أعمدة

*مصطفى ابوالعزائم* يكتب في (بُعْدٌ .. و .. مسَافَة).. *« الإمارات » في عيدها الخمسين ..*

الخميس الثاني من ديسمبر الجاري ، تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بذكرى قيام الإتّحاد الذي تأسّس وأًعْلَن عنه صبيحة يوم الخميس الثاني من ديسمبر عام 1971 م ، وهاهي الأقدار تأتي بيوم خميس جديد يصادف ذكرى تأسيس هذه الدولة ، التي جاءت نتيجة إرادة عظيمة ، وعزيمة قويّة ، تحلّى بها حكيم العرب المغفور له بإذن الله تعالى ، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، وإخوانه شيوخ الإمارات المتصالحة ، الذين آثروا الوحدة على الشتات ، وقوة إماراتهم مجتمعة ، على ضعفها متفرقة .
إنطلقت إحتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة ، بذكرى تأسيسها الخمسين رسمياً في السادس من أبريل هذا العام ، ويستمر الإحتفال بهذه المناسبة العظيمة ، حتى نهاية مارس من العام القادم 2022 م ، تزامناً مع إكسبو 2020 م دبي ، وفي هذه المناسبة يستعيد الإماراتيون تاريخ تأسيس دولتهم التي سرعان ما تقدّمت لتصبح في مصاف الدول المتقدمة على مستوى العالم ، والسبب في ذلك واضح جلي ، وهو إهتمام القيادة هناك بالإنسان ، لأنه هو أساس التقدّم وأساس التنمية ، وقد كان هذا نهج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه ، ونهج إخوانه من حكام الإمارات ، وظل هو ديدن القيادة من بعدهم .
عندما أعلنت بريطانيا في العام 1968 م ، رغبتها في الإنسحاب من جميع محميّاتها ومستعمراتها شرق المتوسط نهاية العام 1971 م ، لم ينتظر أمراء ومشائخ إمارات الخليج المتصالحة ، حدوث ما يمكن أن يتسبب في هزّة سياسيّة و إستراتيجية في منطقتهم ، فنبعت فكرة الإتّحاد بعد إجتماع بين الشيخين زايد بن سلطان آل نهيان ، وراشد بن سعيد آل مكتوم ، في قرية على الحدود بين إمارتيهما منتصف فبراير من العام 1968 م ، وإتفقا على أن الوحدة هي السبيل الأفضل والأمثل لمنع أي مخاطر محتملة تهدّد المنطقة ، وقد رأى الرجلان إن تكون أول خطوة من جانبهما هو إعلان الإتّحاد بين إمارتيهما مع دعوة الإمارات الخليجية الأخرى إلى هذا الإتّحاد ، وعند إقرار دستور الإمارات الإتحادي مبدئيّاً في أول ديسمبر عام 1971 م ، تم في اليوم التالي قيام الإتّحاد ، بعد إجتماع ضمّ حكام سبع إمارات في قصر الضيافه في دبي ، ووافق أربعة من حكام الإمارات الإلتحاق بإتحاد أبوظبي ودبي ، ولم يوافق حاكم رأس الخيمة وقتها على الدخول في تلك المنظومة الجديدة لكنه لم يلبث أن لحق بأشقائه لتنضمّ رأس الخيمة إلى بقية الإمارات المتحدة الوليدة ويرتفع عددها الى سبع إمارات هي ، أبوظبي ، دبي ، الشارقة ، الفجيرة ،أم القوين ، وعجمان .
خمسون عاماً مرّت منذ نشأة هذه الدولة التي جاءت نموذجاً للوحدة ، وأنها ممكنة ، مثلما جاءت نموذجاً للإتفاق على النهضة الشاملة دون عبارات وشعارات طنانة ورنانة ، بل جاءت نتيجة دأب وتعب ، وتفكير وتخطيط وتنفيذ لتلك الخطط ، حتى تغيرت خارطة المنطقة سياسيّاً وإستراتيجيا إلى الحد الذي رفع الدولة الصغيرة العملاقة إلى مصاف الدول المتقدّمة والتي يحسب لها الآخرون ألف حساب ، لأنها أصبحت جزءاً من معادلة ميزان القوّة في منطقة الخليج العربي ، بفضل القيادة الحكيمة .
وعلاقة دولة الإمارات العربية المتحدة بالسّودان علاقة متميزة منذ النشأة والتأسيس ، فقد كان الرئيس جعفر محمد نميري ، رحمه الله ، أول رئيس دولة عضو في الجامعة العربية يزور الدولة الوليدة بعد تأسيسها ، وظلت العلاقات تقوى حتى مع اختلاف الأنظمة في الخرطوم ، ونحسب أنها ستظل كذلك ، وقد جاء في أخبار الأمس من مكتب حاكم الشارقة ، منّي أركو مناوي ، أنه قام بزيارة قصيرة إلى دولة الإمارات ، بدعوة كريمة من حكومتها استغرقت عدة أيام ، بحث خلالها مع المسؤولين هناك ، أوجه التعاون مع إقليم دارفور ، والمساهمة في تنميته من خلال المشروعات الكبرى ، وهو ما يؤكّد على الدوام إن العلاقة بين بلدينا الشقيقين ستظل قائمة وقوية ودائمة في كل الظروف والمناخات السّياسيّة المتقلّبة والمتغيرة .
نقول لأشقائنا في دولة الإمارات العربية المتحدة ، رئيساً وًحكام إمارات ، وحكومة وشعباً ، نقول لهم كل عام وأنتم وبلادكم الشقيقة بخير وفي تقدّم وإزدهار بإذن الله .

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى