مقالات

فاطمة لقاوة تكتب : وللصمت حدود

عُذرا أصدقائي وإخوتي ورفاقي !!!
منذ ٢٠١٥ الى الآن وأنا أكتب هذا المنشور طُرحت علي أسئلة بعضها إستنكاري !وآخر رجائي! وأكثرها إستهزائي! وتحقيري!! ،وقد إزدات هذة الأسئلة بعد سقوط الإنقاذ ؛وكثُرت هذة الأيام !.
إخوتي صحيح أن مُعظمكم إلتقيته في طُرق النضال المختلفة والطويلة، ضد الإنقاذ وسياساتها ؛وقد كنت دائما في كتاباتي أستنكر سياسات المركز بأكملها وكل الحكومات المتعاقبة على المركز والإنقاذ تتحمل العبء الأكبر في تلك الإخفاقات ؛بحكم الفترة الطويلة التي حكمتها -(٣٠عام)وكلكم شهود على كتاباتي!في الصُحف الورقية أو الإلكترونية او على صفحتي عبر الفيس أو تِويتر .
وجميعكم يعلم أنني ضد سياسة المركز اتجاه مناطقنا والتي أساسها التهميش الممنهج وتدجيين القيادات ؛وإستغلال المركز لأخطاء الحركات المسلحة التي تستهدف أهلنا الرعاة على أساس إثني عنصري بغيض ؛وسعي المركز الى الإستفادة من فرسان القبائل الرعوية ليخوضوا حروب وكالة عن الدولة .
وقد كنت واحدة من المناهضين لفكرة التجييش الشعبي الذي بدأه حزب الأمة وأكملته الانقاذ التي تلاعبت بالنسيج الاجتماعي الهش في مناطقنا .
ولكن وسط كل هذا النقد للمركز وسياساته ظلت نظرتي اتجاه قائد قوات الدعم السريع :(محمد حمدان دقلو) ثابته لا ولم ولن تتغيير !!لأنه في نظري قائد مميز وصفاته تختلف كثيراً عن السابقين له من القادة؛وظني فيه كقائد كان صادقاً وواقعياً ،وأنا أكتب هذة السطور !أدعوكم جميعاً أن تتابعوا مواقف هذا الرجل بكل صدق ذاتي مع النفس، وتفكروا فيه وانجازاته بعمق !! وتحسبوا ما قام به من مواقف قيادية بكل حياديه وسعيه الدؤؤب من أجل مناصرة الغلابة؛ولا أريدكم أن تكتبوا شيئا الآن !!بل على كل واحد فيكم حُرية! التحدث مع نفسه بشفافية ،لأن الإنسان يمكن أن يخدع و يغش الجميع أو يكذب ولكن لا يستطع الكذب على نفسه أبداً أو خديعتها وغشها .
اتحدث إليكم اليوم بكل صراحة عن سبب دفاعي عن قوات الدعم السريع وقيادتها في كافة المستويات!.
صحيح أن قوات الدعم السريع صنعتها ظروف الحرب في السودان وهذا ليست معيبة أو لعنة أو مسبه يجب أن تلاحق هذة القوات !لأن كل الأشياء في السودان مصنوعة وليست قوات الدعم السريع وحدها
!!فالأحزاب السياسية في السودان جميعها مصنوعة صناعة ولكل حزب جِهة ما خارجية ترعاه ويدين لها بالولاء الأعمى ؛والثورات السودانية مصنوعة ولها مطابخ خارجية تُجهزها وتديرها في كافة مراحلها !! والقيادات السودانية أيضا مصنوعة ؛لذلك لا أستبعد أن تكون قوات الدعم السريع صنعية ظروف الحرب في السودان ؛قد بُليت بلا حسن في كافة حروبها ميدانية و أثبت الجنرال محمد حمدان دقلو مقدراته القيادية في كافة معاركه ويشهد على ذلك أعداءه قبل جنوده .
في ٢٠١٦ كنت أول من إعترض أمام مبعوثة الأمن في الكونغرس الأمريكي -لقاءها مع مجموعة نساء من أجل السلام والأمن- مقترح إضافة اسم قائد قوات الدعم السريع الى لائحة المطلوبين للعدالة الجنائية ،حسب طلب بعض ناشطات دارفو ؛ورفضت أيضا جمع السلاح من الرعاة قبل أن تفرض الدولة هيبتها على كافة الحدود؛وقد إستنكرن بعض رفيقاتي إعتراضي ووصفوني بلفظ (الجنجويدية) في ذاك الوقت ؛ولكن تعاملت ببرود مع تنمرهن،ولن يستطيعن أن يثنيني عن ما أؤمن به اتجاه الجنرال دقلو وقواته .
في الفترة ما بين(٢٠١٧ -٢٠١٨)قبيل اندلاع الثورة !!وأمام الجميع ! قد تحديت بعض قيادات التغيير وتحدثت لهم قائلة :(حلقات سقوط الانقاذ لن تكتمل الاّ اذا أعلن قائد قوات الدعم السريع إنحيازه للثورة صراحى)وما قلته هو الحقيقية!!وحديث دقلو امام جنوده في طيبة الحسناب سارع بأن وتتكامل الثورة وتسقط الانقاذ .
في ٢٠٢٠ شاركت في ورشة إعلامية عن خطاب الكراهية وإجتهدت في أن يكون محور الورشة :خطاب الكراهية الموجهة ضد الدعم السريع وقيادته!!! واتخذت خطاب الكراهية ضد حميدتي نموذج؛وأوضحت خطورة ذلك على الفترة الانتقالية الذي قد يهدد أستمرار الشراكة فيها وقد صدق ما تنبأت به.
السياسة لعبة قذرة جداً والصِراع فيها لا ثوابت فيه ولا أخلاق ؛لذلك نلاحظ حجم خطابات الكراهية وتلفيق التُهم وزرع بعض الكوادر داخل الدعم السريع بهدف الزج بإسم القوات وقيادته في قضايا كثيرة من أجل شطنتها.
ليست ملمة بتفاصيل ما يتم طبخه خلف الكواليس ؛ولكن من خلال قراءتي للواقع أرى أن للدعم السريع وقياداته :أعداء ابديين لا يمكن أن نعشم بالتوافق معهم ؛وأصدقاء أبديين مستحيل يتخلوا عن صداقتهم ؛وهناك أعداء قد يتحولوا الى اصدقاء حسب المعطيات وهناك أصدقاء قد يكونوا أعداء لاحقا حسب تقاطع المصالح ؛وهناك محاور اقليمية وداخلية لا تريد للدعم السريع وقيادته أي تقدم في الساحة السياسية السودانية ؛وهناك محاور تعرف تماما أن إنهيار الدعم السريع هو إنهيار للدولة السودانية وإفساح المجال الى التقسيم المحتمل ،لذلك نلاحظ أن الإساءة لقيادات الدعم السريع أصبح نوع من التكسب السياسي عند بعض الأحزاب السياسية والشخصيات النخبوية!!فلاحظ خروج البعض منهم بصورة سافرة توضح حجم المؤامرة ومدى الحقد والقل في نفوس المتحدثين.
أخوتي !!!!وقوفي إلى جانب الدعم السريع وقياداته هو :قناعة ذاتية شخصية لن أتخلى عنها مادمت على قيد الحياة!! وأعلم أنني دفعت ثمن ذلك :فصل من المنصات التأسيسية لقوى الحرية والتغيير والتجمعات النسوية،وإزالة من بعض القروبات ؛وهذا لا يشكل هاجس كبير عندي لأنها كلها محطات اتوقف عندها لترتيب ادوات إنجاح معاركي وفق قناعاتي !!؛ولكن أن تأتي الأسئلة المختلفة من قبل بعض الذين أحسبهم مقربين لي وبصورة إستهزائية فهذا أمر يدعوا الى تساؤلات كثيرة : هل اختلاف الرأي يفسد للود قضية ؟!وهل أنتم يا إخوتي فعلاً تحملون قوالب ومعايير مُعينة من أجل قياس الوطنية الحقة؟وهل الوطنية تعني إقصاء الآخرين ؟وهل من الوطنية أن نتنكر لإنجازات نراها شاهدا أمامنا ؟! وهل وقوفي بجانب الدعم السريع هو سبب منطقي يمكن أن يتم تجريدي من الوطنية بسببه؟إخوتي مهما اختلفت رؤانا يجب أن نترك مساحة للإنسانية بيننا وشرف المبادئ لا بد أن يكون حاضر .
ما دعاني للكتابة اليوم سؤال من بعض الإخوة في قروب الفزع سابقا قبل أن يتم إزالتي منه تعسفا في ذات التاريخ اليوم -(٥يناير ٢٠٢٢)!!!السؤال عن :المعارك بين رعاة المسيرية وجيش الحركة الشعبية لدولة جنوب السودان في الحدود وآين دور حميدتي كرئيس لجنة ؟!واليوم تمر علينا ذكرى الحدث ومنطقة ابيي تعيش ذات المأساة ونسمع اخبار حزينة تحدثنا عن إحتجاز شابين من أبناء المسيرية في ابيي المدينة واقتيادهم الى جهات غير معلومة !!وتتكرر ذات الأسئلة عن دور الجنرال محمد حمدان دقلو !!!الذي نثق فيه !!ونتعشم وقوفه بجانب رعاياه ومعرفة مصيرهم وتفريح أهلهم كما فرحنا من قبل بإطلاق سراح مخطوفي حركة الحلو ال ٩.
نعم الفريق أول محمد حمدان دقلو هو رئيس اللجنة السياسية المكلفة بملف أبيي !ولكن هل هو بيديه عصاة موسى السحرية ليحلحل كل مشاكل السودان بما فيها أبيي؟!.
نجد دقلو في توقيع الوثيقة الدستورية!!!ونجده مكلف بملف جوبا للسلام !!!ونجده رئيس اللجنة الاقتصادية لفترة !!!ونجده رئيس لجنة أبيي!!!ونجده رئيس لجنة شرق السودان.
رغم أجتهاد الرجل ولكن أهلنا بيقولوا :اليد الواحدة ما بتصفق يا ناس❗.
ففي الوثيقة الدستورية صبر وأظهر إسلوب النفس الطويل الى ان تم التوقيع النهائي وأنجز دقلو مهمته بجدارة ،وليت الشركاء ألتزموا بها!وفي منبر جوبا رغم التعقيدات في المصفوفات ولكن الرجل أجتهد وأثمرت مجهوداته،وأصبح السلام واقع معاش بيننا خفف من تراجيدا الدماء كثيرا .
و في رئاسة اللجنة الاقتصادية رغم أن زمنها قصير ولكن انجازاته انعكست في ضبط سعر الدولار لفترة طويلة.
و في لجنة الشرق مساعيه ملموسه وقد تكلل سعيه بالنجاح ،إلا ما يقوم به أصبح كُحل في عين أعور !!!لا نجد من يتحدث عنه إلا القليل رغم أن الحقائق التاريخية لا يمكن تجاوزها وستظل راسخة متينة تحكي عن اصحابها بصدق مهما طال الزمان.
دعوني اتحدث لكم عن أبيي التي تعرفونها ويعرفها القاصي والداني.
آخوتي !!!أبيي قضية سودانية تلاعب بها المركز كثيرا وأستغلاها ؛والانقاذيين قد باعوا أبيي في لاهاي عبر صفقة سياسية رخيصة بموافقة بعض أبناء المسيرية وسكوت البعض الآخر .
معروف أن الصفقة كانت :(الأرض لجنوب السودان بإعتبار هي منطقة عموديات دينكا نقوك ؛والبترول لحكومة المركز) ولم يتم ذكر المسيرية الا في بند العبور الآمن للماشية من أجل الرعي فقط.
ثم جاءات فزورة الإشرافية المشتركة التي تعاملت معها حكومة جوبا بكل جدية وأسست حكومة (ادارية في أبيي واشرافية في جوبا)بينما الخرطوم جعلت من الإشرافية مأكلة فقط تحوم حولها الصراعات والملهاة من أجل المزية لا غير.
أخواتي !!!(لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
هل نحن نُخب مسيرية مستعدين للوقوف في قضية أبيي من أجل إجبار الحكومة المركز لتتحمل مسؤوليتها كاملة اتجاه شعب أبيي ؟!.
جاهزيتنا تعني الآتي:اما نكلف محاميين دوليين يذهبوا الى لاهاي ويقدموا طعون قانونية .
أو نبحث عن طريق آخر يقرب وجهات النظر بين الدولتين ويخلق جسر تواصل مجتمعي بين شعب المسيرية وشعب دينكا نقوك من خلاله يتم طرح حلول خارج مخرجات لاهاي ؛وهذا الأمر قد تبنته مجموعة أصدقاء أبيي التي عضويتها مفتوحة للجميع ،وجلس بعض ممثليها -(د القوني ودباخت)-مع السيد النائب وما زالت المساعي مستمرة ولا بد من الوصول وإن طال الوقت في الطريق.
من خلال زياراتنا لأبيي المدينة وسوق الزراف والدائر الجنوبي لاحظت أن شعب أبيي يعيش تحت وطأة الفقر والمرض والجهل ؛وشركات البترول العاملة هناك غير منضبطة بالمعايير الدولية للتنقيب؛فلا طرق ولا تعليم ولا شبكة مياه ولا صحة .
إخوتي قبل ما تسألوا عن دقلو ولجنته !لماذا لم تسألوا عن رئيس الإشرافية المشتركة ؟والمدير الإداري الذي تم تعيينه ؟!.
عشان تراتبية العمل :هل المدير الاداري وضع خطة للرعاة وهم عائدون الى المصايف في ضفاف البحر؟!ناقش فيها طرق المراحيل وتحديد مكان الرعي ودور قوات اليونسفا لحماية الرعاة!!!وهل تحدث عن ضمان التجارة المتبادلة على الحدود؟!.
وهل رئيس الإشرافية المشتركة في زيارته للدائر الجنوبي ناقش أمر الرعاة؟وهل أقاموا ورش لبث ثقافة قبول الآخر وتبادل المصلحة؟وهل اخطر حكومة جنوب السودان بتحركات الرعاة وطلب عدم مضايقتهم؟!.
أخوتي :قد تنمرتم علي كثيراً وقام البعض منكم وصفي بأوصاف تعكس عدم تآدب أصحابها !!وإن كان واحد منكم في مكاني لن يستطع تحملها ؛ولكن ثقوا بأنكم ليست أكثر ثورية مني ؟!ولم تُبتلوا كما أُبتليت في فترة الانقاذ !!!والآن ما تقوموا به من إساءات لن يختلف كثيرا عن من سبقوكم !!!ولكننا لن نتأثر بذلك كثيرا طالما شعارنا : الوطن أولاً !!!! والوطن يسع الجميع دون تنمر ؛والطريق الى دولة المؤسسات لا الشُلليات وتحقيق الشعارات الثورية المرفوعة وإختفاء التمييز والتنمر وضبط خطاب الكراهية !حياج الى تقبل الآخر والسموء فوق المرارات ،لأن مبادئ الثورة لا تقبل الانتقام وروح الثورة تفرض علينا نرفض الظلم ونثور ضده فكيف لنا أن نأتي لنمارسه مع من نختلف معهم؟!
إخوتي !!!!سأظل في صف الدعم السريع وقيادته داعمة لهم موضحة انجازاتهم رافضة للحرب الاعلامية القذرة الموجهة ضدهم ، واذا أخطأوا سأكون ناقدة لهم كالمعتاد .
تحياتي.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى