أعمدة

(بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) .. مصطفى ابوالعزائم .. ممنوع دخول السوس .. !

كان خطاب الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان صباح الأحد الثالث عشر من نوفمبر الجاري ، من داخل قيادة القوات الخاصة بمنطقة المرخيات غرب أم درمان ، كان خطاباً قوياً لا يحمل إلا رسالة لكل طامع في إستغلال الجيش لتنفيذ أجندة سياسية وحزبية ، تقصي كل مخالف للرأي والتوجه .
الآن نستطيع أن نطمئن بأن السلطة لن تصبح مختطفة أو محتكرة أو رهينة لدى جهة أو تنظيم أو حزب أو منظومة سياسية ، خاصة بعد الرسالة التحذيرية القوية والمباشرة لكل الساسة ، بأن يبتعدوا عن القوات المسلحة ، وهي قوات مسلحة لكل الشعب السوداني ، تحميه وتصون أمنه وأرضه ، بعيداً عن المزايدات أو التخوين أو محاولات التخويف ، فالجيش جيش السودان فعلاً وقولاً وسلوكاً وممارسةً لم يثبت عكسها حتى الآن منذ نجاح الثورة الشعبية ، رغم محاولات البعض لإختطاف الفعل الثوري ، والتحدث بإسم الثوار ، والسعي إلى مقاعد الحكم والسلطة دون تفويض من الشعب .
ما قال به القائد العام للقوات المسلحة السودانية صباح الأحد ، كان قولاً سليماً حكيماً وسديداً ، وهو ما نرجوه ونتمناه أن ينسحب على كل الخدمة العامة في بلادنا ، بحيث نوقف حملات التطهير والفصل التعسفي والإحالات إلى التقاعد بإسم الصالح العام ، بل نتمنى أن يتم تضمين ذلك في مشروع الدستور المقترح .
ربما يكون وصف الفريق أول ركن البرهان لمحاولات تدخل الساسة في الشأن العسكري بالسوس هو أبلغ تشبيه حتى اليوم لحال بعض السياسيين المخربين الذين تأتي مصلحة الوطن والمواطن في آخر قائمة أولوياتهم ، فحظوظ النفس والأهل والحزب والجماعة والخاصة ، كانت دائماً وأبداً هي الهدف الأسمى ، وهو ما جعل بلادنا في مؤخرة الدول ، رغم قدرات أبنائها وبناتها ، ورغم مواردها التي جعلت الآخرين يتسارعون نحوها ، ويتصارعون من أجل الفوز بها والإستحواذ عليها .
كثير من الساسة لهم إرتباطاتهم الخارجية التي تقيد حركتهم إلا داخل دوائر محددة تم رسمها من قبل أصحاب المصالح الخاصة ، الذين يسعون إلى الإستفادة من موارد البلاد ، ومن موقعها ، والعمل على إبعاد منافسيهم من المعسكرات الأخرى .
الآن جاءت الرسالة قوية وواضحة ، خاصة للذين يحاولون الإتصال بضباط الجيش وتحريضهم على الإستيلاء على السلطة لصالح منظماتهم السياسية ومنظوماتهم الحزبية ، فخطاب قائد الجيش كان واضحاً بعدم السماح لكائن من كان أن يعبث بالقوات المسلحة ، وإن القيادة العامة وكل منسوبي الجيش لن يسمحوا لأحد أو جماعة أو حزب بأن يعبثوا بالجيش ، ونضيف لذلك بأن كل أبناء الوطن الشرفاء من خارج الجيش لن يسمحوا بذلك ، فالجيش السوداني الآن هو المؤسسة القومية الوحيدة التي لا زالت تمثل كل السودان .
وجاء الخطاب ليقطع قول كل خطيب روّج وأشاع لتسوية ثنائية ، لقد إتفق الجميع على حكومة مدنية غير حزبية ، حكومة كفاءات نعبر بها الفترة الإنتقالية .. والله أكبر والعزة لله ورسوله ، والعزة للسودان .

Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى