجتمع الدولي.. لا تضيعوا وقت السودانيين في حوار لا يجدي نفعاً؛ فهذه القوى السياسية تريد حكما ولا تريد حوارا؛ تريد أن تحكم بدون انتخاب؛ بدون مشورة الناس؛ وهذا ما ليس لديكم لذا المطلوب منكم فقط أن تبادروا بالخروج فهو الحل الوحيد للأزمة السودانية ؛ والله المستعان.*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى