تقارير

هل تعزز المصالحات القبلية مشروع السلام بجنوب كردفان؟

تقرير : وقيع الله حمودة شطة.

وجه والي ولاية جنوب كردفان المكلف ، موسي جبر محمود الدعوة إلي الأمراء والمكوك و قيادات الإدارة الأهلية، والقيادات الاجتماعية والأهلية، والإعلاميين، والشخصيات العامة من أبناء السودان، وولاية جنوب كردفان خاصة، والفعاليات المختلفة لشهود حفل مراسيم توقيع وثيقة المصالحة القبلية المهمة بين قبائل كادقلي الكبري، والتي تشمل محليات كادقلي، البرام، أم دورين، الريف الشرقي، وهيبان، ثم محلية الدلنج الكبري، التي تشمل محليات الدلنج، هبيلا، القوز، ودلامي، و
جاءت دعوة السيد الوالي تحت عنوان ( حضور الإحتفال للتوقيع علي وثيقة الصلح بين مكونات كادقلي الكبري، وقبيلتي (الغلفان ودار نعيلة) يومي العشرين والحادي والعشرين من مارس الجاري 2022م)، حيث يشرف الإحتفال السيد الفريق أول ركن شمس الدين كباشي إبراهيم، عضو مجلس السيادة، المشرف علي كردفان الكبري، وابن الولاية (منطقة الدلنج)، الذي يشهد حفل توقيع الصلح بين مكونات كادقلي الكبري، التي تشمل عدة قبائل، وذلك عند الساعة التاسعة صباحاً بحاضرة الولاية مدينة كادقلي يوم الأحد المقبل الموافق 20 مارس 2022م، ثم يشرف يوم الاثنين الموافق 21 مارس 2022م الساعة التاسعة صباحاً بمدينة الدلنج الإحتفال الآخر بتوقيع وثيقة الصلح الأخري بين قبيلتي (الغلفان ودار نعيلة) المتجاورتين المتداخلتين بمحلية الدلنج اللتين نزغ بينهما الشيطان، كما نزغ بين مكونات كادقلي الكبري، ولمدينتي الدلنج وكادقلي عراقتهما التاريخية الحضارية والثقافية، ويتوقع أن يستفيد رجالات الإدارة الأهلية، والقيادات الاجتماعية والشباب، والعقلاء من أطراف النزاع من إرث المدينتين الشهيرتين، لتحقيق مشروع المصالحة الكبيرة التي لا شك سوف تسهم إسهاما كبيرا في مشروع السلام والتعايش السلمى والاجتماعي في ولاية جنوب كردفان، التي تحتاج إلى الأمن والإستقرار، وإعادة اللحمة الوطنية والاجتماعية لمكونات الولاية، وتعزيز مشروع المصالحة العامة، وإحياء العهود والمواثيق والأحلاف القديمة بين القبائل التي ، عاشت في سلام وتداخل وتصالح وتصاهر وتعاون لمئات السنين، قبل أن تجتاح رياح العصبية القبلية والجهوية، والصراعات الفكرية والحزبية السياسية جغرافية وديمغرافية الولاية، التي حباها الله تعالي بتنوع طبيعي مادي وبشري في الجنس، واللغة، والثقافة، والتراث، والعادات والتقاليد، والأعراف، الذي أسهم قديماً أيام الحركة الوطنية القومية السودانية إبان الإحتلال الإنجليزي البغيض، وأيام الدعوة والدولة المهدية، وأيام مشروع السودنة، التي مهدت لمشروع الدولة الوطنية الحديثة، إسهاما كبيراً تنوء بحمله سجلات دار الوثائق القومية.
ويسعي الوالي موسي جبر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد والولاية، نحو بناء مشروع اجتماعي يحقن الدماء، ويعزز قيم صونها وحرمتها بين مكونات الولاية المختلفة، ويرسي أدب وثقافة قبول الآخر، ويجبر الخواطر والضرر، وإن إختلف الجنس واللون والعرق والحزب والدين والفكر والثقافة والعادة والتقاليد، إذ (أن الناس كلهم لآدم، وآدم خلق من تراب) هكذا دعت السنة النبوية المحمدية الطاهرة.
وفي المقابل يواجه الوالي المكلف موسي جبر محمود الوالي الصفوفي، الذي يتمتع بتجربة طويلة في إدارة ملف الولاية، حيث شغل مواقع إدارية وتنفيذية وسيادية عديدة، خاصة في محليتي كادقلي الكبري، والدلنج الكبري علي حد سواء قبل ملف أمانة الحكومة منذ العام 2018م إلي والي ولاية ورئيس لجنة الأمن في العام 2021م، وقد عمل وعاصر خلال هذه الفترة الممتدة من 2007م عندما كان يعمل مديراً للشؤون المالية والإدارية، ونائبا للأمين العام بالولاية، مروراً بمدير تنفيذي لمحلية كادقلي ومعتمدا مكلفاً لها عقب الفترة العصيبة لأحداث 6/6/2011 الساعة (6)، والتي عرفت (بالكتمة)، ومديرا تنفيذياً لمحلية الدلنج، قبل أن يعين أميناً عاماً لحكومة الولاية… يواجه الوالي جبر ملف المنطقة الشرقية (المحليات الثماني)، خاصة في منطقة المثلث الجنوبي (مثلث الذهب)، المتمثل في النزاع القبلي، وتنامي جرائم النهب والسلب والسرقات، والتفلتات الأمنية في محليات أبو جبيهة، والعباسية تقلى، وأبو كرشولا مسقط رأس السيد الوالي، وذلك بعد تأمين موقف الأمن والسلام والمصالحة القبلية بين مكونات المنطقة الغربية (المحليات التسع)… ويسعي الفريق أول ركن شمس الدين كباشي المنحدر من مجموعة الغلفان بمنطقة الدلنج، الذي يرعي مشروع المصالحة القبلية بالولاية، أن يؤمن مشروع السلام في ولاية جنوب كردفان التي ترفد البلاد بموارد مالية ضخمة، خاصة في مجالات الذهب والصمغ العربي والزراعة والغابات والثروة الحيوانية، حيث يوجد حوالي (60) منجما وموقعا للتعدين بالولاية، وأكثر من ألفي مشروع زراعي في مناطق هبيلا، والسماسم، والطيارة، والحمرة أبو خوتيم، وجديد، وأبو نوارة، والترتر، والمقينص، والعطشان،وخور الطينة، وشرق أب دوم، وعرش اليوي، وتبسة، وغيرها، إضافة إلي عشرات الآلاف من الثروة الحيوانية، والصمغ العربي في أبو جبيهة وريفها، وأبو كرشولا، ومحلية القوز.
إن جنوب كردفان ولاية غنية عطلت نهضتها الحرب، والصراعات الداخلية، والخارجية المتوهمة والمصنوعة، وغياب الوفاق والتوافق الداخلي بين أبنائها، الذين لم يستوعبوا بعد مقدمات ونتائج الصراع والنزاع الوخيمة برؤية إستراتيجية، تجنب الولاية المخاطر المتجددة، وتحفظ الجفرافية والديمغرافية الاجتماعية، والموارد الاقتصادية المهدرة، والسلام المجتمعي، وتسهم في تنمية متوازنة، الولاية في حاجة ماسة إليها من جراء التدهور المستمر للوضع الأمني، والعلاقات والروابط الاجتماعية ، التي حفزت النزاعات والصراعات غير العقلانية، أليس فيكم رجل رشيد؟.
يأتي مجلس مشروع المصالحة المزمع عقده يومي الأحد والاثنين القادمين بمدينتي كادقلي حاضرة الولاية السياسية، والدلنج الحاضرة الثقافية بعد جهود مضنية ومستمرة بذلتها حكومة الولاية ولجنة أمنها، التي تسهر هذه الأيام لتأمين مشروع السلام والتصافي الاجتماعي، وجهود كبيرة من جهة أخري بذلتها الإدارة الأهلية، لتقريب وجهات النظر، وردم هوات الخلاف بين أطراف الصراع، والإلتزام بدفع الديات وجبر الأضرار مساهمة مع حكومة الولاية، وذلك من أجل محو الصورة المأساوية التي رسمتها أحداث دامية شهدتها مدن، وقري، وفرقان، وطرقات كادقلي الكبري، والدلنج الكبري خلال العامين الماضيين خلفت وراءها أعدادا كبيرة من الضحايا والجرحي والمفقودين والمشردين من أبناء الولاية، ولقد كان لهذه الأحداث المؤسفة، التي شملت القتل والحرق والنهب والإرهاب والسرقات المنظمة الأثر الكبير علي منظومة الأمن والإستقرار، والإنتاج الزراعي والحيواني والتجاري والتعديني، الذي أفقد الولاية كثيراً من مواردها الذاتية ، وأصاب السلام المجتمعي في مقتل، وعطل مشروعات التنمية والخدمات علي قلتها، وهو الأمر الذي ظل يؤرق مضجع حكومتي الولاية والمركز معا، مما دفع مجلس السيادة، ومجلس الأمن القومي إلي بعث ثلاثة أعضاء من مجلس السيادة خلال إسبوعين، حيث سبق الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، الفريق مالك عقار إير، والسيد الطاهر حجر عضوي مجلس السيادة إلي كادقلي في حفل تنصيب نائب والي الولاية الرشيد عطية جبلين، ضمن تنفيذ إتفاقية سلام جوبا، ويتوقع أن تحدث هذه الشراكة الجديدة أثرا في دفع تحريك ملف السلام من قبل مجموعة عبد العزيز الحلو المتعنتة حتي الآن في ملف السلام بطرح خيارات وأجندة سياسية لا يؤيدها الرأي العام بالولاية، إلا قليل من بعض مناصريها، مما وضعها في خانة عزلة شعبية متنامية، ورغم قلة مجموعة الحركة الشعبية جناح عقار، إلا أنها بمشاركتها السياسية الرمزية قد وضعت مجموعة الحلو في إمتحان عسير أمام الرأي العام بالولاية.
ويتوقع أن تحدث هذه المصالحات القبلية التي تنظمها الولاية، وبرعاية إتحادية تقدما كبيرا في مشروع السلام والأمن والإستقرار الاجتماعي بالولاية، خاصة أنه قد توفرت إرادة شعبية عريضة تقودها الإدارة الأهلية تتجه نحو محاصرة الجريمة القبلية، ومنع تكرارها، وملاحقة الجناة والمجرمين ومحاسبتهم اجتماعياً وقضائيا، وبسط هيبة الدولة، وتطبيق أحكام القانون والأعراف، وتعزيز وضع حقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، والتعايش، وقبول الآخر، وإدارة تشاركية للتنوع والتباين.
وتفيد مصادرنا الموثوقة أن إستعدادات الولاية الرسمية والشعبية والفنية والإدارية قد اكتملت، لإستقبال عضو مجلس السيادة ووفده المرافق بمدينتي كادقلي والدلنج، لتشريف فعاليات هذا الحدث المهم، وبالرغم من أن مصادرنا الموثوقة -أيضا- تفيد بأن الفريق أول ركن كباشي ربما أعتذر عن السفر إلي كادقلي والدلنج لإرتباطات بالخرطوم، وربما تأجل برنامج مدينة الدلنج إلي حين آخر، لكن بالطبع حضور وتشريف الفريق أول ركن شمس الدين كباشي سوف يحقق ضمانات إضافية، ويدفع بمشروع المصالحة إلي رحاب أوسع يدعم مستقبل الولاية في ملفي السلام والتنمية، ولذلك يأمل في حضوره وتشريفه هذا الحدث التاريخي لأهله…

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى