أعمدة

يوسف عبد المنان يكتب .. اتفاق جوبا وخطر الإلغاء؛؛؛

مرة أخرى تعيد نخب المركز نبذ الوفاء بالعهود كأنها لم تتعلم من دروس انفصال الجنوب شيئا ولم تقرأ في كتب التاريخ وعبره ودروسه الا مايروق لهم ونخب المركز لا يمثلها كيان سياسي بعينه ولا جغرافية ولكنها يمثلها طيف اجتماعي يمتد من يمين اليمين إلى يسار اليسار من الراحل الطيب مصطفى إلى لجان المقاومة وحزب البعث العربي صاحب الدعوة الامه العربية الواحدة في وطن يضم في جنباته البرون والوطاويط والنوبه والمساليت والبرنو والبرقو ولجان المقاومة التي تمثل الحزب الشيوعي بمواقفها المتماهية مع اطروحته وغيض من فيض
لأن النخب لم تقرأ الا مما تكتبه هي وان قرأت لاتفهم وان فهمت تأخذها العزة بالاثم لم تقع عيناها على ماخطه مولانا ابيل الير نائب رئيس الجمهورية الأسبق كتاب (جنوب السودان والتمادي في نقض العهود والمواثيق) ولو قرأت نخبة الشمال كيف أسهم جعفر نميري في تمين عرى الوحدة بين الشمال والجنوب من خلال اتفاقية أديس أبابا وكيف انقلب عليها بالالغاء وتجريد الجنوب من سلطة الحكم الذاتي فيما يطلق عليه الاستوائيين (بالكوكرا) بلغة الباريا أو التقسيم
لم يتعلم نخب المركز من دروس الأمس لأنهم قوما لايعقلون
ولجان المقاومة توقع على أخطر وثيقة في العصر الحديث باسم( سلطة الشعب) ! والشعب قهره الفقر والجوع والحيرة والأسى وسلطة الشعب تبشرنا بالويل والثبور ومحدثات الأمور وينص الميثاق الموقع أي الإعلان السياسي بإلغاء اتفاق سلام جوبا وفي رواية أخرى تعديله وفق مايهوي هؤلاء في استهانة واحتقار لمن وقعوا هذا الاتفاق الذي حقق على الأقل وقفا لاراقة الدماء في النيل الأزرق ودارفور وكردفان بدرجة أقل ووقعته سلطة الأمر الواقع وهي في هذه الحالة تمثل الدولة وتم تضمين الاتفاق في الوثيقة الدستورية التي تحكم البلاد حتى الآن
إذا كان البرهان قد خرقها وعدلها بسلطة القوة في ٢٥ أكتوبر الماضي فإن اتفاق السلام لايمكن إلغائه أو تعديله الا برضاء وموافقة الجهات الموقعة على الاتفاق وهي حكومة السودان وحركات الكفاح المسلح التي هي طرف أصيل في حكم السودان الان وحتى نهاية الفترة الانتقالية بإجراء الانتخابات التي لايعرف متى تحدد
الا ان تعديل اتفاقية سلام جوبا ليس أمرا سهلا كشرب الشاي في مقهى اوزوون ولكنه يتحقق طوعا برغبة الأطراف الموقعة عليه وليس بمجرد اشواق بعض القوى أو التي تكره مناوي وجبريل وتبغض رؤية وجه التوم هجو لأسباب عنصرية والتوم هجو مثل ياسر عرمان في قديم الزمان ينظر إليه النخب الشمالية نظرة الخائن لبنى جلدته بوقوفه مع الحلو وقرنق والان أعاد عرمان حساباته وغلبت عليه طباع عشيرته وتخلي عن رفاق السلاح اما التوم هجو حفيد اليعقوباب وهي القيادي الوحيد الذي يملك تفويضا شعبيا بوصفه نائبا في الجمعية التأسيسية السابقة من دون كل قيادات الفترة الانتقالية بما في ذلك البرمه ناصر
وإلغاء اتفاق جوبا أو تعديله بنزعات بعض القوى تعني العودة للحرب اليوم قبل الغد والجديد أن الحرب القادمة لن تخوضها القوات المسلحة ولا الدعم السريع نيابة عن لجان المقاومة التي يدفعها الحزب الشيوعي بلا وعي لتحقيق ماعجز عنه هو وعندما تطالب بإلغاء اتفاقية جوبا فإنها تفتح بذلك فوهة البنادق لحرب لن تخوضها الحركات المسلحة في مجور وخزان جديد وخور العفن ولكنها حربا مسرحها الخرطوم وأول ضحاياها من نكصوا العهد ومااكثر نقض العهود والمواثيق في السودان
اما بقية بنود اتقاق مايسمى بإعلان سلطة الشعب فإنه يتماهي مع ماتطرحه القوى السياسية التي تدعي أربعة طويلة ولنا عودة

يوسف عبد المنان

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى