أعمدة

محمد عبدالقادر يكتب : صراخ ود الفكي.. وبرود الشارع!!

علي الطريقة الاردوغانية الشهيرة كان محمد الفكي سليمان عضو مجلس السيادة والرئيس المناوب للجنة ازالة التمكين يصرخ علي حائطه بالامس ويستغيث مطالبا جماهير الشعب السوداني بالخروج الي الشوارع وحماية الفترة الانتقالية ضد محاولة انقلابية فاشلة اعلنت عنها الحكومة …
ليت ود الفكي استلهم من خلال الهجوم الحاد الذي شنه عليه متابعو الصفحة كيف خبأ بريق الثورة في النفوس ، ولماذا انصرف الناس عن الاستجابة لندائه ووجهوا سهامهم تجاه قوى الحرية والتغيير بسبب فشلها في تسيير شؤون الدولة وما جرته علي المواطن من ازمات اقتصادية وامنية ضاعفت من معاناته في سبيل الحصول علي لقمة العيش الكريمة.
ليت ود الفكي ادرك والانتقادات تنهال علي حائطه الي اي مدي تحطمت الشعارات التي رفعها وتغني لها المتظاهرون في ساحة الاعتصام علي صخرة واقع مرير بات اكثر حوجة للحرية ولا السلام ولا العدالة.
تمنيت لو تدبر ود الفكي امره وتساءل قبل الصراخ عن الاسباب التي ستجعل المواطنين يستجيبون لندائه، وهل سيسمع المواطن المطحون بالغلاء وفواتير الحياة اليومية والمنهك بالوقوف في الصفوف الي مثل ما قال( ود الفكي)، لو فكر قليلا لما تعرض لمثل ما ناله من احراج وسخرية كشفت الي حد كبير ان (حكومة ود الفكي) فقدت الكثير من اراضيها وان( الهوا قلب) بسبب ما ظلت تقدمه الحكومة من اداء مرتبك وضعيف ومهزوز افقدها ثقة المواطن.
لااعتقد انه من المناسب الحديث الان عن محاولة انقلابية فاشلة في طور التحقيق اذ مازال الوقت باكرا للحديث عن مدبريها ودوافعهم ، رغم محاولات كل طرف الباسها للاخر _ ولكن يمكن القول اجمالا ان المحاولة فطيرة وساذجة وخالية من الذكاء والاتقان الذي يلائم الانقلابات العسكرية ، ولكنها علي اي حال حدث يستحق ان ينبه الجميع الي ان الوطن ليس علي مايرام.
لا اعتقد ان نجاح الانقلاب سيطرب المواطن الحادب علي امن واستقرار السودان، كما انه من المستحيل والمرفوض ان تتم اعادة عقارب الساعة الي الوراء ، ولكن دعونا نعيد تذكير الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء وحاضنته السياسية المرتبكة والمختلفة ان حكومة الثورة هي التي خلقت البيئة المشجعة علي الانقلابات بفشلها الكبير والبائن في ادارة الفترة الانتقالية.
لقد علقت قبل يومين في تسجيل صوتي علي مقال يحذر فيه ياسر عرمان مستشار رئيس الوزراء من الانقلاب علي الحكومة المدنية بالقول ان الفترة الانتقالية يحصنها العدل ويحرسها الحرص علي المواطن وانهاء ازماته ورفع المعاناة عن لا علي كاهله..
كثير من قيادات قوى الحرية والتغيير كان تصرخ علي طريقة ودالفكي خلال الايام الماضية خوفا من الانقلاب دون ان تسعفهم الشجاعة لاتخاذ مايلزم من قرارات تحقق الاستقرار السياسي والامني وتقترب من هموم المواطن السوداني الذي يعاني من غلاء الاسعار وازمات الكهرباء والغاز ورغيف الخبز الذي وصل الي 40 جنيها..
صراخ ود الفكي وعرمان واخرين خوفا من الانقلابات هروب من الاستحقاقات المطلبية للشعب السوداني الذي يقضي يومه في الصفوف وملاحقة الحياة بعنتها والتزاماتها وفواتيرها التي تضاعفت كثيرا في ظل حكومة الثورة ..
لن تجد احدا يدافع عن فكرة الانقلاب علي ثورة الشعب السوداني يا (ود الفكي) ولكنك( لن تجني من الشوك العنب)) فقد انتبه السواد الاعظم من السودانيين الان الي ( سواقة الخلا) وادركوا ان ثورتهم وشعاراتها قد سرقت بليل ولم يتبق منها سوى الشعارات البراقة وذكريات الاعتصام..
اذا اراد ود الفكي ان يستجيب الشعب السوداني لندائه ويخرج الي الشوارع فعليه ان يعالج مع حكومته ملفات الصحة والتعليم وغلاء الاسعار ويضع حدا للانفلات الامني وجرائم القتل اليومية ويتصدي لانعدام الادوية والمحاليل ، عليه ان يوقف انهيار الدولة ويعمل علي انهاء مراكز القوى في الولاياتو التي تواجه الحكومة المركزية رافعة سقف مطالبها حد الانفصال.
ان كنت يا ود الفكي جادا في طلب ( فزعة) الشعب السوداني راجع اداء لجنة التمكين وقدم المتورطين في فساد العطاءات وجرائم الابتزاز للمحاكمة، ورد الحقوق الي اهلها واطلق المعتقلين الموقوفين دون توجيه تهم بعد ان تطاولت مدد حبسهم ، ان كنت تريد ولاء الشعب اوقف الابتزاز الذي يمارس باسم لجنة التمكين.
نصيحتي لمحمد الفكي وكل المستغيثين الذين يصرخون اليوم، ان الدبابات لا تحرس الحكومات، حصنوا الدولة المدنية بنظرية ابن الخطاب في دولة المدنية والانسانية: (عدلت فامنت فنمت)، لو كانت الجيوش تفيد لما سقطت الانقاذ واعتي ديكتاتوريات العالم..حكومتكم يا (ود الفكي) تصنع الان بيئة صالحة للانقلابات والاضطرابات، تجربتكم يهزمها الفساد و ترهقها خلافاتكم الداخلية ويذهب بريحها فشلكم وتنكركم لشعارات ثورة ديسمبر.
اتمني ان تكون قوى الحرية والتغيير اول المستفيد من المحاولة الانتقالية، ونامل ان تقدم علي تحصين الفترة الانتقالية باجراءات حقيقية تنحاز للمواطن السوداني المثقل بفواتير الحياة القاسية وتحقق شعارات الثورة وفي مقدمتها العدالة.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى