أعمدة

وقيع الله حمودة شطة يكتب في ( دلالة المصطلح)..جنوب كردفان هذه حقائق للرأي العام( 2)

لجنة إزالة التمكين وإستهداف المعلمين.. بمباركة حامد البشير

المعلمين أحد ركائز العملية التعلمية والمعرفية المتصلة عناصرها، والمرتبطة مع بعضها البعض بصورة موضوعية ومنطقية التنسيق والترتيب، إذا غابت حلقة منها حدث إختلال كبير فى المنظومة التعليمية والتربوية والمعرفية، ممثلة في التغذية الراجعة لمخرجات العملية التعليمية والتربوية.
ومن عناصر العملية التعليمية بجانب المعلم، المنهج الدراسي ( الكتاب المدرسي) والبيئة التعلمية، والطالب أو التلميذ، فإذا حدث نقص أو إختلال في أحد هذه العناصر حدث الإختلال فى منظومة العملية كلها، ولا يعالج الخلل إذا بعودة هذا العنصر، وهذا ما لم تفهمه لجنة إزالة التمكين المسيسة والمختلة قانونيا على مستوى المركز والولايات.. ما يعنينى هنا هذا المقال التخبط والعشوائية والتشفى والإنتقام والخرمجة التى تمارسها لجنة إزالة التمكين بولاية جنوب كردفان تحت سمع وبصر ومباركة وموافقة رئيسها العاجز السيد والى ولاية جنوب كردفان الدكتور حامد البشير إبراهيم المحسوب أكاديمياً وليس سياسياً، وهو يحمل درجة الدكتوراة في الاقتصاد وعلم الاجتماعى، وهو تخصص ذو صلة قوية بالمجتمع والتنمية وإدارة الموارد على الصعيد البشرى والمادى معا. وكان هذا منطلق ترحيبنا ودعمنا المعنوي للسيد الوالي فى بداية مجيئه وتعينه واليا للولاية، حيث كنا نعتقد وبحكم تجاربنا بالولاية، أن الولاية تفتقر لسياسات التخطيط العلمية، والرؤية الثاقبة فى قيادة العمل الاجتماعي والسياسي، الذي نتج عنه التمزق المجتمعي، والصراع على أصعدة كثيرة، وكنا نرى فى الدكتور حامد البشير وهو ابن الولاية، والأكاديمى المعروف، إلى جانب عمله سفيرا ومراقبا ومنفذا لبرامج كثيرة على مستوى منظومة الأمم المتحدة، فضلاً عن ذلك أنه ناشط سياسى، وكاتب له مساهمات مقدرة، غير أن كل هذه المواصفات لم تسعف الوالى الدكتور حامد البشير وظهر من أولى أيامه، أنه خال الوفاض، عاجز الحيلة، ضعيف التفكير في تصريف شؤون الولاية، أذن يسمع للإنتهازيين والفاسدين وخلايا المصالح الذاتية، ودعاة الفتنة أكثر من استماعه للعلماء والمفكرين وأصحاب التجارب الناضجة، والوعى الاجتماعي والسياسي والأمنى، مع عجز تام فى صناعة القرار المخطط له، بل وعدم إكتراث وإلتفات للأصوات الناقدة الإعلامية والسياسية والاجتماعية التى يهمها أمر الولاية، أمنها واستقرارها ووحدتها.
لقد عجز السيد الوالى حامد البشير أن يقدم برنامجاً تنموياً واحداً ينسب إليه حتى الآن ، وفشل فى صياغة خطاب رسمى يواجه به مواطني الولاية في المناسبات، بل ظل يحدث الناس كلما جاءوا إليه أو طلبهم هو، أنه من أبناء الولاية، ودرس الإبتدائية في مدرسة أم محيطان، وأن أبناء الولاية كلهم نسيج واحد، ولكنه إذا انفرد بمجموعة صفوية دون الأخرى، قال: غير ما يقوله!!.. السيد الوالى الدكتور حامد البشير يطأطأ اليوم رأسه، ويغض طرفه، ويعمى بصره عما تمارسه ما تسمى بلجنة إزالة التمكين بالولاية، وهى تستهدف المعلمين من أبناء الولاية، الذين أفنوا حياتهم في خدمة الولاية، ومواطني الولاية تحت أصوات البنادق والمدافع، والخطف والحرب، وظلوا تحت الأشجار والرواكيب والحر والمطر والبرد، وظروف معيشية وبيئية طاردة يدفعون بالعملية التعليمية في الولاية رغم المعاناة والعثرات، وحموا الأرض والجغرافيا والتاريخ والتراث والثقافة فى وقت كل الآخرون فيه أذنابا للعمالة والإرتزاق، وسماسرة فى سوق بيع المعلومات وتقديم الخدمات للمنظمات الدولية والإقليمية، والقوى الإحتلالية التى دمرت مشروع الأمن والتنمية والوحدة فى البلاد، وولاية جنوب كردفان خاصة فى إطار تمويل الحرب والمجموعات المتفلتة، لمنع مشروع إستقلال القرار والنهضة التنموية الشاملة؟ نعم بقى المعلمون فى ظروف قاسية وعملوا من أجل أبناء الولاية، فإذا ما يسمى بلجنة إزالة التمكين تنتهك حرمة المعلمين والمعلمات بالفصل التعسفى القائم على أحقاد وكراهيات وتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بالعدالة، وإزالة تشوهات الخدمة المدنية، ولعل أبناء الولاية من المعلمين والمواطنين يعلمون من هم أعضاء لجنة إزالة التمكين وصفاتهم وأخلاقهم وتاريخهم، والأيام القادمة تشهد كشف وجرد الحساب، الأنقاذ والنظام السابق كان يقف جمل شيل حمل على ظهره كل الناس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وشجرة جلس تحت ظلها الموالين والصادقين، والخائنين، والإنتهازيين والحرامية، والفاسدين، ومائدة أكل منها كثير، ومؤسسات عمل فيها الجميع، وهذا ليس دفاعاً عن النظام السابق، ولكن موقف مبدئى عرف به هذا (العمود) ولعل ما كتبناه من نقد ومواجهات شديدة فى وجه النظام السابق حجة لنا تبطل قول كل ناعق بلا بصيرة وبصر، ولذلك ما تمارسه لجنة إزالة التمكين بالولاية مضحكة ومسرحية لتغطية العورات، وليس إلا كحال كبارهم بالخرطوم الذين ولغوا فى الفساد والإفساد والتشفى والتجاوزات القانونية والأخلاقية، ولعل دعوات المظلومين نحو السماء وحدها لكافية أن تزلزل أقدام لجنة إزالة التمكين الواقفة على جرف هار قبل الملاحقة العدلية والقانونية ولو بعد حين.
إن والى جنوب كردفان فقد العون والدعم الجماهيرى على قلته، وهو يضحك ملئ أشداقه، وهو يشاهد عبث لجنته التى يترأسها، وهى تستهدف المعلمين والدعاة وأئمة المساجد بالولاية، وهذه أظهرت الوجه السيئ للسيد الوالى، وقبوله بإهانة وإذلال الدعاة وأئمة المساجد والمعلمين، ولو نظرت أيها القارئ الكريم لوجدت أن كل هذه الفئات تشترك فى حماية عقيدة ودين وقيم وأخلاق ومبادئ وثقافة المجتمع، فى ولاية تعانى من تدهور مستمر فى نتائج التعليم ومستقبله، ومشكلات فى المجتمع وتعايشه يحتاج إلي هذه الفئات، فضلاً عن أعداداً كبيرة من الأسرة الفقيرة يعولها هؤلاء المعلمين المفصولين ظلما ، ومنهم من هم موتى وبالمعاش، يعنى فصل بأثر رجعى؟ فضلاً عن البلبلة الاجتماعية والأمنية، والفوضى المؤسسية، التى تصاحب مثل هذه القرارات الخاطئة، وتعطيل مسيرة التعليم فى ولاية تعانى من نقص حاد في عدد المعلمين ،ثم تحدثنا حكومة حامد البشير الفاشلة عن نهضة التعليم، كأن على صدورنا (الريالة)!! وكما كشفت الصحافة ووسائل الإعلام فساد لجنة إزالة التمكين الإتحادية،هى قادرة- أيضاً – على كشف فساد وسوء طوية لجنة حامد البشير الولائية.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى