أعمدة

(مفارقات) … حميدتي الرجل البرغماتي د ..بقلم شاكر رابح*

الوصول الي حل للازمة السياسية والدستورية والاقتصادية التى بلغت ذروتها أمر في غاية الاهمية، ومحاولة حميدتي الدفع باتجاه استكمال مطلوبات الفترة الانتقالية عبر المضي قدما بالاتفاق الإطاري النهائي إلى نهاياته امر مطلوب، استفحال الازمة وانسداد الافق تجعلنا نطرح سؤالا محوريا هل ينجح حميدتى فيما فشلت فيه الالية الثلاثية والرباعية؟ وهل الاتفاق يستطيع أن ينتشل السودان من ازمته؟
اعتقد بحكم تجاربه ومتابعتنا نجد أن هناك شواهد كثيرة كما سبق واتخذ قرار الانحياز لخيار الشعب فى التغيير وتوقيع الوثيقة الدستورية المعطوبة بامر انقلاب القائد العام وتجميد بنود مهمة فيها احدث فراغا دستوريا، ثم رعايته لاتفاقية جوبا لسلام السودان التى ساهمت بشكل كبير في اسكات صوت البندقية وعودة النازحيين واللاجئيين لقراهم وفرقانهم ومهدت الطريق لعودة الاوضاع الى طبيعتها ،اعتقد بمقدورة وضع حد للازمة السياسية، مما يجعل ذلك ممكنا تصريحات الناطق الرسمي باسم العملية السلمية خالد عمر التى تحدث فيها عن التوافق على جداول زمنية باجال محددة وتكوين لجنة سياسية للصياغة النهائية للاعلان السياسي و الدستور الانتقالي ، والجدير بالذكر ان الكيانات والحركات والتحالفات غير الموقعة الذين التقى بهم القائد مؤخرا ابدوا مرونه كبيرة وقدموا جملة من المقترحات التى من شانها ان تجعل الحل ممكنا.
حميدتى يملك الإرادة السياسية وهو رجل “برغماتي” يملك قراره ويتصرف بحرية رأى بعيدا عن أي مؤثرات او ضغوط خارجية كانت أم داخلية ،وهو يعلى مصلحة الوطن فوق اي مصلحة، والبرغماتية معناها “العمل وهى مذهب فلسفي يعتبر نجاح العمل المعيار الوحيد للحقيقة” والرجل البرغماتي “ينظر للنتائج العملية المثمرة التى قد تؤدي إليها قراره ،وهو لا يتخذ قراره بوحي من فكرة مسبقة او ايديلوجية سياسية محددة”
وما ذهبنا اليه تؤكده انه يتعامل بعدم تقليدية ويبحث عن الحلول عبر البدائل المتاحة ،وكسره للجمود السياسي الذي طال أمده وبتحركاته اسطاع تحقيق تقدم ملموس ، بالمقابل عدم التوقيع على التسوية او عرقلتها من قبل قادة القوات المسلحة يفاقم انعدام الأمن وتدهور الاقتصاد ويزيد من عدم الاستقرار السياسي، تصريحات قيادة الجيش المتناضة والمتضاربة اتجاه مسار العملية السياسية تهدد بتجدد النزاع بالولايات الطرفية بل السودان ككل، ويثير شبح اندلاع حرب اهلية او عودة الفلول عبر بوابة المؤسسة العسكرية وعدم التوافق يفاقم من ازمة معاش الناس و فيه اساءة للسودان شعبا ووطنا.

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى