تقارير

إصلاح المؤسسة العسكرية .. إبعاد الجيش عن الطامعين في الإستيلاء على السلطة

 

تعهد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بمعالجة ما وصفها بأخطاء النظام السابق في ما يخص المؤسسة العسكرية. وقال البرهان في مقابلة مع قناة الجزيرة إنه تم رصد مجموعات تنتمي لتنظيمات إسلامية تريد إستعادة السلطة عبر إستغلال القوات المسلحة، مؤكداً أنه لن يسمح لأي جهة بإستخدام الجيش للإستيلاء على السلطة. وأكد البرهان في حفل توقيع الإتفاق الإطاري أن وجود العسكريين في السلطة أمر مؤقت، مشيراً إلى سعيهم لتحقيق عدد من الغايات، أهمها تحويل الجيش إلى مؤسسة خاضعة للدستور والقانون والقيم والمؤسسات الديمقراطية المنتخبة، ومنع تسيسه أو تحيزه إلى حزب أو جماعة أو أيدولوجياً.
وكان نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو أكد إنسحاب المؤسسة العسكرية من السياسة، لإقامة نظام ديمقراطي مستدام. وقال دقلو في خطابه أمام الموقعين على الإتفاق الإطاري أن هذا يستوجب أيضاً إلتزام القوى والأحزاب السياسية، بالإبتعاد عن إستخدام المؤسسة العسكرية للوصول للسلطة، كما حدث عبر التاريخ. وأشار دقلو إلى أن ذلك يتطلب بناء جيش قومي، ومهني، ومستقل عن السياسة، وإجراء إصلاحات عميقة في المؤسسة العسكرية تؤدي إلى جيش واحد، يعكس تنوع السودان، ويحمي النظام الديمقراطي. وجدد نائب رئيس مجلس السيادة التأكيد على إلتزامهم الصارم بالتحول الديمقراطي وحماية الفترة الإنتقالية.
من جانبه قال الخبير الإعلامي والمحلل السياسي كمال الطاهر أن الإتفاق الإطاري الموقع بين المكون العسكري وغالبية قوى تحالف الحرية والتغيير – المجلس المركزي، وقوى سياسية أخرى، يهدف إلى تشكيل سلطة مدنية تقود المرحلة الثانية من الفترة الإنتقالية، وصولاً إلى إجراء إنتخابات حرة ونزيهة وشفافة تصل بالجميع إلى التحول الديمقراطي المنشود. وأكد كمال أن دقلو بذل جهودا كبيرة لأجل الوصول إلى هذه المرحلة، بدعوته لجميع الأطراف لوضع مصلحة السودان في المقام الأول، وسعيه الحثيث لجمع شتات القوى المختلفة. وقال الطاهر أن الإتفاق سيفتح الطريق أمام حكم مدني وتحول ديمقراطي، ويتيح الفرصة لإستئناف المساعدات الدولية للسودان. وأضاف كمال أن التوقيع على الإتفاق الإطاري يعتبر خطوة أولية وأساسية لمعالجة الأخطاء السياسية، ومعالجة إختلالات الدولة، وبناء دولة العدالة الإجتماعية والحكم الراشد والسلام المستدام والديمقراطية.
وشدد الطاهر على ضرورة المضي قدماً في إصلاح المؤسسة العسكرية لإبعادها عن الطامعين من الساسة والكيانات الساعية لإستخدامها كمطية للوصول إلى كراسي الحكم. ونبه كمال إلى محاولات البعض للإنقلاب على السلطة، مستغلين الولاء السياسي لبعض منسوبي المؤسسة العسكرية، وطالب الطاهر بحسم أمثال هؤلاء، وتأمين المؤسسة العسكرية من أطماع مناصريهم للمحافظة على أمن وإستقرار البلاد. وأمن الخبير الإعلامي على حديث دقلو بأن السودان له تاريخ ملئ بالصراع السياسي والحروب والهشاشة الأمنية، وأنه علينا الإلتزام دائماً بالحوار كقيمة أساسية لحل الخلافات لإقامة حكومة مدنية كاملة، قادرة على إدارة الدولة بعيداً عن الإنقلابات والتوترات الأمنية.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى