مقالات

امجد فريد في مقال خطير.. مخطط حافة الهاوية

مخطط *حافة الهاوية* الذي تلعب بكروته قوى سياسية تريد زيادة حصتها من كراسي السلطة، يمكن ان ينقلب على الجميع وينسف مسار التحول المدني الديموقراطي في السودان بالكامل. ومحاولات الاستفزاز او السقوط في فخ مواجهات بين الجماهير في الشارع، سيتيح الفرصة على طبق من ذهب لاولئك الذين يرغبون في ارجاع عقارب الساعة الي الوراء والتملص من التزامات الفترة الانتقالية *ومحاولة صناعة دولة قمع وبطش وديكتاتورية جديدة في السودان*. *الفشا غبينته… خرب مدينته*، *ولنا في خراب عجوبة لسوبا عظة من تاريخنا*. ما نحتاجه الان هو ارتفاع صوت الحكمة والتعقل وان نضع مستقبل السودان في حدقات العيون. الخلاف السياسي يجب ان تكون سبل حله سياسية، ومهما بلغت درجة الاختلاف السياسي فهو لا يبرر الخيانة لاهداف الثورة واولها الحرية… وما يحدث الان من (قوى الحرية والتغيير – قاعة الصداقة)، هو عين *المقامرة بالحرية التي انتزعتها جماهير الثورة السودانية من عين شيطان المؤتمر الوطني*. تسلل فلول المؤتمر الوطني ومناصري الحكم العسكري الي حشدهم اليوم، الي درجة الطغيان والسيطرة عليه واستخدام مناهج وطرق النظام البائد في الرشى السياسية والشعارات الهوجاء، هو ابرز الادلة على ذلك.
ما نحتاجه بشكل عملي للخروج من هذا المستنقع الذي لن تنتهي دواماته بين حشد جماهيري وحشد جماهيري مضاد *حتى تفقد اليات العمل الجماهيري قيمتها، وينقض غول الردة علينا جميعا*، هو التوافق العاجل حول *تكوين المجلس التشريعي بشكل واسع يمثل الجميع بنسب واقعية تعكس اوسع طيف سياسي لقوى الثورة والتغيير*. وهذا أمر ممكن بل ومطلوب وضروري وتأخر امده لوقت طويل. المجلس التشريعي هو برلمان له قواعد مضبوطة تسمح بطرح كافة الاراء السياسية والتداول حولها وحسم الاختلاف فيها بشكل ديموقراطي. اما محاولة انتزاع جزء اكبر من كيكة السلطة بالاستعانة باعداء الديموقراطية، فلن يقودنا في درب بناء الديموقراطية ابد الدهر.
انني اوجه *ندائي للقائد مناوي ولدكتور جبريل ، وحتى الرفاق في الحزب الشيوعي الذين اعتزلوا كل هذا الصراع مبكرا، ولكافة رفاق الخندق الواحد* الذي جمعنا في رحلة النضال الذي امتد لسنوات طوال ضد حكم البشير وطغيان المؤتمر الوطني، حتى حسمته جماهير ثورة ديسمبر المجيدة بالضربة الثورية القاضية، باعلاء صوت العقلانية ووضع اهداف الثورة في حدق العيون واذكرهم باهمية الصبر على الحوار حتى يؤتي اكله. لأن ما يجمع رفاق معسكر الثورة السودانية هو اكثر بكثير مما يفرقهم، اما الحريق اذا اشتعل في نسيج الوطن، فليس ثمة منجى لفئة دون اخرى منه. كلنا في مركب واحد، اما ان يأخذنا لبر الامان والمستقبل الافضل او تغرق سفينة الوطن بنا جميعا.
*وليحفظ الله السودان وشعب السودان*

امجد فريد الطيب

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى