أعمدة

مصطفى ابوالعزائم يكتب في (بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) ..السعودية .. دور ديني وسياسي ..

حُظيتْ زيارة معالي الشيخ “صالح بن عبد العزيز آل الشيخ” ووزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السابق بالمملكة العربية السعودية الشقيقة ، في العام 2017 م ، حُظيتْ بإهتمام شعبي ورسمي لم تحظ به إلا زيارات قليلة لأئمة أو دعاة ، وذلك لمكانة هذا الشيخ العالم الكبير ، ولصلته المباشرة بالمجدّد العظيم فضيلة الشيخ “محمد بن عبد الوهاب” الذي أسس لتجديد العقيدة إستناداً على السنة المطهرة بعيداً عن الضلال والشرك الأصغر وتشويه صورة الدين التي سادت لزمان خضعت فيه إلى محاولات عديدة عملت على إبعاد الدين عن حياة الناس وسلوكهم المفضي للوصول والتواصل المباشر مع المولى عز وجل ، وأظن أن الشيخ الجليل يشغل الآن منصب وزير دولة في مجلس الوزراء السعودي .
وكنت أحد المدعوين من قبل جماعة أنصار السنة المحمدية بمركز الجماعة العام في السجانة للمشاركة في اللقاء الدعوي الكبير عقب صلاة مغرب ذلك اليوم الأول لزيارة فضيلته لبلادنا ، وقد تشرفت مع عشرات الآلاف كانوا حضوراً مباشراً داخل المركز وداخل المسجد الكبير الملحق به ، والساحات التي حوله ، بالإستماع والإستمتاع بالمحاضرة الدينية القيمة عن علاقة العبد بربه سبحانه وتعالى من خلال التسبيح والذكر المرتبط بخشوع القلب والجوارح .. وأحسب أن بعض القنوات الفضائية قد قامت بتعميم الفائدة من خلال نقلها المباشر وبثها لذلك اللقاء الذي قدمه وأداره بحكمة وحنكة فضيلة الشيخ الدكتور “إسماعيل عثمان الماحي” الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية.
صديقنا الدكتور “عبد الله أحمد التهامي” الأمين العام للجماعة سبق أن قال لنا إن زيارة معالي الشيخ “صالح بن عبد العزيز آل الشيخ” للسودان تجيء مكرمة من خادم الحرمين الشريفين الملك “سلمان بن عبد العزيز آل سعود” تواصلاً مع الشعوب الإسلامية وتجئ تعضيداً لمواقف السودان الجليلة وأدواره المشرقة في عمق عاصفة الحزم، خاصة وأن الشيخ “صالح” عالم نحرير في بيان العقيدة الصحيحة ومنهجها ، ويمثل رمزية ودلالة صحة ورسالة بليغة من خادم الحرمين الشريفين تكمل رسالة “الدرع الأزرق ” وما قامت به من عمليات تدريبية مشتركة وطلعات جوية فوق العاصمة الخرطوم ومدن أخرى مثل بورتسودان ومروي في ذلك الوقت .
ويقول فضيلة الشيخ الدكتور “عبد الله التهامي” إنه ومن خلال تواصلهم المستمر مع الشيخ “صالح” في الرياض أو “منى” ومن واقع التعامل معه يمكننا أن نؤكد على حبه لأهل السودان ، ويشهد دائماً على فضلهم والخير الذي يحملونه في دواخلهم للدين وللعلم والعلماء. وتأتي هذه الزيارة نصرة للسنة المطهرة وتنشيطاً لدور السودان الرسمي والشعبي في تعضيد منهج أهل السنة والجماعة.
والذي يستوقف أيضاً ذلك الخطاب الترحيبي الخاص الذي قال به رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان ، وهو يقدم فضيلة الشيخ “صالح بن عبد العزيز آل الشيخ” قبيل تقديم محاضرته العظيمة مساء ذلك اليوم المشهود ، فقد قال الشيخ الدكتور “إسماعيل عثمان الماحي”: إن هذه الزيارة تأتي في سياق تاريخي للعلاقة بين بلدينا الشقيقين وللوشائج الأخوية التي تربط بين الشعبين ، والتي زادت عمقاً على مر الأيام ، وتوطدت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك “سلمان بن عبد العزيز آل سعود”.. وهو ما جعل البلدين أنموذجاً يحتذى به ومثالاً يقتدى في علاقات العمل الإسلامي والعربي المشترك.
وكانت الزيارة تحمل أكثر من دلالة وأكثر من معنى في إطار التطور الذي تشهده العلاقة بين بلدينا الشقيقينو، خاصة بعد مشاركة السودان في عاصفة الحزم ، وبعد طرد الخرطوم للملحقيات الثقافية الإيرانية التي كانت تعمل على هدم أساس السنة ونشر المذهب الشيعي .. إضافة إلى الدور الكبير الذي لعبته المملكة العربية السعودية من أجل رفع العقوبات الإقتصادية الأمريكية عن بلادنا.. وهو ما لن ننساه أبداً ، وكأنما الأدوار تتجدّد الآن من خلال موقف المملكة العربية السعودية في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء في السودان ، بالدور الذي قام به سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان السفير علي بن حسن جعفر ، والذي يجيئ بتفويض من حكومة بلاده ، ونحسب أنه سيثمر قريباً جداً .. وهو ما نكتب عنه غداً إن شاء الله تعالى .

Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى