الأخبار

فضل الله رابح يكتب في (الراصد).. حمدوك .. ومحاولات قطع الطريق !!

إن اللحظة الراهنة تعتبر الحكومة الإنتقالية ساقطة مدنيا وليس عسكريا رغم عدم فرض السيطرة الكاملة .. وأن الصراع بين قحت (4) طويلة وقوي الحرية والتغيير النسخة التانية قد إتسع علي الراتق وأخذ في الإنحدار ومرت ذكري 21 إكتوبر ولم تتمكن (4) طويلة من إستخدام سلاح الجماهير في الإرهاب رغم إستخدامها كل أسلحة الدولة ومواردها وإعلامها الا أن إنخفاض رصيدها الجماهيري بشكله المريع هزمها وخزلها في معركة المصير كما فشل رئيس الوزراء أن يقدم خطابا للجميع ويسهم في فتح مسارات التوافق والأمل والخروج بالوطن من اللحظة الخانقة وهو قد سقط في تفاعلات قحت (4) طويلة وأعلن إنحيازه الصارخ لهم في محاولة للالتفاف علي المشهد وفقد بذلك ورقة أخيرة كان بمقدوره أن يدفع بها و يكون رجل الإطفاء الرئيسي وبيده مفاتيح الحل النهائي .. إن تعريف رئيس الوزراء للصراع في السودان والذي ورد في نصوص خطابه عشية 16 أبريل والذي بين فيه أن الأزمة ليست صراعا مدنيا عسكريا وأنما صراع بين مجموعتين مدنيتين أحدهما تعمل من أجل الإنتقال الديمقراطي والأخري غير راغبة في ذلك فهو بهذا التعريف قد حيد المجتمع الدولي وعلي رأسه الولايات المتحدة الأمريكية عن التدخل في الشأن السوداني لأن المجتمع الدولي لا يملك وصفة ثابتة لعلاج مثل هذا النوع من النزاعات ولذلك واشنطن وغيرها ستكون في موقف الحياد حتي يأخذ الصراع مداه كاملا .. ولذلك فشلت جهود (4) طويلة في تسمية المعتصمون أمام القصر الجمهوري بالإنقلابيين او دمغهم إعلاميا وسياسيا بأي إسم من هذا النوع لأن شعارات ومطالب المعتصمين ومطالبهم المنصوبة امام بوابات ومدخل الاعتصام تؤكد أنهم الاحرص علي التحول الديمقراطي وتوسيع قاعدة المشاركة في الحكم ولذلك إتضحت رؤية أمريكا الثابتة أن الرافضين لعملية التحول الديمقراطي هم (4) طويلة المسيطريين علي الحكم ومعارضين في نفس الوقت بل كل تفاصيلهم الفاعلة لا تسمح بإتساع الأفق وضم الجميع ولن يتمكن (حمدوك) الراعي والحامي لمصالحهم من تسويق أي فكرة لصالحهم مهما حاول الإلتفاف علي تحالف الحرية والتغيير النسخة الثانية الذي أخذ يتسع وضم إليه تحالفات سياسية وأجسام وفعاليات شعبية وإجتماعية ومدنية واسعة الطيف والتأثير وهي التي أسهمت في تثبيت الشرعية الجماهيرية لإعتصام القصر الذي دخل يومه السابع حتي الان ولم تفلح محاولات (حمدوك) المنحاز إلي (4) طويلة وقف تقدم وتمدد هذا التحالف الوطني العريض وتعمية العالم والتغبيش علي مشروع التسامح والتصالح الوطني الذي يتشكل أمام القصر حاليا .. أثبت (حمدوك ) فعلا أنه ليس طرفا محايدا في الازمة وكان بمقدوره أن يقدم خطابا يصلح للجميع وبذلك يكون بيده مفاتيح حل الازمة وادارتها لكن بخطابه ليلة أمس قد صب الزيت علي النار ولم يفلح من إطفاء الحريق ووقف التشظي بل ترك الخيارات مفتوحة أمام الحرية والتغيير النسخة التانية وكأنه وجه معارضيه ومعتصمي القصر بتجميع قواهم تحت قيادة واحدة حتي تتحقق مطالبهم وإرغامه للتنحي قسرا وهو خيار لم يكن ضمن الخيارات الاولي المطروحة سابقا لمجموعة الحرية والتغيير النسخة التانية.. إن الوقت يمضي ومحاولات قحت (4) طويلة لتعطيل مشروع الوفاق ستكون مستمرة وليس بمقدور الشعب أن ينتظر حتي تتوافق مكونات قوي الحرية والتغيير المتساكسة وتتوحد وفق مبادرة حمدوك الكسيحة وهو هدف بعيد المنال وفق تطورات الراهن .. لم يتبق للشعب طاقة إحتمال وإنتظار حتي يتوحدون ثم يلتفتون الي مصالحه .. وفي المقابل التشرزم وتباين وجهات النظر داخل مجموعة (4) طويلة هو سيد الموقف وهو ما أعطي الحرية والتغيير النسخة التانية ميزة الصمود والتقدم وتصويب التهديف وتوسيع تحالفاتها وإتساق برامجها في كل مخيمات ومنصات الإعتصام وإمتلاك مفاتيح الحل .. لم يعد الشعب السوداني يأمل في قرارات منتظره من (حمدوك ) لإنتشال البلاد من حالتها الخانقة من تاريخها الحديث سيما ان ( حمدوك ) يدرك تماما نوع القرارات التي يريد الشعب سماعها لكنه صمت عنها بقصد وبأفعاله وأقواله الظاهرة ونواياه المستترة ولم يريد لنفسه أن يكون رجل الإطفاء في هذا المضمار لكنه ظل يجهز اللوجستك والتمويل والدعم السياسي والرسمي لمجموعة (4) طويلة بل فرغ مجموعة من كوادر مكتبه ومستشاريه للقيام بعمليات الضغط الاعلامي وتقديم المبادرات وادارة الغرف المناوئة للحرية والتغيير النسخة التانية.. وتبقت الكرة في ملعب القيادة العسكرية لضمان مستقبل البلاد وبات الكل ينتظر نتائج حوارات العسكريين وتنسيقاتهم مع القوي السياسية والوطنية التي تشكلت بجميع القبائل والاحزاب والقطاعات الوطنية المتعددة وتماسكت بجسور أهداف إعتصام القصر الجمهوري الإستراتيجية .. صحيح أن الكثيرين متخوفين من حالة التحضير الكثيرة للقيادة العسكرية والتردد أثناء تسديد الرميات لكن علي ثقة بأن الاعلان الفيصل والمصادق عليه توافقيا علي الحد الادني سوف يصدر حتي يخرج الوطن من حالة التكبيل والتعطيل الي الإنطلاق و العمل والانتاج في مسارات التوافق بطاقة دفع وطرح جديد .. إن المشهد السوداني المتأزم والمتشظي وتفاعلاته لابد أن يتغيير لأننا كل صباح أمامنا مشاهد مختلفة من الصراع وبذلك تضيف هموم أخري علي جراحات الوطن الغائرة .. وبكل صدق اللحظة الوطنية الراهنة مشحونة بالخطر ـ أو هكذا أريد لها ـ ما جعل المطروح والمسموع يتجاوز مستوي واسعا من الخلافات وهو سياق لا يتطابق مع أوضاع ومشاعر المدنية والتحضر الذي يتشدق به البعض ممن يرفضون قبول الآخر ..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى