مقالات

صلاح الكامل يكتب:::: الأزمة السياسية و(حجوة أم ضبيبينة)!!

(١)
● لا ينكر اي مراقب منصف او متابع مدقق للحالة السودانية الراهنه ان الشهور القليلة المنصرمة شهدت حدوث انفراج في فك الضائقة المعيشية وبروز يد فاعلة ودور واضح لمحاولة احداث اختراق نوعي لحلحلت مشكل الازمة الإقتصادية، فقد استقر سعر الصرف بنحو ما وتوفرت السلع الاستهلاكية بشكل كبير، وكذا نجد ان وقود المكائن اضحي موجودا ومتوفرا وانحلت ندرة الغاز والدقيق غض النظر عن الغلاء بحسبانها اقل وطأة من الإنعدام وتوفرت السيولة المالية التي كانت ترسا في ماكينة إقتلاع النظام البائد ..نعم إستمرار (تقطع) التيار الكهربائي (غلب الغلاب)!، وعدا ما حدث في لقاوة بغرب كردفان وما يحدث في الدمازين بالنيل الازرق شهدت الاوضاع علي صعيد الامن استتبابا لمايقارب الدخول تحت طائلة : (ٱلَّذِىٓ أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍۢ وَءَامَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) الاية.

(٢)
● (الخدمات تسبق السياسات) يقولون، وبناء علي هذه الفرضية يلزم تقدم خدمات الناس وحفظ مواردهم و تعهد مرافقهم علي ما سواه وان تكون مهمة الحاكم خادما للشعب وان يؤدي هذا الي الاستقرار السياسي وبلحاظ كون مهمة الحكومة “اي حكومة” تتبدي في درء المفاسد وجلب المنافع والاولي مقدمة علي الثانية، هذا كله يحسب لصالح الفريق عبدالفتاح البرهان ومعسكره ويخصم من (قحت) ورهطها بلحاظ ان عامي د. حمدوك في السلطة كانت بمثابة رمادا اكثر من (عام الرمادة) والجدير ذكرا ان حدوث الانفراج المذكور آعلاه كان بعد (انقلاب) ٢٥ إكتوبر٢٠٢١م (وقع ليك؟!)!!.

(٣)
● عقب التغيير الذي احدثته ثورة ديسمبر٢٠١٨م كان واضحا ان الآفق السياسي لا يحمل حلولا ولا ينبي انفراجا لغياب القيادة المركزية وإنعدام البرنامج الواضح وضعف احزابنا السياسية وكونها معطوبة مكائن الحراك السياسي ، فالثورة “اي ثورة”حدث تراكمي تتولد نتائجه عبر مخاض عسير وطويل ولانها يزمع لها ويرجي منها تغيير جذري للعهد السابق والذي يعد فشله عاملا وضامنا لنجاح التفيير وكمثال فان الثورة الروسية التي غيرت مجري التاريخ، تبدت عبر الاضطرابات التي استمرت طويلا تنخر في عظم الحكم القيصري حتي ولدت الثورة التي قادها فلادمير لينين في١٩١٧م إلي١٩٩٠م حيث انهت حاكمية الثورة بيروسترويكا غورباتشوف والتي تعرب ب(إعادة الهيكلة) اضافة الي إعمال ال غلاسنوست (الشفافية) وبهذا المقياس وهذي المقارنة يكون الفعل الثوري السوداني في ديسمبر٢٠١٨م فعل غير ناضج ولذا لم يؤتي اكله طازجا .. في سياق ذا صلة وكمثال معاصر فان الثورة الإسلامية في إيران ولانها متوحدة القيادة واضحة الخط الأيديولوجي فمنذ انبلاجها في١٩٧٩م حتي الآن مازالت تعيش إشعاعا ثوريا رغم عن تجاوزها سن الاربعين.

(٤)
● الناظر لحالة التخبط السياسي الذي تعيشه بلادنا وعدم ظهور ضوء حتي في اخر النفق المظلم، يدرك بان الازمة سياسية بإمتياز بيد انهم ولحلها وضعوا (العربة امام الحصان)، قل لي بربك كيف تسير دولة بلا دستور وبدون محكمة دستورية؟! ام كيف تنتظم الامور بدون آلية تشريع؟!.. ام ماذا يعني فشل كل هذا العدد من المبادرات والنداءات والمواثيق؟! والتي اهرق فيها حبرا وبذل فيها جهدا واستنزف وسعا وصرف مالا ووقتا ولم تسهم في حل المشكلة السياسية بل زادتها تأزما وانسددا والآن تتسيد حالة يصطلح عليها تسوية سياسية وهي ك(حجوة ام ضبيبينة) لا ناتج منها ولا تساوي حالة الإنتظار المستعصي التحقق ولا تزيد علي انها عبث سياسي وإعمال نظرية (شراء وقت) لتكتمل حلقات الفشل المحقق والمفضي للانهيار التام .

● منشور في صحيفة الانتباهة الصادره اليوم السبت٢٠٢٢/١٠/٢٢م صفحة٧

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى