أعمدة

انواء رمضان محجوب صفر كبير !!

 

عشرات الأحزاب تمثل مكوِّنات العملية الفكرية والسياسية والاجتماعية وغيرها بالبلاد منذ عشرات السنين، والنتيجة “صفر كبير” حيث لم ينجح حزب أو مكوِّن فكري أوسياسي في إقناع غالبية الشعب، أو قُل الناخب السوداني بجدوى برنامجه الفكري أو السياسي.

عشرات السنين والدورة السلطية لا زالت تراوح مكانها (انقلاب عسكري شمولي، ديمقراطية فاشلة، انقلاب عسكري شمولي، ديمقراطية فاشلة… إلخ). ولم نصل بعد لحزب الدولة الرشيد الذي يقود الشعب والدولة لا مؤسساته ومنسوبيه ولم نصل في الوقت نفسه لنظام حكم يتراضى عليه الجميع !!

الواقع والشواهد تؤكد الفشل السياسي والفكري الذريع لأحزابنا وعدم قدرتها على إقناع الشعب السوداني بجدوى برامجها العامة. فالشواهد تؤكد كذلك أن جميع الأحزاب قد فشلت في امتحان (المنفستو) فما تقدمته جُل أحزاب الساحة السياسية إلى الآن لم يتجاوز مرحلة الشعارات والمزايدات السياسية فقط!!

ابحثوا معي بين مكوِّنات الساحة السياسية (حكومة ومعارضة) أي من الأحزاب من يطابق قوله العمل؟

وأي من الأحزاب من قدم في برنامجه العام السودان على أهدافه السياسية والفكرية؟

وأي منها لم يجعل من برنامجه لإضعاف المنافس أوإسقاطه, وإن جاء ذلك على أنقاض الوطن وأشلاء المواطن ممن اكتوى كثيراً بفعل قادة تلك الأحزاب مما كان يرجو منهم رشداً سياسياً، لكنه لم يجد بينهم رجل رشيد!!.

رصيد من الفشل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، توارثناه حكومة عن حكومة ولا زلنا نبحث عن معادلة سياسية تقينا شر التمزق والحفاظ على ما تبقى من أشلاء الوطن !!.

ولا زال البحث جارياً عن حزب مثالي يتمتع بكل مواصفات الحزب الراشد الذي يقدم السودان على كل أهداف سياسية ومطامح أخرى.

حزب يحمل برنامجاً شاملاً يعالج كل إخفاقات من سبقوه من الأحزاب والحكومات التي عاثت في الدولة تجارباً وإهلاكاً.

حزب يمنح الشعب معنى للحياة أن يعيش وينتصر، لا أن يُذل وينكسر.

حزب لديه رؤى واضحة ومنطقية لحل مشاكل البلاد المستعصية والمزمنة في نظام الحكم والاقتصاد والاجتماع والثقافة والرياضة وقضايا الهامش.

حزب يحترم الطرف الآخر ولا يقصيه ولا يقاطعه، بل يمد له من الوصل مداً في سبيل البحث عن مخرج آمن للسودان للخروج من نفق أمراضه المزمنة التي فاقمتها الممارسة السياسية غير الراشدة لكثير من قادة أحزاب لا يرون من الحلول أنجعها غير التي يضعونها حتى وإن جاءت على غير هدى.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى