مقالات

برهان البيان وبيان البرهان فی العلاقات بين إسراٸيل والسودان !! .. محجوب فضل بدری

-فی البداية لابد من التفريق بين علاقة اليهود بالسودان،وبين العلاقة بين السودان ودولة إسراٸيل !! إذ لا مشكلة بين السودان واليهود كجنس أو كديانة !!
– اتفق المفسرون على أن إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، كما ذكر الرازي والشوكاني وصديق حسن خان وغيرهم، وبنو إسرائيل هم ذريته، قال ابن جزي في التسهيل: إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، وهو والد الأسباط، واليهود ذريتهم. 
وقال الجزائري في أيسر التفاسير: إسرائيل هو يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم السلام، وبنوه هم اليهود لأنهم يعودون في أصولهم إلى أولاد يعقوب الاثني عشر. ومن كان منهم اليوم في فلسطين أو في غيرها من البلاد تناوله خطاب القرآن لبني إسرائيل، وهكذا الحال إلى يوم القيامة، ولذلك خاطب القرآن بني إسرائيل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بما فعل آباؤهم، كقوله سبحانه:-( *وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ* )قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: قد خاطب الله سبحانه بني إسرائيل الموجودين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بما فعل مع آبائهم، وذكرهم بذلك واستدعاهم به، وذكرهم أنه فعله بهم، كقوله:-( *وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ* )
– إلياهو سولومون ملكا -كان والده حاخاماً ليهود السودان- أَلَفَ إلياهو هذا، كتاباً بعنوان (أطفال يعقوب فی بقعة المهدی) عرض فيه بالتفصيل لأوضاع اليهود فی السودان وليس فی أم درمان (البقعة) وحدها،وتناول الأستاذ/مكی أبو قرجة،كتاب إلياهو سولومون،بكتابٍ له تحت عنوان (اليهود فی السودان-قراءة فی كتاب أطفال يعقوب فی بقعة المهدی) ويوضح أبو قرجة فی الكتاب كيف كان اليهود يعيشون فی ربوع السودان المختلفة فی أمنٍ وأمان،ويعملون فی التجارة والزراعة والصناعة،ويقيمون الأندية الرياضية والثقافية،والإحتفالات فی المناسبات الدينية وغيرها،ومسابقات ملكات الجمال !! وينتشرون فی مختلف المدن السودانية،ويمارسون حياتهم بحرية مستفيدين من أريحية السودانيين وعفويتهم فی التعامل مع الأجانب،حتی ان اليهود فی السودان،كانوا يرسلون إشتراكاتهم فی بناء دولة إسراٸيل من السودان !! كما جاء فی كتاب الأستاذ محمد حسنين هيكل (المفاوضات السرية بين العرب وإسراٸيل)-ثلاثة أجزاء۔
وفی الكتابين الكثير من التفاصيل المثيرة،وأسماء العاٸلات اليهودية التی كانت تقيم فی السودان وتصاهرت مع بعضهم، وقد بسط الأستاذ/ آدم عبدالرحمن محمد (أبوسِلِينا) الكثير عن ذلك فی كتابه (اليهود فی السودان) لمن أراد المزيد عن هذا الموضوع،وقد خرج اليهود من السودان (طوعاً) !! بعد حرب النكسة (٥–١٠ يونيو ١٩٦٧م)
-بعد قيام دولة إسراٸيل،كان موقف السودان تجاه الدولة العبرية واضحاً- بعد الإستقلال- فقد أعلن مجلس الوزراء قراره بتاريخ ١٧ نوفمبر ١٩٥٧م، بقطع العلاقات مع اسراٸيل،إتساقاً مع قرار جامعة الدول العربية،ثم صدر قانون مقاطعة إسراٸيل من البرلمان المنتخب عام ١٩٥٨م والذی إشتمل علی منع إستيراد وتصدير البضاٸع،و(عدم عقد أی إتفاق،من أی نوع) مع هيٸات أو أشخاص ينتمون بجنسيتهم إلی إسراٸيل أو يعملون لحسابها،كما يحظر القانون التعامل مع الشركات والمنشآت الوطنية والأجنبية التی لها مصالح أو فروع أو توكيلات عامة فی إسراٸيل،ويمنع القانون دخول البضاٸع والسلع والمنتجات الإسراٸيلية،أو التی تصدر من دولة أخری لصالح إسراٸيل،ويعاقب القانون بالسجن لمدة عشر سنوات والغرامة ومصادرة المضبوطات ۔ ولا يزال هذا القانون سارياً !!
-كل ما يقال فی الماضی عن لقاءات أو تفاهمات بين (سودانيين وإسراٸيليين) لا تعدو أن تكون محاولات فردية لأسباب مختلفة،وأشهرها هو لقاء السيد الصديق عبدالرحمن المهدی لمسٶول بسفارة إسراٸيل بلندن،قيل عنه إن السيد الصديق كان يبحث عن تسويق عن منتجات داٸرة المهدی الزراعية !! كما قيل إن اللقاء كان لطلب الدعم فی مواجهة الحزب الإتحادی !!!
وفی يوغندا كان لقاء (البرهان نتنياهو) فی شهر فبراير ٢٠٢٠م،وماتبعه من زيارات ومقاربات بين الجانبين،تلقی من الإستهجان أضعاف ما تلقاه من الإستحسان،حتی كانت زيارة إيلی كوهين وزير خارجية إسراٸيل الثانية،فقد كان فی الأولی يحمل حقيبة وزير الإستخبارات !!

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى