أعمدة

على خلفية مقال كتبته نهاية الاسبوع المنصرم بعنوان ( ليلة في حب مصر والسودان) وقد تناولت فيه تأريخ العلاقات السودانية المصرية على كافة الصعد وكيف ان عدد من مسؤولي الشقيقة مصر تطرقوا لهذه العلاقات أثناء اعتلاءهم منصة الاحتفال بالعيد السابع عشر لاستقلال السودان الذي أقامه مركز جمال عنقرة ورعته شركة (صن أير للطيران) بفندق (السفير) بالقاهرة.
تلقف المقال أحدهم وارسل إلى مشيدا وقد راقت له تحديدا مسألة تناول العلاقات التأريخية بين البلدين سواء على المستوى العام أو الشخصي. وكان له في هذه الجزئية ذكرى لأسرته طوتها عجلات الزمن دون ان تقف في اي من محطاتها، رغم ان السيرة باذخة وكان حريا بذوى الصلة وقتها أو لاحقا بتوثيقها ومن ثم تكريم رائدها الزعيم “محمد حسن خليل” عليه رحمة الله.
كتب الى الأستاذ “حسن محمد صالح آدم” وهو من أبناء وادي حلفاء عن جده (خال والده) ” محمد حسن خليل” شارحا للأدوار التي قام بها جده على المستوى الاجتماعي والسياسي بين شعبي وادي النيل “مصر والسودان” بقوله: كان لجدي دور عظيم وكبير منذ ثلاثينات القرن الماضي في ربط اوشاج الصلات بين الشقيقة مصر والسودان، فهو مؤسس دار السودان بالقاهرة في شارع شريف. وكان له اليد الطولى في تلقي أبناء السودان وقتها تعليمهم الجامعي في مصر، فقد كان هو السبب المباشر في ترتيب رواتب شهرية للطلاب الذين كانوا ينهلون العلم والمعرفة بشغف في قاهرة المعز، ولقب آنذاك ب(أبي الطلبة) وزعيم الشباب بالرغم من فارق السن بينه وبينهم. انه الزعيم “محمد حسن خليل”
واستطرد: جدي من أبناء وادي حلفا. وكان أول من عمل في الجيش المصري باحراش الجنوب، وجبال النوبة. صرافا في الاعوام ١٩٠٠ وحتي العام ١٩٣٥ وبعدها استقر في القاهرة وكانت داره مفتوحةًلكل سوداني يدرس بها يرعاهم و بتعهدهم الي ان يتخرجوا
واضاف محدثي: جدي هذا كان قد وصل لكبير صرافي الجيش المصري السوداني، و كان مقربا من الملك فاروق وبعلاقاته مع الملك رتب لكل السودانيين الذين درسوا في مصر الرواتب الشهرية، تصرف لهم من الحكومة المصرية وهي نفسها التي استمرت الي مابعد الاستقلال وحتي أيام “نميري” و حتي دفعتنا في الجامعات استفدنا من تلكم العطايا فكان في زماننا اصرف انا من السفارة تسعة جنيهات شهريا كانت تكفي الطالب واحتياجاته الشهرية في تلكم الفترة من العام 1978م.
وقال: ان الذين اطلقوا عليه إسم (أبو الطلبة) ممن أشرف على تعليمهم السيد أحمد السيد حمد وزير المواصلات الأسبق، ، و الدكتور محي الدين صابر، و السيد عقيل أحمد عقيل،والسيد عبد الماجد ابوحسبو وزير الاتصالات الأسبق وقد ذكره في مذكراته، والدرديري أحمد اسماعيل، ونصر الدين السيد نصر الدين، وآخرون كثر لا تسعهم الذاكرة وقد اصبحوا وزراء لاحقا في حكومات متعاقبة بالسودان
وفي آخر رسالة محدثي الأستاذ محمد صالح اهدني مكتوبا دون في حقه اثناء تابينه بخط يد جده الإمام الشيح “جعفر محمد صالح” رحمة الله عليه إمام وخطيب المسجد الحسيني بحلفا اضمنها هذا المقال.
انتهى التوثيق الذي اعتقد انه قيض من فيض لسيرة هذا الزعيم الإنسان، صاحب البصمات الواضحة في تأريخ العلائق بين الشعبين. توفى الرجل لتبقى سيرته عطره في مخيلة من عاصروه، وعارفى فضله، فإن كان التكريم قد تجاوزه وقتها، ففي ذريته من يستحق التكريم في شخصه فهلا انبرت اي من الجهات بمصر او السودان لتخليد ذكراه وتكريمه؟!
.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى