مقالات

ابشر رفاي : مبادرة حمدوك.. النصيحة حارة واحر منها الحقيقة !

الصحافة نت:

اكثر من ستين عاما السودان وشعبه الصبور يدور حول حلقات مغرغة تعرضها عليه قواه السياسية على طريقة حلقة داخل حلقة وهي :- حلقة تأسيس الدولة تأسيسها علي انقاض الدولة الاستعمارية القصرية الأولى ١٨٢١ — ١٨٨٥ والدولة القصرية الاستعمارية الثانية ١٨٩٩– ١٩٥٦ . ودولة الحكومات السودانية المتعاقبة القاصرة ١٩٥٦ هذا هو الاطار والعمق السياسى والاداري والتظيمي الاقتصادي الثقافي الفكري للدولة السودانية العميقة الرئاسة وليس فرعها الرئيسي ١٩٨٩ — ٢٠١٩ فحسب . ثم حلقات منظومة التدابير الدستورية وهي : حلقة تعطيل الدستور ، حلقة المراسم الدستورية ، حلقةالدساتير الانتقالية والانتقائية والانتقالية المعدلة ، حلقة التشفير السياسي التنظيمي الفكري الايدلوجي الشمولي وهذا من أخطر ادوات التمكين الناعمة للدولة السودانية العميقة الرئاسة ومن انماط التشفير السياسي الشمولى هذا علماني والاخر اسلامي والذي يليه متمرد وهذا من الحيرانيين وذاك من المريدين وغيرها من ادوات حلقات التشفير السياسي للخرط السياسية للدولة السودانية العميقة الرئاسة وفروعها المنتشرة ، ثم حلقة اعلانات المبادئ والاعلانات الاطارية للتفاوض حول القضية ، وحلقة توقيع اتفاقيات السلام بالاحرف الأولى وبكل الحروف ، حلقة الوثيقة الدستورية ، حلقات مشاريع الدساتير الدائمة و الدوام لله ، حلقات الدائرة السياسية التاريخية الخبيثة والاكثر خبثا وهي ، حلقة الاطر السياسية والتنظيمية ، حلقة الديمقراطيات المؤطرة ، حلقة الانقلابات الحزبية المعسكرة ، حلقة الانتفاضات والثورات الشعبية القائمة على خطط اللعب خارج الصندوق وعلى اسلوب فتح اللعب وتكفيله وعلى مصيدة التسلل وعلي الضربات الحرة المباشرة وعلى مهارات صناعة وتنفيذ الجمل التكتيكية وعلى اللعب الممرحل لعب من لمسة واحدة ولعب بالباكات وباللارشنة ( لاراش) .، ثم حلقة المبادرات وبكل الوانها واشكالها وهجراتها ، اخرها مبادرة السيد رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك التي تساندها الرؤى المتجددة بوعى سياسى وطني استراتيجي متقدم ، بعيدا عن مسلكيات التطبيل وحرق البخرات والبخور للسلطة وللسلطان طلبا لعرض الدنيا الزائل ، انما مساندة من أجل وطن ظل جرحه نازفا لأكثر من ست عقود جرح سببه الرئيسي ضرب مديات الكيد وتصفية الحسابات الحزبية السياسية والايدلوجية الدائرية الحادة . نعم ان صدقت مبادرة السيد حمدوك فهنيئا للوطن والمواطن ، وإذا فشلت او افشلت او كانت هي بالاساس ومن ( قولة تيت) حاملة لعناصر فشلها ، فبدون شك ستأخذ مكانها الطبيعي ضمن حلقات عرض الفشل التاريخي الكبير ، مبادرة السيد حمدوك والحديث لمستشاره السياسي الخاص ولمستشاريه العاميين الان هي في المحك السياسي الاخلاقي التاريخي محك بين قوسين ، افتح قوس ، هناك من يراهن وبجائزة يسيل لها اللعاب والدمع الحنين يراهن على ان المبادرة طال الزمن أم قصر لاتخرج أبدا من كونها مناورة وتكتيك سياسي استقطابي من جهة ، ومن اخرى لقطع الطرقات التي تؤدي إلى منزلة ومنازل حصريات ومحاظظات الفترة الانتقالية ، وكذلك تصنيف المبادرة بأنها محاولة ذكية لتدخل جراحي تجميلي مبكر لمعالجة التشوهات الخلقية والمختلقة والتجاعيد والنمش السياسي والاثار الجانبية لعمليات (الفاونديشن والماسكات والميكب ) التي طالت جسد الثورة والفترة الانتقالية ، في حين يرى مراهن آخر بنفس درجة الجائزة واقيم منها بكثير يري بأن المبادرة صادقة بالاساس ، وبنودها عبارة عن اطواق وسترات نجاة للوطن والمواطن الصابر والمصابر ، اذن القاسم المشترك الأعظم الذي يفصل بين الرهانين الأول والثاني هي الايام والايام لاتكذب ابدا ، ذلك أن من بينها يوم العهود ، يوم اعتلاء سدة الحكم ويوم نزعه وزواله وكذلك المخارجة والخروج ، يوم الروح تفوت ، واليوم الموعود ، وحتى ذلك الحين وتلك الاحايين ، نجدد التذكير بأن الشعب السودانى بسماحته وصبره التاريخي قد اتاح فرص الحكم صحيح بنسب متفاوته منذ العام ١٩٥٦ حتى تاريخه اتاحها لجميع قواه السياسية التقليدية والايدلوجية والحديثة وحملة السلاح ، حيث لم يتبق له من الفرص المهدرة سوى فرصة واحدة وهي فرصة الاجماع الوطنى القومي الشامل على اسس جديدة بعيدا عن حواضن وحلقات الدائرة الخبيثة والحلقة الاكثر خبثا ، بعيدا عن الوصايا والاوصياء القدامى وكذلك الجدد ويا يوم بكره ماتسرع خفف لي نار وجدي !

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى