أعمدة

اصلاح المنظومة الأمنية والعسكرية في السودان .. لابد أن يتم بعيدا عن الضوضاء والهتافات السياسية .. كتب : عثمان عكرة

انادي بأن يخرج بند اصلاح المنظومة الأمنية والعسكرية من السجال السياسي بعد شروعنا عمليا فيه .. كأنه يقول شوفوا غيرها ، اين بقية عملية الإصلاح ، فالجيش كما هو معلوم أكثر مؤسسة منضبطة بحسابات الواقع الذي تعيشه البلاد ، ومع ذلك فالجميع يرمي بكل فشل عليه ورغم ذلك فإن الجيش السوداني ظل هو المؤسسة الوطنية التي كلما وصلت الحالة السياسية حافة الانهيار كان اللجوء إليها لاستلام السلطة ففي كل محطة من تلك المحطات كان هنالك منطق واحد سائد بين القوي السياسيه هو أن لا حاجة الا بقاء الوطن وانه لابد من تدخل الجيش لإنقاذ البلاد من الانهيار الكامل ،
فعلها الجيش في 1958 حينما وصل الخلاف بين الحزبين الكبيرين مرحلة اللاعودة ، تقدم رئيس الوزراء عبدالله بك خليل بطلب لقائد الجيش الفريق ابراهيم عبود بأن يستلم السلطة ،
وعبر كل المحطات ظل الجيش يمثل خط الدفاع الأخير أمام حالة الانهيار التي تعتري المشهد السياسي السوداني التي تعاني من هشاشة في إدارة خلافاتها وإدارة العمل الوطني فيها بل إن البلاد التي كانت مهددة كثيرا في وحدتها الوطنية بسبب دعم حركات التمرد فيها في كل الاتجاهات لم تنهار عسكريا وظلت القوات المسلحة تواجه كل تلك التحديات والصعوبات وتحتمل عملا عسكريا لأكثر من ستة عقود مختلفة .
لكن كانت النتيجة واحدة مع الفشل السياسي في إيجاد حلول لقضايا السياسة والحقوق والعدالة كان الجيش هو من يدفع الثمن ، ويقدم التضحيات من أجل الحفاظ علي وحدة البلاد ونظامها الدستوري ،
ومهما قيل في انفصال جنوب السودان فلا أحد يمكنه تحميل الجيش السوداني المسؤولية التي تتحملها القوي السياسية حاكمة ومعارضة فقوات الشعب المسلحة ظلت تؤدي واجبها بكل مسؤولية علي مدار العقود والسنوات وظلت علي مدار تاريخها تتعرض لشتي أشكال الإهمال من القوي السياسية في محطات الحكم الديمقراطى التي كانت آخرها ، خلال الحكم الديمقراطى في منتصف ثمانينات القرن الماضي ، حيث افتقدت لكل ما يجعلها قادرة علي الصمود ،
طبيعي أن يقول نائب رئيس مجلس السيادة قائد الدعم السريع الفريق اول محمد حمدان دقلو ، بأنه بعد شروعنا عمليا في بند اصلاح المنظومة الأمنية والعسكرية بأنه الان علي الساسة الصمت ، ولا سبيل للضوضاء ، وفي خطابه أمام ورشة الإصلاح الأمني والعسكري التي عقدت في الاحد 26 ديسمبر بالخرطوم ، ويبدو أن رسالة حميدتي كانت واضحة بأنه لا سبيل لضوضاء الهتافات والشعارات في عملية فنية معقدة يجب أن تعالج في غرف مغلقة لأنها قضية أمن أمني لا تخضع لأحزاب أو كيانات بعضها يحمل أجندة لا تهم الوطن ولا انسانه ،
لذلك فإن المطالبة بأن يتم الإصلاح في غرف مغلقة وليست بمطالب الهتاف والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي ، والتي تتجرأ بالسباب والتطاول علي قوات لها وضعها القانوني الذي لا يختلف حوله اثنان،

ما دعا له الفريق اول دقلو وضع النقاط حول الحروف ، وأكد جدية الجيش والدعم السريع لبناء جيش وطني موحد قادر علي مواجهة كل التحديات التي أفرزتها مرحلة السيولة السياسية الحالة عقب الثورة السودانية وظهور الأجندات الخاصة بكل فصيل سياسي

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى