أعمدة

لواء شرطة م عثمان صديق البدوي يكتب في (قيد في الأحوال ) .. السيد محمد حمدان دقلو : الذي في يده السلطة لا ينتقد !!

إنّ الطُرُق والكباري هي مرافق عامة ليست ملك للسطات ، ولا للمتظاهرين ، هي لكل الشعب السوداني ، هي الوحيدة التي بقيت له، بعد عيشة “نكدة” ومن “أمن هش” وتعليم “متدني” وصحة هي نفسها تحتاج “لإنعاش”! ، وحتى كلمة طيبة يفتقدها من مسئول!.

إنّ الطرق والكباري هي لتحقيق الضروريات وتحصيل المنافع وقضاء الحاجات ، فقد وضع الشرع الحنيف القواعد والأُسُس التي نظّم بها أحكام الطُّرق ، وأنّ التعدي عليها مُنكَر محرّم مرفوض ، مهما كان المبرِّر الذي أُجبِر فاعله على القيام بذلك ، فلا يمكن معالجة الشِّدّة بأسوأ منها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الإيمان بضع وسبعون شعبة، أفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان) رواه مسلم، وعن أبي برزة الأسلمي قال:( قلت : يا نبي الله، علِّمني شيئاً انتفع به قال: (إعزل الأذى عن طريق المسلمين ) رواه مسلم ، وقال صلى الله عليه وسلم ( من آذي المسلمين في طرقاتهم وجبت عليه لعنتهم ) رواه السيوطي وحسنّه ،

من كل ما سبق تتضح حرمة كل أمر فيه إضرار بالطريق مما يؤذي الناس أو يضع العقبات التي تعثّر مرورهم أو يضيّق أو يقيّد من حرية تنقلاتهم وتحصيل منافعهم . ومثلما أنّ إماطة الأذى عن الطريق صدقة يؤجر المسلم عليها ، كذلك الاعتداء على الطريق ، و”تتريسه”، وإتلافه، ونزع أعمدة إضاءته ، وِزر يحاسب عليه.

تناقلت وسائط التواصل الإجتماعي حديث نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو ، عبر خطاب ألقاه في اختتام ملتقى الإدارات الأهلية للتعايش السلمي بالخرطوم أمس ، تناولت إنتقاده لإغلاق الكباري في وجه متظاهرين وفتحها لآخرين .

قبل الحديث عن إغلاق هذه الكباري في وجه متظاهرين وفتحها لآخرين ، إنّ هذه الكباري تضرّر من إغلاقها كافة المواطنين ، في حركتهم اليومية التي كفلها الدستور والقانون ، وحسب علمنا إنّ إغلاق هذه الكباري يتم بقرار من لجنة أمن الولاية ، والسيد محمد حمدان دقلو هو في السلطة العليا للدولة “مجلس السيادة”، ولجنة أمن الولاية هي السلطة التي دونه ، فالذي في يده السلطة لا ينتقد ، هو في موقع القرار الذي يصب في مصلحة المواطن ، إذن ماعليه إلا أن يخاطب لجنة أمن الولاية بإلغاء قرارها بإغلاق الكباري ، وفتحها أمام حركة الجمهور .

وكان الله يحب المحسنين

لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
28 نوفمبر 2022

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى