تقارير

(الترويكا)..هل تمضي بعيدا في مساندة الحلو وفرض التسوية السلمية بالبلاد؟

تعتبر عملية الوصول الي اتفاق سلام من الامور المعقدة جدا بوصفها اولى خطوات بناء السلام وتعزيز ثقافة التعايش في مناطق النزاع مابعد الاتفاق؛ وهي عملية ذات ابعاد تتوقف علي العديد من الاطراف التي تمثل فيها عادة الوساطة والدول الراعية عنصرا مهما في الدفع الإيجابي للاطراف المتحاورة من اجل الوصول لاتفاق يحقن الدماء ويعمل علي اعادة الاستقرار والامن لشعوب المنطقة المنكوبة بالحروب او النزاع!
لذلك دائما ماتحرص الوساطة وما يمثلها من دول على الحياد الايحابي وتقريب وجهات النظر بين اطراف النزاع وتوخي المصلحة العامة من اجل السلم والامن بالنسبة للمنطقة او الاقليم! لهذا نجد انه يصعب كثيرا الوصول لاتفاق في حال انحياز الوساطة لاحد الطرفين او حتي تزريق اجندتها في طاولة التفاوض مستغلة ما اعطيت له من دور في التوسط بين المتنازعين!
وغني عن القول اهمية دور دول الترويكا التي ترعي التفاوض مابين الاطراف المتنازعة في السودان؛ الا ان السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هو الي اي حد هذه الدول تلتزم الحياد وتعمل علي الدفع الإيجابي للاطراف وفق المصلحة العامة للبلاد ووحدتها وامنها واستقرارها؟! وتتضح هذه الحقيقة من خلال الممارسة والتصريحات وسير التفاوض نفسه وتقول الاخبار ان “الترويكا” بعد زيارة كاودا ومقابلة الحلو تدعو الحكومة للالتزام بالتوافقات السابقة مع الحلو؟! مثل هذا التصريح ينفتح علي دلالات واشارات ايحائية غير مبرأة من الغرض والقصد المتعمد بحيث يتبادر الي الذهن اول مايتبادر ان هناك نكوص او محاولة تراجع من قبل الحكومة او لنقل بعض التسويف منها تجاه ماتم الاتفاق عليه واقراره في جولة التفاوض السابقة!؟ ترى هل دعت الترويكا “الحلو” أيضاً لتليين مواقفه والتخفيف من شروطه التعجيزية التي لا تخص اي عملية حقيقة لبناء السلام بالمنطقة او لها اي تعلق بقضايا النزاع او المصالح الحقيقية لاهالي المنطقتين مثل عطلة الاربعاء واغفال البسملة في الخطابات الرسمية للدولة! وغيرها من الشروط الاخرى وكأن جبال النوبة ومناطق النيل الازرق كانت تخوض حربا دينية وليس سياسية؟! ذات دوافع واسباب واضحة حتي قبل عهد الانقاذ!
لهذا يتساءل المراقبون هل نشهد دعما دوليا جديدا لمواقف الحلو مقابل الضغط علي الحكومة واستغلال ضعفها في تمرير اجندة الحلو المتعسفة وفرض العملية السلمية على البلاد بصورة فوقية لا تراعي واقع المواطنين بمناطق النزاع كما يفرض الان الغرب شروطه الاقتصادية عبر صندوق النقد والبنك الدوليين دون ادني مراعاة لنتائجها علي اهل السودان!مهما ادت اليه من فقر ومعاناة؟اضافة الي انه لايخفى علي احد ان هذا التصرف من الترويكا يقوي الحلو على الحكومة، بما يقودنا للاستنتاج الذي نراها من خلاله انها لا تهتم بالمواطن السوداني بقدر اهتمامها الامساك بزمام الامور وامتلاك نقاط القوة!؟
خاصة ويتوقع كثيرون ان البلاد سوف تشهد انقساما في واقع الحياة السياسية بعد تكوين “الحلو” لتحالف بديل موازيٍ للحاضنة السياسية داعم لمواقفه التفاوضية ضد الحكومة؟! هذا اذا لم يتم التنسيق مع الترويكا علي تفعيله وتشغيله في الساحة كاداة تعمل علي الضغط من اجل تسهيل مهمتها في تنفيذ اجندتها المختلفة في ارض السودان والاملاء علي الحكومة كافة شروطها من أجل بحثها عن تسوية للنزاع في البلاد فضلا عما تشعر به من ضغوط الجماهير لاتمام ملفات الثورة التي يعتبر السلام اخد اهم مطالبها؟!
الحكومة تعيش اضعف حلقاتها خاصة مع ما اكدته مبادرة السيد رئيس مجلس الوزراء من انقسام وتشاكس وصراع في حاضنتها السياسية بل مجمل اطراف شركاء الفترة الانتقالية للدرجة التي حذر فيها من تفتت وانقسام البلاد اذا استمرت الاوضاع علي ماهي عليه من صراع وتنافس بين مكونات الفترة الانتقالية؟! وهاهي الترويكا وما تمثله من مصالح دولها تلتقط القفاز لتسدد ضربتها في شباك الحكومة التي لايحرسها احد وان فعل فهو لايمتلك المهارة اللازمة لصد الضربة!؟.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى