أعمدة

(بُعْدٌ .. و .. مسافة) .. مصطفى ابوالعزائم . ما بين جوبا والإطاري … !

أسعد كثيراً عندما أتلقى محادثة هاتفية من أستاذ الأجيال الخبير الإعلامي الكبير البروفيسور علي شمو ، وتجد آراؤه مكانة خاصة لدى الجميع ، فالرجل خبرة وعلم وحنكة ، ومعرفة ، ونسأل الله أن يفيدنا مما لديه الكثير
تواصل معي أستاذنا الكبير بروف شمو قبل أيام ، وهو مشفق مما تشهده ساحة العمل السياسي من تنازع على السلطة ، وصراع غير مبرر بهدف إقصاء الآخر ، وقال لي نصاً : ” إنتو وين .. ؟ كيف يمكن أن تكونوا قادة رأي وأنتم تشاهدون ما تشاهدون ولا تقولون شيئاً ؟ ” .
بروفيسور شمو يحسن بنا الظن ، والضمير في (بنا) يرجع لكل كُتّابِ الرأي ، الذين يرى أستاذنا الكبير إن بوصلة الوطن ومصالحه هي التي تحدّد مسارهم ، وإن الضمير المهني والوطني هو الذي يحكم أفكارهم ويضبط توجهاتهم خدمة لمصالح الوطن العليا ، بعيداً عن التصنيفات الفكرية والسياسية الضيّقة التي تعزل كل مجموعة عن المجموعات الأخرى .
تحدثنا حول أثر الصراع الحالي ، ونتائجه السالبة والمدمرة ، التي ستلحق بالوطن ووحدته وسلامته وإستقراره ، وتهدد وحدته ؛ وطلبت إليه أن يخاطب آخرين ، فكلمة البروف مسموعة ، ووطنيته لا يشك فيها أحد ، ووجدت نفسي مع نفسي بعد ذلك في محاولة لجمع شتات الأحداث ، والسعي وراء ما يمكن أن يكون مخرجاً من هذه الأزمات .
نكتب ونأمل أن يوفقنا الله في مقاصدنا ، ونأمل يوفق الله الساسة وقادة الأحزاب التي يتجاوز عددها المائة حزب وتنظيم ، في الإتفاق على كلمة سواء ، ومعهم قادة الحركات المسلحة التي إنخرط بعضها في السلطة ونسي أهداف رفع السلاح والشعارات التي تم رفعها من قبل ، مع آمالنا في تحقيق مخرجات إتفاقية جوبا لسلام السودان ، والتي كنا قد بنينا عليها الآمال العريضة في الوحدة والسلام والتنمية .. والعمل على تطوير الإتفاق الإطاري ، وتوسيع دائرته حتى لايتم إبعاد حزب أو إقصاء جماعة أو فرد .
وفي تقديرنا الشخصي إن إتفاقية سلام جوبا ، يمكن أن تكون فعلاً لا قولاً ، الأساس لأي إتفاق قادم ، وقد سعدت شخصياً بما قال به قيادات مؤسساتنا العسكرية في هذا الشأن ، سواء كان ذلك في القوات المسلحة السودانية وهي مؤسستنا القومية التي نعتز بها ، أو في قوات الدعم السريع أو قوات الشرطة بكل مكوناتها ، والذي عززه بالأمس القريب ما جاء على لسان الفريق أول ياسين ابراهيم وزير الدفاع ، خلال مخاطبته ورشة تقييم تنفيذ إتفاقية جوبا لسلام السودان ، وأذكر أنني وزميلي الأستاذ عادل سنادة كنا قد التقينا بالسيد وزير الدفاع قبل أشهر ، وتحدثنا حول الإتفاقية وموقفها من دمج القوات و الحركات المسلحة في الجيش السوداني ، وقد أكد وقتها ما رأينا أنه أساس المصالحة الوطنية الحقة ، وهو ذات ما أكد عليه في مخاطبته ورشة تقييم تنفيذ إتفاقية جوبا لسلام السودان مؤخراً ، إذ جاء على لسانه ان هذه الإتفاقية يجب أن تكون هي الأساس لأي إتفاق قادم ، وانه لا يمكن تجاوزها مع الإحتفاظ بذات النسب التي تضمنتها الإتفاقية في السلطة والمجلس التشريعي .
نتمنى حقيقة أن تتسارع الخطى في تنفيذ خطة وزارة الدفاع لهذا العام ، خاصة تلك المتعلقة بإستيعاب خمس كتائب من الحركات المسلحة .
ونجد أنفسنا ُمطالَبين ومُطالِبين بتكوين الآلية القومية الخاصة بتقويم وتقييم الإتفاقية ، ونعرف تماماً من خلال متابعتنا ومراقبتنا للأوضاع العامة أن هناك خطوات متقدمة قد تمت في ما يخص إقليم دارفور ، ويبقى علينا أن تكمل السلطات إستعداداتها وجاهزيتها للتدريب ولحماية المدنيين في دارفور .. وكل السودان .

Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى