أعمدة

يوسف عبد المنان يكتب : جنوب كردفان تدخل النفق المظلم؛؛؛

حادثة محاولة اغتيال الأمير محمد تيه أمير الليرا بمحلية هيبان يوم أمس الأول بمنزله بكادقلي وضعت علامات استفهام عديدة عن مستقبل هذا الإقليم الذي نكب بالحرب سنوات والان ينكب بالفوضى والانفلات الأمني الشامل
حدثة محاولة اغتيال الأمير كان مسرحها عاصمة الإقليم وبعد مغيب الشمس بساعات وهي محاولة اغتيال معلنه كما يقول جبرائيل ماركيز رائد الواقعية السحرية في الأدب اللاتيني والذي لوعاش في جنوب كردفان وشهد ماتشهده من فوضى لكتب ماهو أعمق من الحب في زمن الكوليرا والجنرال في متاهته لما يشهده الإقليم من فوضى واضطراب وقبل أن يفيق المجتمع من هول ماحدث في كادقلي شهدت محلية القوز حدثا آخر باغتيال تاجر هواتف نقالة وسرقت اموال مواطنين عائدين من سوق شرق الدبيبات إلى منطقة البقلتي حيث هاجمت عصابة سيارتهم التكتيك وقتل العصابة شابا مثلما حاولت عصابة كادقلي اغتيال أمير وزعيم قبيلة الليرا وهو داخل بيته ولكن السؤال من المستفيد من اغتيال الأمير محمد تيه؟؟
لقد سارعت الآلية الحكومية للتعايش السلمي التي عقدت مؤتمرا في الخرطوم الشهر الماضي للصلح بين مكونات ولايتي غرب وجنوب كردفان إلى اتهام الحركة الشعبية بتدبير محاولة اغتيال محمد تيه وربطت الآلية بين محاولة الاغتيال وماحدث لمك النمانق أمريكا كردويش موخرا مما اضطره للتنحي من موقعه بعد حضور بعض من جلسات ذلك المؤتمر ولكن السؤال ماذا تستفيد الحركة الشعبية من اغتيال أمير قبيلة أغلب مكوناتها يوالونها وتسيطر الحركة على كل منطقة هيبان حتى الأمير نفسه لايقيم في وسط عشيرته التي امرته عليها ويتخذ من كادقلي مقرا له؟
وهل الحركة الشعبية في تاريخها تورطت في مثل هذه الانتهاكات الجسيمة لخصومها ولو أرادت الحركة الشعبية اغتيال خصومها سواء من أبناء النوبة أو القبائل العربية بهذه الوحشية والغدر لما بقي في كادقلي والدلنج من مناؤي لها ولكن آلية التعايش السلمي وجدت من السهل رمي التهمة في جلباب الحركة الشعبية و(قش خشمها) والتغافل وغض الطرف عن الخلافات الداخلية العميقة بين أبناء النوبة المؤيدين لعقد المؤتمر الأخير والرافضين له؛؛
وكذلك الخلافات حول دعم الفريق محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع الذي صحح الخطأ الأول بمنح سيارات دفع رباعي لبعض أمراء وزعماء الإدارة الأهلية وكتبت منتقدا ذلك المنهج وهاج وهاجمني البعض واخرجني البعض من ملة العرب ونسبني لجدودي النوبة وانا فخور بذلك لايجرمني شأن قوما لايفقهون في العدل وقد مضى حميدتي في دعم الإدارة الأهلية وهذه المرة لم يميز بين إدارة أهلية وأخرى وكان من نصيب الأمير محمد تيه عربة بيضاء تسر الناظرين ولكن دعم الإدارة الأهلية من قبل حميدتي قابله البعض بالرفض وفي الميديا تسجيلا لأحد الناشطين من الشريط الرملي يدعوا فيه لجز عنق كل من ينال عربة من حميدتي ولكن نشطاء الميديا لايفقهون في السياسية ولا الإدارة الأهلية التي يعتبر دعم حميدتي لها تقديرا لدورها وهذه السيارات الفارهة تخدم المجتمع ومن الخطل اعتبارها رشوة سياسية والادارة الأهلية لن تسيطيع وحدها تغير الخارطة الانتخابية لصالح حميدتي أو ضده ولكن وجود سيارات للامراء والمكوك وحتى العمد والشيوخ لخدمة المجتمع
اما حادثة أمريكا كردويش فتلك حيثياتها مختلفة عن محاولة اغتيال الأمير محمد تيه لأن كردويش تم استدعائه من قبل قادة عشيرته وأهله النمانق وذهب بطوعه إلى منطقة تسيطر عليها الحركة الشعبية وتم استجوابه وأطلق سراحه ولكنه قدم استقالته لأسباب قدرها هو حسبما قيل
السؤال ماذا تفعل حكومة ولاية جنوب كردفان وحالة السيولة تتمدد يوميا وتسود الفوضى خاصة مناطق سيطرة الحكومة؟؟ واقع الأمر يقول ان حكومة الوالي موسى جبر فعلت مابوسعها لكبح جماح السيولة الأمنية ولعبت شخصية الوالي الوفاقية وخبرته الطويلة في الإدارة عاملا في الحيلولة دون انزلاق الولاية لهاوية سحيقة من عدم الاستقرار في ظل قوانين قيدت حركة الشرطة وكبلت يدها في محاربة الجريمة وجعلت من جهاز الأمن بلا أنياب وحصرت مهامه في جمع المعلومات فقط لأن من يشرع من من لاينظر ابعد من شارع الستين وتظاهرات الناشطين وجعلت مهام الجيش فقط في التصدي للعدوان الخارجي وتم حل الدفاع الشعبي وتسريح الشرطة الشعبية ومايعيق أداء الولاة جميعهم وليس والي جنوب كردفان وحده غياب دستور للولاية وقانون ينظم العلاقات الافقية والراسية بين المركز والولايات ويؤدي الولاة مهامهم وفقا لقانون الطوارئ في ظل إمكانيات شحيحة جدا
وفي جنوب كردفان تعيش هدنة بين الحكومة والحركة الشعبية وليس سلاما ولاحتى هدنة ووقف إطلاق نار متفقا علية بين الأطراف وينظمه برتوكول أو قانون ولجان مراقبة مجرد إعلان أدبي والتزام أخلاقي بين الأطراف فهل البلاد وشان تتم إدارتها بالاتفاقيات الأخلاقية؟؟
نعم حالة السيولة متمددة وربما تدخل الولاية أو الإقليم نفقا أكثر ظلامية إذا ماتحقق مايطالب به الناشطين للجيش للثكنات كيف يذهب الجيش للثكنات في واقع مثل واقع جنوب كردفان ليحل مكانه قطاع الطرق والنهابين وكيف نطالب الشرطة بالتصدي للحرامية والشرطة بلا حصانة قانونية تجعلها تضرب وكر الجريمة وتحارب المتفلتين دون أن ترفع الحصانات عن ضباطها وجودها ويقدمون للمحاكم؟؟
من المنتظر أن تستقبل جنوب كردفان ابنها شمس الدين كباشي الايام القادمة وذلك لتدشين طريق هبيلا والدلنج وهو أو مشروع تنموي كبير في صحيفة الكباشي والوالي موسى جبر وقد تبدد وقت وتسرب الزمن وجنوب كردفان تعيش في دوامة الحرب والهدنه

يوسف عبد المنان

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى