أعمدة

صلاح حبيب يكتب في (ولنا رأي).. شعب يصنع الثورات ويفشل فى الحفاظ عليها !!

دعت قوى سياسية للتظاهر يوم غد الحادى العشرين من الشهر الجارى وهو التاريخ الذى صنع الشعب السودانى فيه اول ثورة شعبية فى منطقة الشرق الأوسط ليضرب بها المثل فى إزالة الأنظمة العسكرية التى جثمت على صدور الامة ولكن يوم غد يختلف تماما من أكتوبر 1964 تلك الثورة العظيمة التى نظم الشعراء فيها اروع الكلمات والقصائد الحماسية لتعبر عن روعة هذا الشعب العملاق’ ان التظاهر الذى دعت له بعض القيادات السياسية التى صنعت ثورةديسمبر العظيمة فالتاريخ هو التاريخ ولكن هل الشعب الذى صنع تلك الثورة هم نفس الشعب السابق ‘بالتأكيد لا’ وان اختلف السياسيون وقتها وحاولت بعض القوى سرقتها
ان يوم غد يوم فاصل فى تاريخ الامة السودانية اما ان يتدخل العقلاء لنزع فتيل الازمة للتراضى فى ما بينهم او ان يحدث مالم يحمد عقباه من صراع وتراشق باللسان او بالعصى او الحجارة ‘ ان الشعب السودانى معاك الشعوب انتزاع حقوقه من الجلادين ولكن للاسف لم يستطع الحفاظ على ثورته من خلال التكالب على كراسي السلطة من قبل الفاشلين والانتهازيين ‘ الذين ياتون مرتدين افخم الثياب ومعطرين بالعطور ذات الروائح النفازه التى يشتمها المواطن من ابعد الامكنة ‘ ان الثورات تحتاج الى ملهمين يقودونها إلى بر الأمان وتحقيق تطلعات الشعوب ‘ فالشعب السودانى الذى صنع أكتوبر وابريل وديسمبر واقتلع الانظمة التى جثمت على صدره سنيين عدده ولكن للاسف رغم التضحيات التى قدمت فيها الا انهم لم يحافظوا عليها’ والمشهدا أمامنا الآن لثورة ديسمبر العظيمة التى جاءت بدماء الثوار ولكن مازالت القيادات تتصارع فى ما بينها من أجل الكراسي علما بأن الذين يجلسون على الكراسى ليس لهم اى جهد يذكر فى صناعتها فإذا رجعنا الى كل الثورات السودانية نجد الذين جلسوا على كراسي السلطة ليس لهم أى نضال يذكر بينما المناضلين والذين دخلوا السجون وتعذبوا لم ينالوا قيادة سيارة داخل القصر او فى مجلس الوزراء ‘ لذا ما زالت الفرصة أمام كل القيادات السودانية والأحزاب فرصة الحفاظ على تلك الثورة والعبور بها إلى أفاق ارحب عن طريق التراضى فى ما بينهم ‘ فيوم غد ليس يوما عاديا فى تاريخ الأمة السودانية فعلى الذين دعوا إلى تلك المظاهرات ان يفوتوا الفرصة على الطامعين والانتهازيين من الأحزاب السياسية لتمضى الثورة إلى غاياتها بغية تحقيق كل الشعارات التى رفعتها من قبل ‘ لقد ضرب الشعب السودانى اروع المثل فى سلمية ثورته فلم يتعدى المناضلون على حقوق الاخرين ولم يحرقوا المتاجر ولا محطات الخدمة ولم يعتدوا على اى مواطن كما هو حال الثورات التى تندلع فى معظم دول العالم ويخرج اللصوص وسارقى أموال الناس ‘ فالشعب السودانى علم العالم كيف تقام الثورات وكيف يتم التنظيم لها ‘ وكيف تحقق مبتغاها ولكن للاسف ينقصها التوافق والقائد الذى يصل بها إلى بر الامان ‘ فتأمل ان يكون يوم غد يوما خالدا فى تاريخ الأمة السودانية باستعادة الأمور إلى نصابها والمضى بالثورة إلى محطتها الاخيرة التى تحقق للشعب الرفاهية والحياة الكريمة.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى