أعمدة

المسؤولية المجتمعية العرجاء.. كتب : ياسر العطار

في منتصف ديسمبر الماضي قدم قائد قوات الدعم السريع الفريق اول محمد حمدان دقلو دعما مقدرا لشريحة الطلاب المعاقين وهو عبارة عن (50) دراجة بخارية ومعينات حركة اخرى شملت كراسي متحركة وسماعات وعصا الكترونية كما حملت الصور في الاخبار التي نشرتها المواقع الالكترونية وقتها.
وجاء الدعم الذي قدمه اللواء الخير رئيس استخبارات الدعم السريع جاء للطلاب عبر صندوقهم الذي يرعاهم ضمن برامج المسؤولية المجتمعية للدعم السريع تجاه الطلاب كما درجت ان تفعل قيادة القوات مع كثير من شرائح المجتمع وهذه سنة حميدة وعمل جليل يشكر عليه سعادة الفريق اول حميدتي والسادة قادة قوات الدعم السريع وفريقهم المعاون الذي يجتهد في صناعة و ترسيخ الصورة الذهنية الايجابية للقوات لدى الراي العام .

لكن الذي لفت انتباهي واثار حيرتي وفضولي وجعلني اتساءل هو الخبر الذي نقلته الوسائط الاخبارية عن توزيع الامين العام للصندوق القومي لرعاية الطلاب البروفسور عصام عباس لعدد (40) كرسي متحرك لمستشفيات ولاية الخرطوم في إطار المسؤولية المجتمعية للصندوق تجاه المجتمع وحمل الخبر ذات صور الكراسي المتحركة التي ظهرت في الحفل الذي قدم خلاله الدعم السريع للصندوق معينات الحركة ليقدمها للطلاب.

وهنا تبرز عدد من الاسئلة هل الصندوق الذي يعيش في ازمة موارد حادة ادت لدخول العاملين لموجات من الاضرابات والاحتجاجات لديه المال الفائض الذي يكفى حاجة طلابه والعاملين فيه ليقوم بدور اخر في اطار المسؤولية المجتمعية ..؟
وهل الصندوق من المؤسسات الربحية التي يجب عليها القيام بهكذا ادوار جبرا في الوقت الراهن الذي قلصت فيه حتي شركات الاتصالات بنود المسؤولية المجتمعية.
واذا اجيب السؤالين اعلاه بالنفي وثبت ان الكراسي المتحركة التي قدمها الامين العام للصندوق لمستسفيات الخرطوم هي ذات الكراسي التي سلمت له (امانة) من الدعم السريعة لتوزيعها لابنائه الطلاب باعتباره مؤسسة مختصة في ذلك ..
هل هو اشطر من قوات الدعم السريع ومنظومتها الاعلامية والتسويقية لياخذ منها بيد ويمنح للاخرين بيد اخرى بشكل دعائي تحت بند المسؤولية المجتمعية..؟
واذا افترضنا ان شكل الكراسي المتحركة قد لا يتناسب مع احتاج بعض الطلاب هل بحثت ادارة الرعاية الاجتماعية في الصندوق وتقصت بدقة في احتياج البعض الاخر الذي ينتظر مثل هذه الكراسي او حتى ما الذي يمنع ان تستبدل هذه بتلك واعني دراجات بخارية ولو اقل عددا لتصل لمستحقيها او قل لماذا لم يبحثوا عن الطلاب ذوي الاعاقة حتي في المدارس الثانوية والابتدائية التي تنصلوا من برامج اسنادها .

لست ادري من هو العبقري الذي اشار للبروفسور عصام كرار وقال له افعل ذلك في ظل اعتصام العاملين بمكتبه مطالبين باقالته ليقنع الدولة والمجتمع بانه شغال

من هو العبقري الذي اشار له بمخالفة بنود الصرف في الصندوق كما فعل بمنح بعض المنظمات للسرر (جمع سرير) والعبايات وغيرها علما بان الصندوق ليس له بند صرف يمسى بالمسؤولية المجتمعية وحتي الصرف علي بنود العلاقات العامة سبق وان ابدى فيها المراجع العام ملاحظات قاطعة في اخر مراجعة العام ٢٠١٨م
اعجب أن تنام طالبات فقيرات بالجوع في الداخليات وتشتكي اخريات من امراض سوء التغذية والعوز في وتتعرض بعضهن للابتزاز الجنسي من الذئاب البشرية بسبب الجوع في ذات الوقت الذي يتبختر فيه المسؤول الرفيع ويتباهى امام فلاشات الكاميرات بانه قدم مشروعات مسؤولية مجتمعية للاخرين.

قبل الختام : هل تاكدت استخبارات الدعم السريع بان الدعم الذي قدمه قائدها قد وصل للمستفيدين اما ذهب لجهات أخرى.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى