أعمدة

الشاهد  احمد البطحانى  نفتقد القائد والامة

(أشعر أني أفقد شيئاً أكبر مني … ليس الجد وليس الوالد … شيئاً حياً قد فارقني دون ممات … ليس عيوني … ليس يدي .. وليس الروح وليس الذات … هل ضيعت السر الأعظم في تكويني … أعجب مني كيف أمر أمام الصنم ولا أكسره … سارية طارت عنها رايتها وقضيتها .. أفقد القائد والأمة .. ) أتأمل .. وقف وهو يحمد الله ويصلي على النبي … عيون الجالسين تنظر إليه ليصنف .. بدأ حديثه عبر حفظ جيد .. صنفه الحضور أنه يتبع لتلك الجماعة من خلال مقدمته … بدأ بعضهم يبحث عن حجة عليه … وبعضهم نفض طرف ثوبه وخرج .. صافحني جاري في الصف بقوله .. نريد من يحدثنا بصفة الإسلام .. لنطلب الاقتداء به .. نريد من يقول لنا عبر حديثه أنا مسلم فقط .. وأحدثكم عن الإسلام لا نريد من يدعونا عبر جماعة وإلى جماعة .. هكذا هي حال مساجدنا كل الواقفين أمام المصلين يدعون إلى فرقتهم وكل منهم يتشبث بالدليل ويطالب به والغائب عنهم دليلهم الذي أساء الفهم وحمل التفرقة في الدين على الدين الذي ليس فيه تفرقة وقوامه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .. إلى أي الجهات يلجأ من يبحث عن الحق وبذهنه معنى حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم- لذلك الصحابي الذي استفسر عن أية الجماعات يلجأ إليها إن كثرت عليه الجماعات فجماعة المسلمين التي أشار إليه بها الرسول- صلى الله عليه وسلم- لا لجان لها ولا زعامة غير كتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- … إذاً ما هذا ..! يكاد المرء منا يبحث عن شجرة وينزوي بها ليعبد الله على الفطرة وما أنزل على محمد- صلى الله عليه وسلم- عودوا إلى رشدكم وخذوا الإسلام دعوة إلى الله دون تقليفها بالانضمام إلى فئة خاطبوا وأخطبوا في الناس لوجه الله وإلى الله واتركوا حسابهم له وحده .. فهو القادر على هداية من يريد وهو الملهم لعبده بالطريقة الصواب وإن غالبته نفسه فهو حتما يجد الحق ويكون له ما شاء كفراً أو إيماناً … فمداخل الشيطان عبر الدين لها فعلها تجاه النفس إن لم يقدر عليها أبليس بالمعاصي فهو مجتهد في أن يشغلها بهوس الجماعات ليكون همها دنيا … فالشاهد أن الأمر ما أن انتظم عبر لجان ومؤسسات إلا ظهرت عليه ملامح أنه لدنيا حتى يقال إنه الصواب ويكثر الالتفاف حوله بدلا من أن يكون الالتفاف حول الأصل الذي يجب أن يرتبط به العصر في كل الأحوال لغاية قوامها أن كل منا ما خلق إلا ليعبد الله وحده فكل منا آتي الرحمن فردا فالتفرقة التي عناها الرسول يجب أن تفهم أنها تفرقة بعيداً عن الدين وليس فيه فلا تفرقة في الدين بل هو الذي حرص على وحدة المسلمين واعتصامهم وترك أمور التقوى وعدمها له هو وحده لعلمه بمن اتقى أو فجر ومن كفر .. ليصبح الشأن تبليغ وتذكير ووعظ يصادف الضال فيهتدي ويدرك العاصي فيعتدل ويستقيم وليكن على المبلغ أن لا يحمل صفة غير أنه مسلم وهذا نهج الإسلام .. أدركوا أصل الدعوة بالدعوة إليه ولا تنشغلوا بالدعوة إلى الجماعات لا تهاجموا بعضكم بل أدعوهم عبر التذكرة والموعظة الحسنة بشروا ورغبوا وأنذروا في لطف يفهم عبره الحق وتخاف النفس فتعود عبر توبتها إلى الرشد وتدرك غايتها من وجودها لا تجعلوا الأعداء تفرح بانشغالكم بصراع بعضكم عن دعوتهم إلى الحق الذي تحمدون الله عليه فهو الهادي إلى سواء السبيل …

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى