أعمدة

بابكر يحي يكتب في ( صفوة القول).. *من هنا يأتي الخطر على الدولة السودانية..!!*

*إن أخطر ما يواجه الدولة السودانية الآن هو حالة التجهيل العامة ؛ وتحشيد الشباب للسير في أهداف مجهولة ، والسير ضد رغباتهم الذاتية وضد شعاراتهم التي يرددونها ؛ التحشيد الآن يتم باسم المدنية لكنه يخدم الاستبداد ؛ التحشيد الآن يتم باسم الحرية لكنه يقود إلى مزيد من القمع ؛ التحشيد الآن باسم العدالة لكنه يكرس للظلم ؛ التحشيد الآن يتم باسم( السلام) لكنه يكرس (للكراهية والاحتراب)..!!*

*الأزمة الكبرى أن بعض الشباب لا يدرون أنهم يتم استخدامهم في مشروع (خراب الدولة السودانية) ، لا يدرون أنهم ضد الديمقراطية ؛ وضد المدنية ؛ وضد الحرية؛ وضد السلام ؛ وضد العدالة؛ وضد كلما هو جميل في هذا البلد ؛ هم الآن يخدمون شيئا واحدا وهو دعم الأحزاب الشمولية التي لا تريد الديمقراطية ولا تريد إشراك الآخر ؛ هم الآن يهتفون دعماً للأحزاب التي تريد أن تحكم وحدها باسم الهياج الثوري والشارع الهتافي؛ هم الآن (يخربون) تحت شعار (حنبنيهو)؛ ويدعمون الدكتاتورية تحت لافتة (التحول المدني الديمقراطي )..!!*

*إنهم لا يؤمنون بالديمقراطية إذا كانت لا تأتي بمن يرغبون ؛ ولا يريدون الحرية إذا كان تتاح لخصومهم؛ ولا يريدون العدالة إن كانت تعطي من يرونه مجرما صكا بالبراءة ؛ إنهم يريدون الإدانة فقط لذلك لا يهتموا بالتعمق في معرفة شعاراتهم لدرجة أن أصبح لديهم (الجهل) (معرفة) و (المستحيل) (حقيقة) و(الحقيقة) (سراب) ؛ لذلك يقع الخطر على الدولة السودانية ويصبح بناءها مستحيلاً..!!*

*كيف تخاطب من لا يسمع وإذا سمع لا يعقل ؛ وإذا عقل لا يصدق ما قيل له – هذه أزمة إنسانية كبرى نعيشها اليوم واقعا في سودان ما بعد الثورة فقد أصبحنا أمام أمة تهوى الجدل ولا تحكم بصيرتها بل تضحي بدينها ومنظومة قيمها وبمصلحتها وراحتها من أجل غبينة متوهمة ومظالم افتراضية..!!*

صفوة القول

*أيها الشاب الثائر – إن كنت خارج من أجل التحول الديمقراطي فإن الطريق قد بدأ نحو ذلك وإن كنت تريد الدولة المدنية فإن معالمها قد بدأت؛ وإن كنت لا تريد العسكر فإن العسكر لا يحكمونك الآن؛ فمن يحكم هو حمدوك وهو ذات الشخص الذي طالبت به؛ وإن كنت تريد إعادة محمد الفكي ووجدي وغيرهم من الأسماء؛ فهؤلاء لن يعودوا حتى يلج الجمل في سم الخياط؛ أما إن كنت مثل الأحزاب التي تريد الخراب فإن الخراب لا نصير الله وعاقبته سيئة؛ والله المستعان.*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى