أعمدة

صلاح حبيب يكتب: (ولنا راي).. هل تقبل القضائية استقالة قاضى محكمة انقلاب٨٩؟!

لم يتوقع احد ان يدفع قاضى محكمة مدبرى انقلاب الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ الثانى احمد على احمد باستقالته الى القضائية بعد ان استمرت جلسات المحاكمة الى عدة شهور ولكن يبدوا ان القاضى لم يحتمل صراع محامى الدفاع والاتهام وانتقاداتهم الخفبة والعلنية كل طرف يعتقد ان القاضى يميل الى طرف عن الاخر ، ولكن الملاحظ ان هيئة الدفاع عن المتهميين التى يراسها الاستاذ عبد الباسط سبدرات ولما له من خبرة فى مثل القضايا التى يشتم منها رائحة السياسة مثل مدبر ى انقلاب مايو ١٩٦٩ ومحكمة بهاالدين ادريس وزير رئاسة الجمهورية فى النظام المايوى وعدد من القضايا التى جرت محاكمة المتهمين فيها باعتبارها قضايا سياسية ولكن الناظر الى قضية مدبرى انقلاب الثلاثين من يونيو ٨٩ ومنذ ان بدات المحكمة بدا الصراع حولها خاصة وان الدفاع اعتبر القضية سياسية وان من قام برفع الدعوى هو يمثل قمة القانون فى البلد فلايستقيم ان يكون الحكم والعدل فى نفس الوقت، وجرت الاتهامات ولكن المحكمة انعقدت واجريت فيها العديد من الجلسات وكان القاضى الاول مولانا عصام يتمتع بقوة صبر واحتمال لممثلى الدفاع الذين لايريدون للمحكمة ان تمضى، ففى كل مرة يتعللون ببعض الامور ولكن عجز عن الاستمر فى القضية فطلب من رئيس القضاء ان يقدم قاض اخر نظرا لظروفه الصحية فاستجاب رىيس القضاء لذلك.. وتم تعيين رئيس جديد للمحكمة ولكن يبدوا ان الدفاع المتمرس فى مثل تلك القضايا الاساتذة سبدرات ومحمد الحسن الامين وهاشم ابوبكر الجعلى وكمال عمر والدكتور سراج الدين حامد وغيرهم من فطاحلة القانون لم يجعلوا المحكمة تستمر فى ظل الاتهام الذى لم يحسن اللعب بكدارات لم تصنع للعب فى( النجيل الصناعى) فظل فى حالة صمت والدفاع يصول ويجول داخل المحكمة فكلما هدا سبدرات قام الاستاذ كمال عمر بحجة واذا سكت كمال قام الاستاذ ابوبكر عبد الرازق وهكذا استمرت المحكمة الى ان حاول الاتهام برئاسة الاستاذ عبد القادر البدوى وقال كلمته للمحكمة بان الدفاع مستهتر بالمحكمة على الرغم من ان الدفاع به قامات واساتذة فى مجال القانون هنا استغل الدفاع الفرصة لمزيد من الاثارة فطلب الاستاذ عبد الباسط سبدرات من المحكمة ان تطلب من ممثل الاتهام سحب كلمة مستهتريين ثم سانده الاساتذة كمال عمر وابوبكر عبد الرازق والعديد من المحاميين فى الهيئة الا ان الاستاذ عبد القادر رفض سحب الكلمة وهنا قال الاستاذ ابوبكر عبد الرازق بانهم سيقومون بفتح بلاغ فى مواجهة ممثل الاتهام وهنا اصبحت المحكمة عبارة عن معركة بين الاتهام والدفاع، ولم يحسم مولانا القاضى الامر ،لذلك لجا الاتهام بالتغيب من احدى جلسات المحكمة دون اى عذر وطالب الدفاع من المحكمة ان تعلن الاتهام مرة اخرى ،فتغيب الاتهام للمرة الثانية،فكرر الدفاع المطالب من المحكمة اما شطب البلاغ فى مواجهة موكليهم او الاستمرار فى غياب الاتهام ،واعلن القاضى بان الجلسة التى ستلى ان لم تاتى هيئة الاتهام سيتخذ قراره اما الاستمر فى القضية او شطب البلاغ، ولكن الاتهام ظهر فى الجلسة التى تلت ذلك.. ولكن يبدوا ان القاضى لم يحتمل الاتهامات العلنية او الخفية ضده من قبل الطرفيين( الاتهام والدفاع) ،فاعلن بانه لن يستطيع الاستمرار فى جلسات المحكمة فدفع باستقالته الى رئاسة الهيئة القضائية لاعفائه من الاستمرار فى المحكمة، ولكن هل ستقبل القضائية استقالته؟ واذا قبلت استقالته! هل يتوقع ان تستمر الجلسات فى حضور قاض اخر، ام ان القاضى الذى سيتم تعينه سيقدم استقالته فى ظل فريق الدفاع المتمرس فى مثل تلك القضايا.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى