أعمدة

فضل الله رابح يكتب في (الراصد).. صديق تاور .. الما (كسا) أمو ما (بكسي) خالتو..!!

اللواء تلفون كوكو أبوجلحة رئيس الحركة الشعبية في وجهة نظري مؤهل للتدخل إيجابيا في حل مشكلات كردفان الداخلية أكثر من عضو المجلس السيادي وكادر حزب البعث العربي الدكتورـ صديق تاور الذي لحق بعربة القطار الأخيرة و دخل رئاسة الجمهورية بدون رصيد سياسي وإجتماعي .. عشية إعلان أسماء أعضاء المجلس السيادي كل مجتمع كردفان كان متفاجئا وأصيب بالخلط والإرتباك بسماعه إعلان صديق تاور عضوا في السيادي إذ لم يسمع به أحد من قبل ولم يجدوه في مجلس فرح أو كره كردفاني ولم يبادر الرجل في أي مرحلة من مراحل الحراك السياسي الاجتماعي في ضبط المشهد السوداني عموما و الكردفاني خصوصا .. صديق تاور إخوانه الدكتور ـ جلال تاور وشقيقته عفاف تاور كانا أكثر ظهورا ومشاركة ومبادرة منه حتي شقيقته نور تاور المنتمية لصفوف الحركة الشعبية والمقيمة في القاهرة رغم بعدها عن الوطن الا أن صوتها ومبادراتها في قضايا الوطن الكلية وكردفان والنوبة خصوصا كانت حاضرة يتفق الناس أو يختلفوا حولها لكنها ظلت موجودة الا صديق تاور الغائب الحاضر لم يسمع به أحد ولم يكن موجودا في أي فعالية من فعاليات جنوب كردفان وبصيغة مختلفة صديق تاور حتي بعد تعيينه رئيسا الي اللجنة العليا للكورونا كان ظهوره باهتا وكثيرا ما يظهر للاعلام في صورة الذي لا يثق في نفسه .. صديق تأخر ولم يقدم أي مبادرة حتي بعد جلوسه علي كرسي السلطة في محاورة إخوانه وأبناء إخواته المتمردين في صفوف الحركة الشعبية لضمهم الي قطار السلام وتخفيف الضغط علي النظام الحاكم الذي هو جزء منه بل شهدت ولاية جنوب كردفان في فترة ما بعد الثورة إضطرابات عنيفة بدأت بعد ثورة ديسمبر مباشرة حيث ثار شباب تلودي وهجموا علي كل مقار شركات التعدين العاملة بالمنطقة وأحرقوها بحجة أنها تتبع لمكونات إجتماعية عربية والمجتمع المحلي يهمس بل يتهم صديق تاور بأنه أكثر إقترابا من هؤلاء الشباب وأسهم بطريقة سالبة في هذه الخشونة التي تعرضت لها منطقة تلودي وأدت إلي حرق الشركات وتعطيلها رغم أنها ظلت تقدم مساهمات اجتماعية كبيرة للمنطقة ومعروف ان الطريق بين تلودي وكادقلي مقطوعا منذ مدة و أن منطقة تلودي في الخريف تنقطع عن أبو جبيهة لمدة (6) شهور لكن بفضل شركات التعدين وردمياتها لهذا الطريق كان التواصل ممكنا والطريق لم ينقطع وتم ايصال المواد التموينية والادوية بل هذه الشركات كانت تستوعب عمالة محلية بأعداد كبيرة وتضخ أموال وحركة إقتصادية عالية للاسواق المحلية بسبب القوي الشرائية للمعدنيين لكن اليوم كل هذه المكاسب والثمار ذهبت مع توقف الشركات وطوارئ التغيير وكوارثه ولم يتدخل صديق تاور لإنجاز خطوة لإستقرار منطقة هو جزء منها ومحسوب عليها .. كل السودانيين والكردفانيين كانوا متلهفين لسماع مبادرة صديق تاور وتدخله في معالجة الصراع العنيف الذي دار بين قبائل الحوازمة والكواهلة وكنانة بجنوب كردفان والتحالفات السالبة التي شهدتها المنطقة الشرقية لجنوب كردفان والتي لازال شبحها يهدد أمن وإستقرار الوطن كله وليس جنوب كردفان وحدها إلا أن الرجل صمت بشكل مريب ولم يتدخل صديق تاور في لجم هذا الصراع القبلي لا بصفته واحدا من قيادات المنطقة ولا بصفته السيادية وهناك من يشير بأن تاور قد أغفله عمدا بإعتبار أن المكونات المتصارعة جميعها في نظرته الضيقة خصما إجتماعيا له ولم يفكر تاور في لحمة التواصل الاجتماعي والدم والثوابت التي تجمع مكونات جنوب كردفان الإجتماعية نوبة وعرب فقد ظل متغافلا عن الامر حتي صار بالفعل يحتمل ان يهدد سلامة كل المنطقة .. ومن وقائع كثيرة ومسجلة فإن صديق تاور لا يصلح لإدارة ملف صراع ضيق بين قبيلتي حمر والمسيرية بغرب كردفان فهو لم يستطيع التأثير علي الأقربين من عشيرته وضمهم لقطار السلام ولم يضع من قبل من الجهد والمال للتواصل مع مجتمع كردفان البعيدة والقريبة له فهو لا يتناسب مع الملف بل إتوقع أن يتسبب في إنفجار الأوضاع لأنه يتعامل مع هذا الملف بطريقة مستفزة لمكونات القبيلتين والذين باتوا ليست لديهم رغبة في التفاعل معه بطريقة تاور العقيمة التي تشبه طريقة حزب البعث المليئة بالعنف والدم والتشرزم الطائفي والإنكفاء الداخلي .. إنني حضرت آخر فعالية إجتماعية كبيرة وجامعة لمجتمع جنوب كردفان بكل مكوناتهم كانت في قاعة الصداقة بالخرطوم وهي الاحتفال بمئوية ثورة الفكي علي الميراوي فوجدت كل رموز وقيادات المنطقة الا صديق تاور كان غائبا والكثيرين تسائلوا عن سبب غيابه ولم يجدوا له مبررا .. صديق تاور غير مؤهل لإنتاج أي أبواب لخروج سياسي وإجتماعي آمن يؤدي إلي نقلة متزنة في كردفان الكبري .. حقا إنه تجسيد لواقع الثورة التي بدأت واعدة ومحملة بإشراقات عديدة قبل أن تبدأ فصول المخاطر والتهديد الذي جاء معبأ داخل بدل هؤلاء الحكام وجيوبهم وأصابها في مقتل جعل السودان كله يعيش أوضاعا وصورا اكثر قتامة من الصومال المتحلل وهي صور الان تتراقص كالأشباح أمام أي سوداني بل أمام المجلس السيادي نفسه وهو المثقل بالفعل وبميراث إخفاقات الحكومة التنفيذية العاجزة عن العبور والإنتصار .. بات الجميع في السودان يخشون من صورة شبحية من تجربة العراق الطائفي ولبنان المذهبي إذا لم يتم تدارك الحال ..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى