أعمدة

(ذكري العندليب زيدان) .. عدت وراحت كم سنة .. بقلم : محمد امين ابوالعواتك

واما زيدان ..
فمن لا يفتقده ولقد مرت ذكراه السنوية الشهر الذي مضي من اعوامنا المتسارعة….!
فكيف ينسي كل ذلك الشجن والرحيل الموجع؟!
اذكر اني كتبت في ذات شهر ذكراه هذا العام رسالة مشتركة الي اخ الروح والشجن والمشاوير طارق كبلو و الحبيب الجميل ..محمد المرتضي حامد وتبادلنا بوحا جميلا عنه وقلت لمحمد المرتضي:
ان كنت انت
قد اصبت في وصف كابلي ..هملايا ..كابلي افيرست..
فان زيدان عندي ..كلمنجارو.. زيدان الروكي
فهو ديباجة العشق والغرام والرومانسية السودانية ..
والمحراب الاكبر لها في جيلنا..
اكتب دائما في ذكراه واقول:
لقد نشأ جيلنا وتشكل وجدانه بروائع العندليب الأسمر زيدان ، كان معنا في احلام غرامنا وواقعه يغذي ارواحنا بحرف ونغم وشدو جميل ولايزال..
في ذات يوم ..
عرف ( صديق مشترك) بمحبتي له ولدوحة فنه الجميل وحكاوي مشاويرنا معه وقصتنا مع ( كنوز محبة) التي كتب كلماتها الأخ العزيز بشير عبد الماجد..متعه الله بالصحة والعافية واخبره ذلك الصديق بأنها كانت حاضرة في ليالي الغربة اثناء دراستنا الجامعية خارج السودان وكل فنه الجميل لدرجة اداء الأوركسترا شفاهة في إجادة تامة مع احباب المسير الفاتح السباعي وهشام عمر الامين…
عندما كانت الغربة غربة قبل وسائل التواصل والهواتف السيارة.
اتصل علي ذلك الصديق يوما وقال لي:
( انا الليلة متعشي معاك ومعاي بعض الاصحاب وفقط جهز الفول والطعمية)
وكانت المفاجاة بطعم المحبه ..ان حضر معهم العندليب الأسمر زيدان ابراهيم …
وثلة من الاصحاب يرافقهم صديق عمري.. عاطف الهادي صيام .
كانت ليلة من ليالي العمر الخالدة والفرح الغامر والتي لا نزال ننعم بذكراها وننهل من مخزون روعتها وشجنها وانسها الجميل ..
تحدثنا كثيرا وتحدثنا وتحدثنا في العام والخاص..
ولم يطلب منه احد ان يغني..
ولم نفكر في ذلك فلقد كنا في بحور لطفه الشخصي..
قلت للراحل زيدان:
انا في قمة فرحي وسعادتي ان تزورني انت في داري وانا الذي يعشقك..
وأود ان احكي لك حكايتي معك ..
وكيف انني قد حزنت وتألمت غاية الالم عندما سمعت يوما ( اشاعه ) كريهة تفيد بوفاتك ولم أنم ليلتها…
قال لي : نعم نعم انا ايضا تألمت لسماعها
وواصلت حديثي له:
عاتبت نفسي كيف لم اسع للقائك ونحن نعيش في نفس الزمان والمكان وانت الذي شكلت وجداني واطربتني واسعدتني ولم اغفر لنفسي ليلتها…
لماذا لم التقيك وأقل لك كم احبك ..
وباقي ضيوفي في صمت وهو يستمع وقد التمعت عيناه واغرورقت ..
كانت لحظات خارج الزمان عندما فتح لنا قلبه وأسر ببعض تفاصيل حياته الخاصة ..
وطوال الوقت من جمال الحديث وانشراح زيدان لم ينتبه احد للغناء ..فقد كان حديث الأرواح والقلوب..
بعد فترة طويلة من الضحك و القهقهات صاح زيدان في مرافقه ( يا ناصر امشي جيب العود من العربية )
واردفها بطريقته (هو بغنو لاي زول)..
كان اول ما تغني به زيدان ( كنوز محبة) بعد ان نظر الي مبتسما وكأنه يخبرني معرفته بقصتنا..
كنوز رحمتك ومغفرته ربي لروح الفقيد زيدان ابراهيم أضعاف من نشر من فرح وسعادة..
نشهد الله انه ادخل السرور في قلوبنا.
سبتمبر ٢٠٢٢

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى