أعمدة

(رؤى متجددة) .. أبشر رفاي .. ٦٧ سنة والسودان بين سندان معاني الاستقلال ومطرقة مآسي الاستغلال !

في الاثر الشعبي المابعرفك ما بعزك وفي رواية أخرى بجهلك .
واحدة من مشاكل هذا البلد ناهيك عن الغريب حتى بعض ابنائه يجهلون قيمته الوطنية والتاريخية والحضارية والاستراتيجية في وسط الامم والشعوب ، وذلك لأسباب كثيرة منها كثافة ظاهرة الاستلاب السياسي والثقافي والاجتماعي داخلي وخارجي وتزييف مرصد التأريخ وكذلك الفجوات الكبيرة والخطيرة في حركة المجايلة التي نجمت عن غياب وتغييب مشروع التخطيط الاجتماعي السياسي الوطني المتكامل مجايلات الفئات العمرية أجيال الخمسينيات الستينيات السبعينيات الثمانينيات التسعينيات الالفينات التي نعيش تفاصيلها اليوم ، ومن شواهد القول ومشاهداته الحية الاستقلال الذي نتنسم عبيره اليوم لم يأت هكذا مصادفة وانما ثمرة جهود مضنية وملاحم وبطولات طويلة متواصلة شملت جميع المجالات والمراحل ، بدءا بمرحلة نبذ التعايش مع الاستعمار ثم مرحلة قتاله العسكري المباشر عبر ثورات شعبية كبيرة كثيرة عمت ارجاء البلاد ثم تلتها مرحلة التدابير السياسية التي كانت قمتها مؤتمر الخريجيين في العام ١٩٣٨ ، ثم مرحلة البناء التشريعي ممثلا في إنشاء المجلس التشريعي لشمال السودان برئاسة السيد محمد صالح الشنقيطي ١٩٤٨ ، ثم مرحلة التدابير التنفيذية الانتقالية المبكرة التي إنتظمت البلاد في حقيقة الأمر منذ بداية الخمسينيات حتي قبيل اعلان الاستقلال من داخل البرلمان في ١٩ ديسمبر من العام ١٩٥٥ ، والتي واكبتها مرحلة التدابير التشريعية الثانية انتخابات ١٩٥٤ ثم جاءت أخيرا مرحلتي التدابير الدستورية والاخراج السياسي الثاني بإعلان الاستقلال الكامل برفع علم الاستقلال عن مظلة تاج الامبراطورية البريطانية في١/ ١/ ١٩٥٦ .
والجدير بالذكر في هذا الخصوص .
إن الامبراطورية البريطانية التي لم تغب عنها الشمس في ذلك الزمان كانت تدير مستعماراتها على نطاق العالم عبر قناتين قناة وزارة المستعمرات وقناة زراة الخارجية البريطانيتين حيث كنا ندار بواسطة وزارة الخاجية وذلك لأسباب ابرزها الايفاء بأستحقاقات اتفاقية الحكم الثنائي الانجليزي المصري ١٨٩٩ التي بطبيعتها لم تمكن بريطانيا على قوتها لم تمكنها من تطبيق حالة الاستعمار المطلق كما الحال في المستعمرات التابعة للوزارة المختصة .
عموما انتهت مسيرة النضال والكفاح التراكمي للاجدات والجدات والرعيل الأول من قادة العمل الوطني إنتهت بإعلان السودان دولة حرة مستقلة بتاريخ ١٩٥٦/١/١ ورفع العلم الاول بألوانه الثلاث الأزرق يرمز للنيل والاصفر للصحراء والاخضر للزراعة قبل أن يتم تعديله لاحقا في العام ١٩٧٤ بواسطة الرئيس الراحل المقيم جعفر محمد نميري الذي حكم السودان في الفترة من ٢٥ مايو ١٩٦٩ حتى ٦ابريل ١٩٨٥ حيث صار العلم من أربع ألوان وهو القائم الآن اللون الأحمر أعلى يرمز لدماء الشهداء والأبيض( للنيل ) والأسود للارض والمثلث الأخضر للزراعة وفي سياق لاحق وفي اطار مشروع الحل السياسي النهائى الشامل للقضية الوطنية المتطاولة اقترحت الرؤى المتجددة فلسفة سياسية دستورية موضوعية منطقية متجددة لتركيبة وتصميم علم البلاد إضافة لتعديل طفيف في البنية والمواعين التعبيرية لنشيد العلم ، تحتوي تركيبة العلم المقترحة في اطار مشروع الحل النهائى الاجتماعي السياسي الاقتصادي الاستراتيجي والدستوري على الاتي ١- خلط اللون الاسود حالك السواد بالأحمر شديد الحمرة ، اللون المنتج من اللونين يعبر عن تنوع التركيبة الإجتماعية وعن سمرة الإنسان السوداني ، منطق الاقتراح وموضوعيته بالنسبة لنا كسودانيين بل شعوب العالم قاطبة يعبر عن مخاطبة عقدة اللون والألوان وهي مشكلة إجتماعية شعوبية أممية حقيقية معلنة ومسكوت عنها ، مشكلة الألوان آية ضربت للناس في الآفاق كاليل والنهار وفي الأنفس ولكن أكثر لايؤمنون وبعضهم ينافقون ، وبتالي افضل طريقة مثالية هي اخذ المشهد برفق نحو محطة ثالثة ، في اطار فلسفة حوار وتفاعل الالوان .
المنتج الثالث الجديد كلون تفاعلى بين الحمرة والسواد يعبر عن تركيبة ونفسية المواطنين يوضع اعلى البنية التصميمية لعلم البلاد الجديد ، ثم يليه اللون الاحمر رمزا لدماء الشهداء التي سكبت عن طريق رمزية اللون أعلى العلم ثم يليه في البنية والتركيبة ، اللون الابيض الذي يعبر عن النيل والحياة وعن غسيل دماء الشهداء ، التي ستتحول إلى اللون الرابع والاخير وهو اللون الأخضر الذي يعبر عن الماء والخضرة والجمال والوجه الحسن وعن الزراعة بأقسامها الثلاث وليس الأثنين فقط كما هو متعارف عليه أكاديميا نباتي وحيواني ولم يذكر البعد الاعمق للزراعة بعدها الإنساني ، فالأنسان كما ذكرنا من قبل مخلوق زراعي بحت عند النشأة (شتلة نفخ عليها الروح) وفي الانتشار فهو بذور محسنة وغير محسنة زرعت في الارحام وسقيت بالحبلين السري وحبل الأسرار .
هذا المقترح الفكري المنهجي أفضل بكثير برأي الرؤى المتجددة أفضل من كثرة الألوان وتعددها ، التي تعج بألوانها الساحة السياسية وسوح الكفاح المسلح . وعن بعض البنيات التعبيرية المقترح إدخالها ببنية نشيد العلم عبارة هذه الارض لنا ، يستعاض عنها بعبارة (هذه أرضنا ) لبعدها وعمقها الحقوقي والتاريخي الفصلي .
نختم هذا الجزء من القراءة حول الاستقلال المجيد في ١/١ / ١٩٥٦ ورفع العلم وترديد شعار عاش السودان حرا مستقلا في ذلك الزمان وفي تلك اللحظة الفارقة ، ولكن مع الأسف في حقيقة الأمر قد عاش السودان على مدى ٦٧ سنة بدلا عن حرا عاش مكبلا ومستقلا مستغلا إجتماعيا وسياسيا وإقتصاديا وثقافيا ودستوريا والاسباب كثيرة منها ١- خطورة أثر وإرث البنية التحتية لمشروع الدولتين القصريتين التركية السابقة ١٨٢١ — ١٨٨٥ ودولة الحكم الثنائي ١٨٩٩ — ١٩٥٦ بجانب تحديات تجربة الدولة الوطنية الأولى الدولة المهدية ١٨٨٣ – ١٨٩٨ كرري ٢– غياب وتغييب المشروع الوطني الاخلاقي الكبير والشامل ٣– غياب وتغييب البنية والبيئة الدستورية السليمة والمستدامة ٤– التدخل الاجنبي السافر في شئون البلاد الداخلية والخارجية وظاهرة الاستقواء به سياسيا وإقتصاديا وعسكريا . الأمر الذي انتهي بالبلاد الى حالة يا أبزيد كأنك لا إستقليت ولاشفت الاستقلال بشهادة بعد مضي ٦٧ عاما من عمر الاستقلال المجيد يأتيك من يقول لك حنبنيهوا ونلونوا حتى تكتمل الصورة ويأتي آخر رافعا لشعار حرية سلام وعدالة ثم تأتي طامة الاعترافات السياسية الكبري بالضربة القاضية والاعتراف سيد الأدلة ولكنها في النهاية محمدة وشهادة تصب في صالح قائلها ولا تشكل منقصة له اعترافات الخضوع والخنوع لأوامر السفراء والسفارات وأن تمضي وتوقع نيابة عن الشعب والوطن وكراعك في رقبتك دون توضيح الاسباب الداعية لذلك وقديما قال الراعي لغرة تشربى ولابكسر قرنك ولكننا لا ندري ما إذا كانت غرة شربت ام كسر الراعي قرنها ، المهم في الأمر اذا صحت تلك الأقوال والإفادات عن طبيعة وعن الظروف المحيطة بالتوقيع على الاتفاق الاطاري ودور بعض السفراء وتدخلهم السافر في شئون البلاد الداخلية وهم يعلمون سلفا طبيعة مهامهم وحدود سلطاتهم وصلاحياتهم وفقا للقوانين والتقاليد والاعراف الدبلوماسية ويعلمون كذلك جيدا بأن الدولة موضوع تمثيلهم الدبلوماسي هي دولة ذات سيادة وعضوا بارزا في الامم المتحدة منذ العام ١٩٥٦ هذا يعني إرتكاب هؤلاء وعن عمد وسبق الاصرار والترصد والتصيد ارتكابهم لجملة من المخالفات بحق الوطن والمواطن ومواثيق ومعاهدات الامم المتحدة ، هذا من جهة ومن أخرى ، من المعلوم بداهة أي محاولة لنزع الاعترافات والتوقيعات ومصادرة الارادات الفردية والجماعية تحت الاكراه السياسي وتحت الوعيد والتهديد أو أي صورة من صور غسيل الاعترافات والانسياقات السياسة القذرة يعتبر عملا بأطلا سلوك رباعي الأبعاد إرهابي استعماري استغلالي غير اخلاقي مستغلا للنفوذ وكذلك للشرعية الدولية وممارسة استخدام القوة السياسية المفرطة ضد المواطنين وضد دولة ذات سيادة تعيش ظروف استثنائية خاصة تتطلب تضافر جهود الاسرة الدولية والاقليمية وجهود الأصدقاء والأشقاء المخلصين وليس استغلال والاستثمار السياسي الرخيص في تلك الظروف هذا يطلب احاطة الأمم المتحدة وكافة الجهات والمرجعيات الاقليمية والدولية المختصة والمهتمة بصون حقوق الانسان والديمقراطيات والحقوق المدنية والسياسية للشعوب وحمايتها بمنع أي محاولات لأستعادة الأستعمار القديم والحديث إحاطتها بما يجري ويحاك ضد السودان والشعب السوداني وارادته الحرة عاش السودان حرا مستقلا ولايصح إلا الصحيح .
ولسع الكلام راقد ومرقد بسفروك دار مساليت كن صاب سلاح وكن جلا عود وراح
وكل عام وانتم بخير …

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى