أعمدة

وطن النجوم) .. علي سلطان.. لتلاميذ والشتاء.. افطار طالب

ما أجمل الشتاء حين تشعر فيه بالدفء.. وما أجمل الشتاء حين تكون لك غرفة دافئة تأوي اليها بحثا عن الدفء ،، وبطانية وملابس ثقيلة .. وماء دافئاً.. وما أقسى الشتاء حين لا تجد غطاء ولا ماء ساخنا ولا كسوة شتاء..!
الحمد لله أن الشتاء ياتي في بلادنا عابرا لايمكث طويلا.. صحيح أنه يكون قاسيا ولكن لا يبقى لشهور طويلة.. بل لأيام معدودات.. ولكنه يكون جافا وجالبا لأمراض الشتاء المعهودة ويكون ثقيلا على الاطفال والصغار.. وباعثا على القلق للآباء والأمهات.. في أيامنا كان الشتاء يأتي مبكرا منذ بدايات اكتوبر ويستمر حتى مارس تقريبا ولكن نشعر بالمتعة خلال أيامه حيث تتعامل معه الأسر بجدية بتوفير البطانيات والمياه الساخنة والماء المغلي للحمام والاكل الجيد والمتابعة الدقيقة للاطفال وقبل ذلك توفير الكساء المناسب حيث كانت الحياة رخية واسعار السلع في متناول اليد..الآن تأمل الاطفال وهم في طريقهم للمدارس في عز الشتاء أغلبهم ليست لديهم ملابس مناسبة تقيهم شر البرد بل ربما لا تقيهم الحر ايضا وليس بحوزتهم اي فلوس للافطار ولا يحملون معهم فطورا من البيت.. ولايجدون في مدارسهم ما يسد رمقهم..! فتتضاعف المعاناة وربما لا يستطيعون متابعة الحصص والتحصيل والبطون خاوية..! ويعودون خماصا كما خرجوا خماصا وربما لا يجدون في بيوتهم ما يسد الرمق ويسكت نداء الجوع الملح.. وربما هذا حال الام والاب وسائر من في البيت..! والآن مع تهاوي الجنيه السوداني الذي اصبح ورقة في مهب الريح فإن رب الاسرة وام الاسرة لا يستطيعان تدبير كسوة الشتاء للاطفال وربما لا يتمكنان من توفير وجبة الفطور ومن بعدُ الغداء والعشاء.. كانت طعمية الصباح الطازجة الحارة هي الحل الامثل لافطار التلاميذ والتلميذات حيث تشهد البقالات في الاحياء ازدحاما لطيفا وتسمع اصوات ابواق سيارت الترحيل تستعجل الطلبة للحاق بالمدرسة ،، جلبة وضوضاء مزعجة ولكنها مقبولة ربما لا يتضايق منها احد.. الآن اصبح الازدحام خفيفا على الطعمية.. وحبة طعمية واحدة لا تشبع احدا ورغيفة بجنيه لا تسد الرمق..! هناك محاولات خجولة هنا وهناك لافطار التلاميذ على مستوى بعض الجمعيات والمنظمات وهناك اسر توزع في صمت جميل مئات الساندويتشات على طلبة المدارس بلا من ولا اذى.. والقائمة تزداد.. انها دعوة وربما صرخة للتكافل ولزيادة مساحة توزيع الافطار على تلاميذ وتلميذات المدارس.. وعلى الاسر القادرة ان تعمل بفكرة ساندويتش زيادة لصديق ابنهم الطالب بحيث يسهم كل بيت في افطار طالب واحد فقط.. ستتسع الدائرة ويجد كل طالب فقير ساندويتشا يقيه البرد ويعينه على التحصيل.. هل من مستجيب..!

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى