أعمدة

محمد أحمد مبروك يكتب في (سطور ملونة) .. رعب المجرمين

غفل كثير من الناس عن أن أولادهم ونساءهم وأنفسهم حاقت بهم ٱثار خطيرة للتصاعد المرعب للجريمة . وانها أحدثت شروخا نفسية عميقة لن تزول بسهولة . وأنها ستترك ٱثارا في الأخلاق والسلوك وربما تحدث تحولا كبيرا في بنية المجتمع .
بالله عليك أنظر في شخص يصله كل يوم أخبار عن ذبح تاجر أمام منزله .. ست طعنات تودي بحياة شاب بسبب النزاع على تحويل رصيد .. قتل رجل بالساطور لنهب موبايله .. تسعة طويلة تنهب شنطة فتاة في الشارع .. نهب محل تجاري منتصف النهار تحت التهديد بالكلاشنكوف .. العثور على جثة مواطن مذبوح في الشارع .. قتل مواطن رميا بالرصاص ..
ليس هكذا فحسب بل يصله في نفس اليوم اخبار إختطاف شابة واغتصابها من خمسة أشخاص . العثور على طالبة اختطفت وتم اغتصابها بوحشية .. اغتصاب طالبة جامعية
تحت تحت التهديد بالذبح داخل غرفتها بالداخلية .. العثور على اطفال حديثي الولادة في كراتين وفي المراحيض وفي اماكن القمامة .. اغتصاب طفل عمره اربع سنوات .. مجرم إغتصب طفلة عمرها سنتين وقتلها ..
لا لا لا وانظر أيضا ضبط اربعين الف حبة مخدر ترامادول ضبط ثمانية ٱلاف كيلو جرام حشيش .. ضبط اربعة الاف جرعة من مخدر الٱيس . توقيف مجرمين هربوا مخدرات تتجاوز ما يكفي لتخدير مدينة كاملة .. القبض على اكبر مهرب في العالم في تجارة البشر .. ضبط لوري يحمل شحنة كاملة من الخمور المستوردة .. القبض على كريمات ومواد تجميل محظورة ..
ليس هكذا فقط .. هاك هذه : ضبط عصابة هربت أسلحة ثقيلة وقاذفات صواريخ .. ضبط لوري يحمل خمسة ٱلاف طبنجة .. ضبط شاحنات تحمل رشاشات وبنادق كلاشنكوف .. ضبط مهربين بعد معارك بالسلاح الناري مع قوات الشرطة واستشهاد جنود وضباط..
وهذه أخبار يتلقاها الناس كل يوم وبتواتر لا ينقطع وبتنوع يشمل كل أنوع البشاعة .
أية حياة هذه التي نحياها ونحن ننام مرعوبين ونحيا متوجسين خائفين .. لا نأمن على حياتنا التي يمكن أن تسلب لمجرد أننا نحمل موبايل . أصبح القتل سلوكا عاديا وفي كل مكان ولأي سبب وبلا سبب .. لم نعد نأمن على أولادنا وبناتنا وأطفالنا ونسائنا من الإختطاف والإغتصاب والقتل ..
سأترك لك تقدير الٱثار النفسية والإجتماعية والتربوية والسلوكية التي يتركها كل ذلك على الإنسان ..
لا يعقل أن يكون كل هذا تصاعد طبيعي للجريمة .. ولا يخفى على عاقل أن هذا عمل منظم تديره جهات متطورة عالية القدرات والإمكانات تهدف لإحداث انهيار كامل في المجتمع ..
علماء الجريمة لديهم معادلات مثبتة تحدد كيف يمكن أن تتصاعد الجريمة أو تستحدث وكيف يمكن أن تتطور جرائم لم تكن موجودة في المجتمع . وليس هذا مجال الخوض في هذا الموضوع بالغ التعقيد . لكن من هذه المسببات ضعف أجهزة ردع الجريمة ..
لكن أجهزة ردع الجريمة في بلادنا ليست ضعيفة ولو لا ذلك لكان المجتمع قد انهار بالكامل .. لدينا واحد من أفضل وأكفأ أجهزة القضاء في العالم .. لدينا نيابة تضم أفضل قدرات التحري والتقصي ..
قل لي : وأين الشرطة في حديثك ..
أقول لك الشرطة تتحدث عن نفسها كل ساعة .. ليس بالقول والتصريحات إنما بمعجزات تحققها كل لحظة .. وستكون الشرطة موضوع حديثي في حلقات قادمة .. وأقول لك مدير عام الشرطة وزير الداخلية المكلف دا جابوه من وين .. وفي مثل ظروف البلاد الحالية لو لم يهييء لنا الله مثله ماذا كنا سنعمل .
ستكون الشرطة وأسرارها موضوع حديثنا القادم إن شاء الله .

محمد أحمد مبروك

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى