تقارير

مابين التردد والإنتظار.. المشهد يزداد تعقيداً أمام البرهان

 

في العام 1989م حينما ضاقت الأوضاع المعيشية وتدهورت الأوضاع الاقتصادية بالبلاد وحاصر التمرد الذي كان يقوده جون قرنق المدن حتى اقترب من ولاية النيل الأبيض تصدى العميد وقتها عمر حسن أحمد البشير للمهمة وأعلن في الثلاثين من يونيو من ذات العام عن ثورة الانقاذ التي قادتها القوات المسلحة واتضح لاحقاً ان الجبهة الإسلامية القومية كانت حاضنة سياسية للثورة التي قادها عمر البشير يرى الخبراء والمراقبون للأحداث انه بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف بشأن تسمية ماقام به البشير وضباط الجيش إذا كانت ثورة أم إنقلاب ولكنها في حقيقة الأمر أنقذت السودان من التدهور الاقتصادي ومن محاولات التدخل الخارجي والسيطرة على السودان، في هذا التوقيت يمر السودان بمرحلة تعد شبيهة أو أكثر تعقيداً ومخاطر من فترة ماقبل مجئ البشير للحكم بينما يلف المرحلة الغموض والتردد والإنتظار وتقع المسؤلية بشكل أساسي على قائد القوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان الذي هو المسؤل الأول عن إدارة البلاد بعد أن أعلن انحياز الجيش للثورة وزج بالبشير وقادة حكومته في السجون وتسلم قيادة البلاد.
قرار لإستقرار البلاد
رئيس حركة العدل والمساواة القيادي بالكتلة الديمقراطية دكتور جبريل إبراهيم ذكر في تصريح له أنهم طلبوا من رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إتخاذ ما يراه مناسباً من قرارات تحفظ إستقرار البلاد وهيبتها وقال جبريل  الوضع السياسي في غاية الحساسية ولفت إلى أن سقوط حكومتي الدكتور حمدوك كان بسبب  عدم وجود قاعدة سياسية داعمة  وأضاف جبريل قلنا له أن البلاد لا تحتمل مشيراً إلى إن كل الخيارات مفتوحة إذا كان عبر إنقلاب أو مظاهرات.
مخاوف
وقال الدكتور عادل التجاني ان إشارات جبريل في حديثه تشير إلى تردد البرهان وقال المخاوف كبيرة والتردد والإنتظار أكثر سيقود لدمار السودان ولفت التجاني إلى أن البشير استطاع بحزم أن ينقذ البلاد من التردي وتم استخراج النفط وتحقيق تقدم اقتصادي كبير واستقرار أمني واجتماعي رغم الحصار الخارجي والتصدي لحروب حركات التمرد بالداخل وقال الإرادة والسرعة في اتخاذ القرارات الحاسمة مهم لإستقرار البلاد.
مهمة لن تتحق
وبدوره قال الخبير الاستراتيجي محمد عبد الله آدم ان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان يحاول إرضاء الجميع مؤيدوه ،والمدنيين والدول الغربية ونتيجة لذلك ، فإن هذه المغازلة ومحاولة إرضاء الجميع تشكل خطورة على السيادة  الوطنية والأمن القومي وهي مهمة لن تنجح .
وأضاف أن البرهان ، في محاولاته للاحتفاظ بالسلطة بطريقة الإمساك بخيوط اللعبة ومحاولة أن يشعر الجميع بأنه يعبر عنهم لن تحقق النتيجة التي يرغب فيها بل وسيضع استقرار البلاد على المحك وقال لابد من أن يكون للقوات المسلحة التي تصدت لمهمة الفترة الإنتقالية ان تتخذ قرارات عاجلة بتشكيل حكومة من كفاءات ليس لها علاقة بالأجندة الخارجية ولا بالأحزاب المتصارعة ويحرسها الجيش الى حين عقد الإنتخابات الحرة والشفافة بمشاركة الجميع وحينها يقرر الشعب السوداني من يحكمه من خلال صناديق الاقتراع وقال آدم هذا هو أنسب الخيارات للبرهان والقوات المسلحة والبلاد للخروج من هذه الأزمة .

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى