تقارير

قائد عسكري أمريكي يحرب أوكرانيا بأنها مجرد إحماء.. تخوف واشنطن من روسيا والصين

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) الأميركية إن الغزو الروسي لأوكرانيا كشف عن تلاشي قوة الردع العسكري الأميركي، التي أصبحت حقيقة لا يعترف بها علنًا سوى قلة قليلة من قادة الولايات المتحدة.  ونقلت الصحيفة في افتتاحيتها عن الأدميرال تشارلز ريتشارد، قائد القيادة الإستراتيجية الأميركية، قوله في مؤتمر هذا الأسبوع إن “أزمة أوكرانيا التي نمر بها الآن مجرد إحماء، و(الحرب) الكبرى قادمة، ولن يمر وقت طويل قبل أن نُختبر بطرق لم نعرفها منذ زمن بعيد”. وقال القائد العسكري الأميركي “بينما أقوم بتقييم مستوى الردع لدينا ضد الصين، فإن السفينة تغرق ببطء”، مشيرا إلى أن الصين تعزز قدراتها العسكرية بوتيرة أسرع مما عليه الحال في الولايات المتحدة. ومع استمرار هذا الفارق، يلفت الأدميرال ريتشارد إلى أن أميركا لن يكون لديها ما يكفي من القوة لمواجهة الصين في المدى القريب. وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى أن اختبار الصين صاروخا يفوق سرعة الصوت العام الماضي تمكن من الدوران حول العالم قبل أن يعود ليسقط في الصين يعني أن تلك الصواريخ الصينية يمكنها ضرب أي مدينة أو منشأة في الولايات المتحدة، وقد يحدث ذلك من دون إمكانية رصدها. واختتمت بأن حقيقة كون الاختبار فاجأ أميركا وتجاوز قدراتها العسكرية أمر سيئ، مشيرة إلى أن خسارتها في سباق الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت أمام الصين وروسيا أمر يستحق جلسات استماع في الكونغرس.  مخاوف واشنطن  َوأكد الدكتور سمير عطار الخبير في العلاقات الدولية أن اعترافات القائد العسكري الأمريكي دليل واضح على حجم المخاوف في واشنطن من قوة روسيا والصين. وأشار عطار  إلى أن هزيمة الغرب في كييف أفرزت واقعاً جديداً تماما أنهى الهيمنة الأمريكية الاحادية على العالم . وأكد عطار  أن الجيش الامريكي يعاني من ضعف وتراجع  على مستوي القوات البحرية والجوية. وأشار  إلى  أن أمام واشنطن القبول بالواقع الجديد كجزء من المنظومة العالمية وليس متحكماً فيها وفرض اجندتها وتصوير نفسها بوليس العالم لافتاً إلى أن هذا العهد من الواضح انتهى وفي طريقه للتلاشي وأوضح انه حال اتجهت واشنطن إلى التعنت والمكابرة ستتكبد المزيد من الخسائر. تراجع عسكري أمريكي  وبحسب الأستاذ محمد الباقر المحلل السياسي فإنه يحب الأميركيون الاعتقاد بأن جيشهم لا يقهر إذا لم يعترض السياسيون طريقهم. ويقول الباقر الحقيقة هي أن هذه القوة الصارمة للولايات المتحدة ليست كما كانت في السابق، وفقا لتقرير مؤشر القوة العسكرية الأميركية لـ”هيريتيد فاونديشن” (Heritage Foundation) لعام 2023. في هذا السياق،التقرير يصف اتجاها مثيرا للقلق، إذ يصنف الجيش الأميركي بأنه “ضعيف” و”في خطر متزايد من العجز عن تلبية مطالب الدفاع عن المصالح الوطنية الحيوية لأميركا وتصنيف الجيش اليوم بأنه “ضعيف” يعني أن قوته تراجعت عما كانت عليه قبل عام إذ كان “هامشيا”، وهذه هي المرة الأولى التي يُعطى فيها الجيش الأميركي مثل هذا التصنيف على طول تاريخ هذا المؤشر الممتد لتسع سنوات. ويقيس المؤشر قدرة الجيش على الانتصار في صراعين إقليميين رئيسيين في وقت واحد، على سبيل المثال صراع في الشرق الأوسط وحرب في شبه الجزيرة الكورية. ويذكر التقرير أن الجيش يخاطر بعجزه عن التعامل حتى مع صراع إقليمي كبير واحد، لأنه يحاول أيضاً ردع المارقين في أماكن أخرى، كما أن ميزانيات وزارة الدفاع (البنتاغون) لا تواكب التضخم، وهذا الانخفاض حاد بشكل خاص في سلاحي البحرية والجوية مايعني عدم القدرة على شن الحروب والدفاع عن الأجندة الأمريكية كما كان في السابق مضافاً الى ذلك تقوية البلدان المنافسة لجيوشها كما في حالة روسيا والصين .

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى