أعمدة

مهد الحروف د.هيثم حسن عبد السلام

mismawia@yahoo.com
حــــج بمواصفات
والحج تمام أركان الإسلام ، وبه يكتمل دين الفرد المسلم .. وهي عبادة ذات مشقة وتحتاج لمقدرة مالية وجسدية لأداءها .. وفي المقابل تحتاج أيضاً لتنظيم دقيق ومحكم ، ومابين الحاج والإدارة يكمن سر تطبيق النظم الميسرة لهذه الفريضة الدينية السنوية ، والتجمع الإسلامي الكبير. فالتحية والتقدير والإشادة لحكومة المملكة العربية السعودية التي ظلت على الدوام تسعى لتيسير وتقديم كل مايمكن لخدمة ضيوف بيت الله الحرام بخدمات ذات جودة وتميز وتفرد.
وأحسب أن المجلس الأعلى للحج والعمرة السوداني يبذل جهوداً كبيرة ومقدرة جداً في تسهيل الإجراءات وأمر الحجيج ، وتطبيق نظام الحج الالكتروني بمساراته المختلفة ، ولا عجب أنه حينما بدأت فكرة التقديم الالكتروني وبرامج الإرشاد والتوعية قبل سنوات خلت ، أبدى الناس إمتعاضاَ وإستهجاناً ، ولكن سرعان ما تبدل ذلك فرحاً وسروراً ، ورضاً كبيراً للخدمات المقدمة ، وباتت الشفافية والعدالة في توزيع فرص الحج ولكل الولايات ديدن هذه المؤسسة الحيوية والمهمة .
ولقد سعدت بالدعوة الموجهة لي الأسبوع المنصرم لحضور الورشة التقييمية لحج العام 1434 هـ ، والذي جاء بعد فترة إنقطاع بسبب جائحة كورونا ، وكانت الورشة وافية وجامعة لأطياف متعددة ومتخصصة في المجالات المرتبطة بإجراءات الحج وأهل الإعلام ، وأحسب أن المواصفات هي الحل لكل تلكم المشاكل ، ففي ثنايا الورشة والأوراق القيمة التي قدمت والمداخلات ترددت كلمة (المواصفات) كثيراً جداً وهذا يعني أن الجميع بات على دراية ومعرفة بأهمية المواصفات والمقاييس في ضبط الحركة والسكون ، لذلك فإن ماذكر من تحديات تواجه المجلس و تحتاج للمعالجة بالإرشاد والتوعية للحاج وكذلك معالجة الجوانب الإدارية المتعلقة ببعض الترتيبات بالإطعام والزي القومي الذي يشرف السودان بالمواصفات المطلوبة حلول مرتبطة بوضع مواصفات محددة ومعايير لكل خدمة وعملية تتم مع مؤشرات قياس لها ، من خلال تجويد مركز تدريب وتأهيل الحجاج ، وكما أكد الأستاذ عبد العاطي أحمد عباس كمبال وزير الشؤون الدينية والأوقاف المكلف حينما تحدث بشفافية كاملة ملتزماً بمعالجات جذريه لجهة قوله : مسؤوليتنا وواجبنا الإعداد والترتيبات المبكرة و الورش التقيمية القبيلية والبعدية ووضع آلية لرصد التوصيات مشيراً لنقطة الضعف الماثلة الآن للمجلس وهي إختيار الأمراء والإداريين .
عليه أقول أن كل ماذكره السيد الوزير والحضور أجمعين في تلكم الورشة المهمة (حله ) في وضع وتطبيق مواصفات قياسية ومعايير واضحة في الاختيار للبعثة بمختلف فئاتهم الحج ، وأيضاً مواصفات لعملية الحج منذ التقديم الالكتروني والسداد وتحديد الناقل وإجراءات الجهات ذات الصلة بالمملكة والسودان حتى شنطة الحج وكم وزنها والزي الذي يتناسب مع طبيعة الإنسان السوداني ، كل هذه الأمور حلها في تعاون المجلس العلى للحج والعمرة عبر لجنة فنية متخصصة مع الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس وعضوية مجمع الفقه الإسلامي وجمعية حماية المستهلك والجهاز القومي لحماية المستهلك لتعمل على وضع الأسس والضوابط لهذه الخدمة وتأمين حقوق المستهلك (الحاج) فالحج خدمة ذات تكلفة عالية ومرتبطة بالدين الحنيف فيجب أداءها بحقها وحفظ حق طالبها ومحاسبة من يقصر أو يهمل فيها ، ولعل ذلك يسهم بفاعلية في تجويد وتحسين هذه الخدمة ، مع شكرنا وتقديرنا للسيد الوزير وأركان سلمه ولإدارة المجلس الأعلى للحج والعمرة وكل العاملين والمتعاونين معه وإعلام المجلس الذي ظل واثق الخطا دوماً في تقديم رسالة المجلس للرأي العام بمهنية وإحترافية ، تقبل الله منا ومنكم ونسألك اللهم لنا ولكم حجاً وعمرة.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى