بيانات

أبشر رفاي يكتب في (رؤى متجددة) .. ست الودع كدي كشكشي شوفي لينا عام ٢٠٢٣ كان فيهو للسودانيبن شئ !

ساعات ويودع العالم عام ٢٠٢٢ صفحات التاريخ ويستقبل عاما ميلاديا جديدا ٢٠٢٣ ومن قبل شهور قليلة ودع العام الهجري ١٤٤٣ واستقبل الهجري الجديد ١٤٤٤ .
تباين التقويم الزمني أملاه تباين الخلفية الثقافية والاجتماعية والحضارية للشعوب ، هذا هو الجانب المتحرك للمسألة ، أما الثابت منها فأن الحق تعالى قد وضع للمنظومة الكونية اطارا زمنيا محكما وهو الدهر الذي بدأ بالنشأة وإنداح بصيغ الانتشار المختلفة وفقا لتصاريف عدد السنين والحساب التي من احكامها الاطار والأضطراد ممثلا في الدهر العصر القرون السنين الشهور الاسابيع الايام اليوم الساعة الدقائق الثواني ودون الثواني ( توقيت كن فيكون ) كل ذلك مؤشر ومنبه زمني جيد يفرض على الجميع التوقف عند محطة اطاره الزمني مقروء بحزم ثلاثي تفاصيله الداخلية وهي الماضي الحاضر والمستقبل ، وهنا نذكر بأن مسألة الحديث وفلسفة الحديث عن مفهوم واحكام الاطار في مسيرة الحياة الكونية عموما وحياتنا العامة خصوصا وفي علم السياسة والفكر السياسي المتقدم بصفة اخص تعبر عن حكمة واحكام المحتوى والمحتوى ينبغي ان يعبر لسان حاله عن مطلوبات وجودة التطبيقات ، التي يقصد بها الهياكل والتي من دورها التعبير عن الوطن والمواطن ومكتسباته بصورة متوازنة والعبور به الى بر الامان ، تحت شعاره (معا من اجل وطن يسع الجميع بالحق والحقيقة ) وفليكن ذلك شعار حرية سلام وعدالة ولكن بالطريقة الاخلاقية الصحيحة ..
إن رأس السنة هجرية كان أم ميلادية او غيرها من التقويمات الزمنية للشعوب والدول والحكومات على وجه الخصوص ، تسبقها تدابير سياسية دستورية التي من مسمياتها الخطة السياسية والمالية والخدمية والتنموية الكلية للدولة ( الموازنة العامة ) التي يتم اعدادها واجازتها خواتيم كل عام بواسطة المؤسسات السياسية والفنية والتنفيذية والتشريعية للدولة ليتم ترجمتها لاحقا في صور مشروعات وأرقام في ميزانية الدولة المجازة للعام الجديد بواسطة مؤسساتها المختصة ، وبأسقاطنا تلك الحقائق على واقع الدولة والحكومة منذ العام ٢٠١٩ حتى تاريخه ، تلاحظ بوضوح غياب وتغيير المؤسسات واضطراب السياسات التي على اساسها يبنى استقرار الدولة ومستقبلها يبدو البون شاسع ولا مجال للمقارنة ولا المقاربة بأي تجربة أخرى ، ولذلك ذكرنا مرارا وتكرارا أن الاستمرار وتعمد الاستمرار على وضعية السيولة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والامنية والمؤسساتية للدولة والحكومة اكثر من المدي الزمني الذي عاشته ينتهي بالدولة في نهاية المطاف الى نتيجة حتمية وهي فشل الدولة وسقوطها وانهيارها بالكامل سقوط بغتة او من خلال عملية تساقط وتفكك تلقائى أو تفكك بفعل مفكك . وبرط دروس وعبر الاستقلال بمشهدنا الوطني الماثل نلحظ بوضوح ايضا الفرق الشاسع مثال ، ففي الوقت الذي أعلن فيه استقلال البلاد من داخل البرلمان في ١٩ ديسمبر من العام ١٩٥٥ والذي سبقته خلافات واختلافات كبيرة ضربت الجبهة الداخلية والطبقة السياسية وقتها في ظل وجود الاستعمار المباشر ، مرت الذكري اليوم والسودان والشعب السوداني في قبضة المجهول والازمة وخلافات النخب السياسية التي تسيطر عليها روح العزل والأقصاء والتشفي والتصنيف والانتقام والاستقواء بالاجنبي بشكل يندي له الجبين خجلا وبصورة لم يسبق لها مثيل سوى عملية الاستقواء بالاجنبي في معركة كرري لشفاء صدور قوم منتقمين .
نعم الاستقلال يعني الحرية والسلام والعدالة ولطالما الامر كذلك ، فإن السودان منذ خروج المستعمر حتى تاريخه ليس له أدنى علاقة بمضمون الشعار لا من بعيد أو قريب بشهادة التجارب الوطنية المتعاقبة ، وإذا كان الاستقلال يعني التقدم والتنمية والازدهار فأن الذي عاشه الشعب السوداني حتى خواتيم العام ٢٠٢٢ فإن قيم الاستقلال ينبغي أن تحرر أولا من سلوكيات الاستغلال السياسي وانماط الدكتاتوريات وعلى رأسها هذه المرة والتجربة الدكتاتورية المدنية الاطارية التي ثبت بأنها أشد فتكا من الدكتورية العسكرية ، أذن المصيبة عندنا في السودان عبر التجارب والأزمان بدلا من أن تصغر فهي تكبر على الدوام ولايوجد في المدى المنظور ما يصغرها أو يمسحها ويزيلها تماما .
إذن السؤال المهم مضى العام ٢٠٢٢ بخيره وشره والاعوام السابقة له فهل العام الجديد ٢٠٢٣ يلحق به أم يشكل فاصلة بينه وأعوام المآسي والفتن والازمات التي بلغت مرحلة عظم المواطن في كل شئ بل تعدته لتجعله كالرميم هذا من باب الواقع وليس التشائم أما من باب التفاؤل الحذر فالكل يأمل أن يحمل العام ٢٠٢٣ يحمل البشريات والفأل الحسن والخروج من الأزمات ومن يومه الاول الذي ينبغي أن يتضمنه خطاب السيد رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان عشية مخاطبته للشعب السوداني بمناسبة ذكرى الاستقلال المجيد ١/١ / ١٩٥٦ بجانب الأفعال المواكبة للأقوال وقع حافر على حافر وإلا لا مناص للرؤى المتجددة بصحبة الكثيرين الذهاب إلى أقرب ختاتي ضارب رمل أو الى شبيك لبيك أو الى ست الودع كدي كشكشي شيفي كأن للعام ٢٠٢٣ للسودانيين فيهو شئ . مع علمنا التام بكذب المنجمون ولو صدقوا .
وكل عام وأنتم بخير .

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى