أعمدة

محمد عبدالقادر ينعي الموسيقار يوسف القديل… ورحل قائد اسطول (الحوت)

مازال يوجعني لقاء لم يكتمل بيني والراحل الحبيب الفنان نادر خضر، كان يخصني بجلسات وحوار وهو خارج من استديو النيل الازرق وانا داخل اليها لتقديم التحليل الاسبوعي.. بعد بروفات ونسجيلات (اغاني واغاني) التي كانت تستمر لفترة طويلة.
كان نادر ذوالخلفية الاتحادية سياسيا محنكا ومتابعا لصيقا تسنده ثقافة موسوعية والم كامل بتفاصيل المشهد وتعقيداته وتقاطعاته، اتفقنا ذات مرة ان يزورني في المكتب لادارة حوار وتبادل وجهات النظر والمودة التي كان يبذلها كلانا للاخر، الغي الموت اللقاء وخطف نادر وهو عائد من عطبرة في يوم الحادث المشؤوم..
بالامس فتح رحيل الفنان يوسف القديل ذات الجرح، والموت يخطفه قبل ان يكتمل اللقاء، صادفته في احد المنتديات، كان يجلس بعيدا رغم ان عطاءه الباهر وابداعه الكبير يضعه في مقدمة اي محفل، لمست تواضعه وادبه الجم، اخبرته ان الاعلام ظلمه كثيرا ولم ينزله المكان الذي يستحق، واتفقنا علي موعد بعد تبادل الهواتف، وهاهي يد المنون تتدخل للمرة الثاني وتلغي اتفاقنا علي اللقاء..
بالامس نعي الناعي الاستاذ القديل.. قائد اسطول محمود عبدالعزيز الموسيقي .. بربكم كيف ننعي رجلا لحن ابهي 30 اغنية جمالا في بستان الراحل محمود عبدالعزيز الوارف واشرف علي 18البوم سميت باعماله..
كيف ننعي موسيقيا شكل ذائقة جيل كامل وجمعه علي صعيد المحبة لمشروع الحوت الغنائي ..
فنان استهلكنا اغنياته مثل الاكسجين واكثر منه، وقد ظل يشكل مواصفات حياتنا العاطفية ومحدداتها الوجدانية ، يلون حياتنا بالفرح وعافية الضمير والمزاح..
كيف انعي لكم رجل كتب اجمل واكبر وانضر الاغنيات في بستان محمود عبدالعزيز وتجربته الغنائية.. كيف انعي من فتح لنا رئة ثالثة نتنفس عبرها اغنيات غير مكرورة او مستهلكة بمضامين وابعاد ( جديدة لنج) و …ولحن… (لهيب الشوق سيب عنادك) ، و(ما تشيل هم ) و(نور العيون )، (عامل كيف) و(برتاح ليك) (خوف الوجع) و( اتفضلي)، (تعب الريده) ، خايف من الريده ) ، (طروني ليك) ،(كتر في المحبه)، (عشان سمحه) ، (بريدني وبريدو )..
هو قائد اسطول الحوت الموسيقي بلا منازع ، معظم اعماله صارت اسماء لالبومات عشقناها وادمناها وشكلت لنا بصوت محمود حياة ومرحلة وامنيات وذائقة تميز مشروعا غنائيا عصيا علي التجاوز والنسيان..
رحم الله الموسيقار يوسف القديل فقد كان قامة موسيقية في زمان لايحتفي بامثاله من المجودين ولايقدم الا الطفابيع وعديمي المواهب الذين يتسيدون المشهد طولا وعرضا بلا كسب ولا انتاج ..
سامحنا يا قديل..
العزاء لاسرته ..
وللحواتة وجميع محبي فنه..
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى