أعمدة

(انواء) .. رمضان محجوب .. إخوة أعداء

لوقت قريب كان السودان يتميز بأنه بلد تسكن قيم التسامح والتراحم والتوادد بين جنبات بنيه رغم إثنياتهم وأعراقهم المتعددة.

لم يردعهم في ذلك اختلاف فكري أو أيديلوجي أو سياسي أو قبلي،

نحن السودانيون لنا نكهتنا (الإنسانية) الخاصة التي تميزنا عن سائر شعوب العالم

لم تفرقنا في الماضي التصنيفات السياسية ولم تنَل منا مرارات الماضي بفعل الظلم السياسي الذي وقع على كثير منا إلا أن ذلك لا يجعل في (صدورنا) غلاً لمن ارتكب حماقات في حقنا نال من آدميتنا في سالف الحكومات وحاضرها..

لم نركن ولم نخض أو نركض صوب التصنيفات السياسية الضيقة ونشتط في المسميات بل أضفنا إلى تلك التصنيفات ملمحاً اجتماعياً يجعل من أسمائها إلفاً وأنسًا فجاءت إلى الساحة السياسية مترادفات التصنيف السياسي لكل مكونات الساحة الفكرية والسياسية.

فكان اليساريون (زملاء) وكان الاتحاديون (أشقاء)، وكان أنصار الأمة (أحباباً) وكان الإسلاميون (إخواناً) أما البعثيون فهم (رفاق) وهكذا جاءت بقية التصنيفات..

إنه الوطن الذي أنجب المهدي والخليفة عبد الله التعايشي والأزهري والقرشي وعبد الخالق محجوب ومحمد أحمد المحجوب ومحمد إبراهيم نقد وبدر الدين مدثر والترابي ومحمد عثمان الميرغني والصادق ونميري وسوارالذهب والبشير.

كنا كذلك في الماضي بل ولوقت قريب لم تنل الخلافات السياسية من وشائجنا الاجتماعية ولم تعرف تقاطعات السياسة طريقا للخصام بين افراد الاسرة الواحدة ناهيك عن الحي او المدينة.
جاءت ثورة ديسمبر ورفعت شعارات الحرية والعدالة والسلام واستبشر الشعب السوداني بتلك الثلاثية خيرا.

لكن ماذا حدث؟. جاء لصوص الثورات من السياسيين وامتطوا جواد الثورة وبثوا خطابات الكراهية والبغض والظلم عبر ادبيات يبغضها قاموس السوداني الأخلاقي.

واصبح البيت السوداني والذي كان في يوم ما واحة تستظل فيه الاسر السودانية من هجير السياسة السودانية ونفاق الساسة اصبحت هذه الواحة الان معترك لمعارك سياسية بين الأخوة المختلفين سياسيا فيتخاصم الاخوة لايام وليال بسبب خلاف سياسي او موقف ما.

بسبب ذاك الموقف او الخلاف يتخاصم الاخوة بينما السياسيون المختلفون يعودون للتصالح فيما بينهم.. ولا عزاء للاخوة الاعداء.

سادتي الساسة.. اطـرحـوا ما تشـاءون لإرضائنا، فستجدون الســودان سبقكم وطـناً يـرضـي جميـع أبنـائه يقبـل كــل أفكارهم وإن اختلفت..

فالسودان بلد متفرد في كـل شيء انظروا إلى ذلـك النمــوذج الجميــل وطـن يستـوعب كـل الأيدلوجيات تجد كل طرح أو فكـرة موجودة أصـلاً في كيان الشعـب السوداني.

إنه وطن يسع الجميع ليس ككل الأوطان لذا يتوجب على بنيه العض عليه بالنواجذ..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى