أعمدة

صلاح حبيب يكتب في (ولنا رأي).. الساسة هم من يحاولون تقسيم الوطن وليس الغرب!!

نقرأ في كثير من مواقع التواصل الاجتماعي أو اللقاءات التي تجمع السودانيين في الأفراح وآلاتراح عن محاولة لتقسيم السودان إلى عدة دويلات أو تدخل الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا أو أي دولة غربية للاستاثر بخيراته، لكن للأسف كل تلك الأقاويل لاسند لها، لا من الغرب، ولا من الحادبين على مصلحة البلاد.. فالمسألة تقع على عاتق الساسة السودانيين الذين يريدون الهيمنة على كل شيء وقد برز ذلك عقب نيل السودان استقلاله فقد شهدت ما بعد الاستقلال صراعات وخلافات حادة بين الأحزاب السياسية وعلى رأسها أحزاب الأمة والاتحادي الديمقراطي وفي ظل تلك الخلافات سلم حزب الأمة الحكومة إلى الجيش ممثلا في الفريق إبراهيم عبود الذي بدأ مشوار التنمية والأعمار ولكن الساسة وموامراتهم لم تتركه يستمر في الحكم، فقامت ثورة أكتوبر 1964 وشكلت الحكومة الانتقالية تحت رئاسة الأستاذ سر الختم الخليفة الذي لم يسلم من نقد الأحزاب حتى جاءت الانتخابات واستبشر الناس بديمقراطية تعيد للبلاد أمنه واستقراره، ولكن انتهازية الأحزاب لم تجعلها تعمر طويلا فانقض على النظام الديمقراطي العقيد جعفر نميري ومجموعة من الضباط شكلوا الحكومة التي استمرت لستة عشر عاما الا انها لم تستطع الاستمرار في ظل مؤامرات الأحزاب عليها فوصعت المتاريس في وجهها حتى هب الشعب بثورة ثانية اقتلعت النظام المايوي وجاءت فترة انتقالية أخرى برئاسة المشير سوار الذهب ومجلس عسكري و مجلس مدني كانت فترته من اخصب فترات الحكم التي مرت على البلاد، وما ان انتهت الفترة الانتقالية جاءت الديمقراطية الثالثة ولم نشهد استقرارا طوال فترة الحكم بسبب خلافات الأحزاب السياسية، وهذا يؤكد أن الأحزاب السياسية لم تصلح لحكم البلاد إذ أنها ظلت تفكر في نفسها وفي كيفية الحصول على المغانم، وتمددت الحركة الشعبية التي لم تكن هي الأفضل من الأحزاب فالاخوة الجنوبيين يظنون أن الشمال استاثر بالحكم ولم يلتفت إلى الجنوب إذ ظل في معاناة فاقد للتنمية وظلت الحركة الشعبية بقيادة الدكتور الراحل جون فرنق تشن حملاتها العسكرية على المدن حتى سقط النظام الديمقراطي ولكن الحركة الشعبية لم يعجبها الحال بل كانت تفكر في حكم البلاد باثره.. فاستمرت في العداء للشمال بعد أن قامت الجبهة الإسلامية القومية بانقلاب على الديمقراطية، أن الساسة لم يكونوا على قلب رجل واحد لإنقاذ البلاد من مشاكله الاقتصادية فالكل يفكر في نفسه فظل الصراع بينهم وظل الكيد بين أبناء الوطن الواحد، فجاءت نيفاشا التي أعطت الجنوب الحق في العيش مع الشمال أو الانفصال ولكن الساسة الجنوبيين لم يرغبوا في العيش مع الشمال ظنا منهم بأنهم يعيشون مواطنين من الدرجة الثانية في الشمال وعشعش في أذهان أبناء الجنوب ذلك فطالبوا بالانفصال ظنا بأن دولتهم الوليدة بعد الانفصال ستجعلهم مواطنين من الدرجة الأولى ولكن خاب ظنهم ولم تمضي فترة وجيزة من الانفصال والا وقد تجددت الحرب الأهلية بين ساسة الجنوب، خلال فترة الإنقاذ تم استخراج البترول الذي أحدث نوعا من الاستقرار الاقتصادي ولكن بالانفصال فقد الشمال والجنوب كل ذلك وظلت معاناة البلدين بسبب صراعات الساسة السودانيين سواء في الشمال أو الجنوب لذا لاتوجد اي دولة تفكر في تقسيم السودان أو النيل من مكتسباته فابناء الوطن هم من يحاولون ضياعه وحتى ثورة ديسمبر العظيمة الكل كان يعول عليها لنهضة البلاد ولكن مجموعة محدده حاولت الهيمنة والسيطرة على كل مفاصل الدولة، لذا إن لم يتفق الجميع و تناسى خلافاتهم فلن نسلم من التقسيم الذي تقوم به فئة معينة وادخل لأي دولة خارجية في ذلك.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى