مقالات

شرق السودان وسيناريوهات الفوضى..د. عبد الناصرسلم حامد

مايحدث بشرق في السودان من إغلاق للطريق القومي بواسطة مجموعة الناظر ترك ما هو الإ عنوان للفوضى التي تضرب البلاد في كافة الإتجاهات شرقاً وغرباً

وشمالاً ووسطاً وجنوباً ولكن الخطير في الموضوع أن تبدأ الفوضى من شرق السودان وبوابته نحو العالم حيث الصادر والوارد من وإلى ميناء بورتسودان وبشائر وسواكن فالسودان يعتبر دولة مستوردة لمعظم احتياجاته من الخارج هنالك عجز في الميزان التجاري بواقع “6” مليار دولار واردات وفق هذه المعطيات نقول ان اغلاق طرق الشرق لمدة طويلة سيؤدي إلى أزمة خانقة في الخرطوم وكافة مدن السودان ستزيد معها الازمة الاقتصادية في البلاد وربما تؤدي الى تحركات سياسية وهذا هو السيناريو الأول اذا استمرت الأزمة.

الإغلاق كان شاملاً لدرجة انه أصبح التحرك بدأ من محطة “الخياري” وحتى أوسيف” حيث الطريق القاري المؤدي إلى مصر كما تم اغلاق طريق الخرطوم عطبرة هيا وطريق البطانة بعد ان نجح محمد الأمين تِرك رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا في استقطاب كيانات أخرى عبر التنسيقية العليا لكيانات شرق السودان اغلاق الطرق بهذا الشكل وبغض النظر عن السبب والمبررات، يعني أن الحكومة بدأت تفقد السيطرة على البلاد، والسودان سيتحول إلى أقاليم وقطاعات جغرافية تتحكم بها مجالس محلية وقبلية، ولانستغرب أن ينتهي الأمر بثورة واحتجاجات وحتى دعوات تقسيمية للبلاد وهذه بدأت ولكنها ربما تتطور بشكل سريع وهذا ايضا ضمن الخيارات والسيناريوهات.

*بداية الأزمة*

الاحتجاجات في شرق السودان بدأت عقب اتفاقية جوبا في شكل تذمر سياسي وخلافات بين الأمين داؤود وبعض قيادات الشرق ووصل الامر لقتال قبلي بمدينة بورتسودان وكسلا بسبب اتفاقية جوبا التي يرى الكثير من ابناء الشرق بانها ظالمة للاقليم الذي لم يجد الانصاف طوال العهود السابقة وفي المقابل نظم انصار الاتفاقية حشود موازية لحشود ترك الامر الذي ينذر بحالة استقطاب سياسي ربما تصل لقتال قبلي وتناحر في ظل الصمت الحكومي ولكن ربما يحدث تحول كبير اذا ماتم إلغاء مسار الشرق في اتفاقية جوبا وبالتالي يمكن ان تهدأ الاحوال قليلا ولكن هذا الامر سلاح ذو حدين لجهة ان مؤيدي المسار الحالي يمكن ان يخرجوا في مسيرات رافضة لإلغاء المسار وبالتالي نعود لنفس المربع وتابعنا بالفعل خروج آلاف من المؤيدين لاتفاقية جوبا “مسار” فيما عرف بمؤتمر تمباب بكسلا.

الازمة نفسها وطريقة قيادتها وتحريكها تحت مظلة القبلية يشير الي ان الوضع في البلاد بات شاذا جدا القبيلة مرض خطير يمكن ان يؤدي الي تفتيت البلاد وتقسيمها هؤلاء المحتجون لديهم مطالب مشروعة ولكن لا يمكن ان تتم الدعوة تحت غطاء الجهوية والقبلية في ظل دعوة كيانات الشمال والوسط اغلاق الطرق الرئيسية في البلاد .

الحقيقة الثابتة ان هنالك طرق للتعبير كان يمكن ان تنتجها قيادات الشرق ولكن هذه الوسائل الاخيرة من التعبير ربما لم تروق للبعض لجهة انها استخدمت الشريان الحيوي للبلاد لدرجة ان بعض السودانيين طالبوا ترك بحمل السلاح والتوجه إلى الخلاء بدلا من تعطيل مصالح الناس فيما يشير اهل الشرق الى ان ثوار ثورة سبتمبر استخدموا ذات الأساليب لإغلاق الطرق ولكن القاعدة العامة ان حق التجمهر والاحتجاج مكفول بنص القانون ولكن دون تعطيل مصالح كما ان الإسلام نص علي حقيقة لا ضرر ولا ضرار ولكن من المستبعد ان يلجأ الناظر ترك وانصاره لحمل السلاح والتمرد علي قرار جبهة الشرق سابقا.

*انتقال العدوي*

اذا الوضع الان خطير وهش جدا في ظل الانفلات الامني في العاصمة الخرطوم التي تشهد احداث نهب وقتل نهارا وليلا ايضا تسيطر النزعات القبلية والجهوية علي الأحداث في غرب السودان ما ان يتم الانتهاء من أزمة قلبية

حتي تبدأ أخرى ووصل الحال لدرجة ان بعض المكونات القبلية والجغرافية ايضا أوقفت الانتاج في بعض حقول النفط في غرب السودان اما الجنوب الجغرافي لم يتم فيها السلام حتي في جبال النوبة حيث تخضع الكثير من مناطق جبال النوبة لسيطرة الحركة الشعبية وايضا هنالك مناطق في ولاية النيل الأزرق لم تصلها يد الحكومة اما الوسط هنالك نزاع بين سكان الكنابي في ولاية الجزيرة وسنار مع السكان المحليين .

*سياسة شد الأطراف ودولة النهر والبحر*

سياسة شد السودان من الاطرف أصبحت واقعا بعد كل الذي نشاهده اليوم انتشرت الصراعات القبلية و الخطابات العنصرية وظهرت دعاوي لقيام دولة النهر والبحر التي تضم الولايات الشمالية وولايات الوسط والشرق تلك التي يمر بها النيل والبحر الأحمر كما بدأت تنتشر في وسائط التواصل الاجتماعي ايضا احاديث بقيام دولة في دارفور وهكذا الامور تاخذ منحنى مختلف ومتطور يوما بعد يوم في ظل عدم مبالاة من الجهات الرسمية وتأخرها في حسم قضايا التفلت الأمني والقبلي.

*الشرق ودول الجوار*

يعتبر شرق السودان البوابة التي ينفتح بها السودان علي العالم وكان ولا زال البحر الأحمر محل أطماع خارجية ونشاط لاجهزة المخابرات العالمية والإقليمية لذلك ما يحدث في شرق السودان حاليا يشكل تهديد للأمن القومي السوداني هنالك العديد من الدول التي تربطها حدود مع السودان كاثيوبيا التي تدعي أحقيتها في منطقة الفشقة السودانية بولاية القضارف بجانب الصراع حول سد النهضة القريب جدا من الاراضي السودانية “20” كلم ايضا تربط السودان حدود مع إريتريا القريبة من ولاية كسلا التي يوجد فيها أيضا عدد كبير من أنصار ترك وعدد ايضا من مؤيدي اتفاق الشرق .

نشاط اجهزة الاستخبارات كثيف جدا في كسلا وكثيرا ماضبطت القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والشرطة اسلحة مهربة ومهاجرين وبضائع بعضها لا يعلن عنه لأسباب امنية اذا القضية معقدة جدا والسرعة في الحل مطلوبة.

*الحلول*

الحلول لأزمة الشرق تبدو حاليا معقدة ولكنها ليست مستحيلة يمكن ان يتم تعديل في بعض بنود اتفاقية شرق السودان الواردة في اتفاقية جوبا للسلام وهو ما ذكرته قيادات بقوى الحرية والتغيير التي رأت ان التصعيد بهذه الطريقة يشير لأجندة أخرى غير معروفة وان الموقف يتطلب عقلانية لتفويت الفرصة علي اي اهداف اخرى قد يسعى البعض لتمريرها

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى