أعمدة

صلاح حبيب يكتب في (ولنا رأي).. شعب فاقد الوطنية!!

على الرغم من الاحترام الكبير الذي يحظى به المواطن السوداني خارج الوطن نتيجة لتفانيه في العمل واحترامه للمواعيد واحترامه للغير الا اننا داخل الوطن لم نقدم له الحب الذي منحه لنا شعب العالم، أن شعب وصف بالمول الكسل ولكن في الخارج نعمل كما تعمل الماكينة، بالداخل لم نقدم للوطن أدنى عمل نفتخر به فنجد الكل يعمل من أجل نفسه وأسرته.. اما الوطن فاخر من يهتم به المواطن، يتحدث العالم عنا وعن ماضينا وان الخرطوم كانت تغسل بالماء والصابون، ولكن الناظر اليوم إلى الخرطوم يجدها عبارة عن غابة من النفايات فلا الحكومة مهتمة ولا المواطن مهتم الكل يبحث عن النفس، أن شعوب العالم علمت مواطنيها كيف تعشق الأوطان وكيف يضحي من أجلها ولكن نحن تعلمنا أن نلعن الوطن )(ملعون ابوك دي بلد،) أن السودان وطنا يسع الجميع لكن للأسف الكل يعمل على تمزيقه وتشتيت الأبناء والكل يحاول أن ينا بنفسه حتى لو وجد فرصة للعمل بالخارج لم يحدد متى يعود للمساهمة في عملية البناء والتنمية والنهضة ، أن ثورة ديسمبر المجيدة التي هب الشعب من أجلها لتكون بداية للتغيير البناء سرقت من مجموعة لم تفكر في الذين ضحوا من أجلها بقدرما فكروا كيف يعتلوا المناصب لهم لاسرهم، أن المجموعة إلتي سرقت السلطة تؤكد أنانية هؤلاء وعدم تمتعهم بالروح الوطنية، لاندري من أين أتى هؤلاء بتلك العدائية لأبناء جلدتهم، كل الثورات التي قامت في العالم طول الشعوب خلافاتها ووضعت يدها فوق بعضها من أجل الرفعة والنهضة ولكن انظر إلى عمر الفترة الانتقالية التي مضى ثلثيها ولم نتقدم خطوة واحدة للإمام، فظلت الخلافات والصراعات بين العسكريين المدنيين، حتى جاءت قرارات القائد العام للجيش مما زادت من حدة الخلافات بين الطرفين فاثرت في كل المجتمع السوداني، أن التربية الوطنية التي تعلم إلى التلاميذ بالمدارس يفتقدها الطالب السوداني لذلك حينما تقوم المظاهرات لم يفكر هذا الطالب في الصرف الذي قامت به الدولة من أجل البنية التحتية فنلاحظ أن الانترلوك الذي أظهر جمال المساحات بعد المظاهرات التي قامت تم نزعه مما أعاد الصورة القبيحة لتلك الأرض، أن التربية الوطنية تدرس وتعلم منذ الصغر لكن للأسف لم نتعلمها فكل شخص منحه المولى نعمة المال نلاحظ كيف يستخدم هذا المواطن هذا المال، لم يفكر في صرفه على المحتاجين أو الفقراء ولكنه يتلاعب به مع الفنانات وكم من صورة مشوهه لهذا الانسان السوداني الذي ظل محل احترام وتقدير شعوب العالم، فنلاحظه كيف يتلاعب بهذا المال، اننا شعب اناني لايفكر الا في نفسه فإذا منح المواطن مشروعا لفائدته والوطن غلب فائدته أكثر من الوطن، في أواخر عمر الإنقاذ ذهبنا في زيارة إلى الأبيض عن طريق امدرمان بارا ألذي بدأ العمل في تأهيله لكن للأسف انهار الطريق في أول أمطار هطلت، فلم يسأل المشرف على المشروع و لم تشكل لجنة لمحاسبة ولم يدخل المقاول السجن مما يؤكد فساد المواطن السوداني، أن التربية الوطنية تجعل الإنسان يحس بقيمة الوطن وكيف التضحية من أجله، ولكن بعد حقبة السبعينات تحول المواطن السوداني إلى صورة مشوهة وازداد التشويه أكثر إبان حقبة الإنقاذ التي ارتفعت فيها الأنانية أكثر وكثر الضرب على الحزام فكل شخص يسند إليه عمل فلابد أن يأكل (النصف) في ظل غياب السؤال والمحاسبة والردع، أن الفترة التي نحن عليها الآن أن لم نحسن التعامل مع بعضنا البعض سنظل في نفس محطتنا بينما العالم من حولنا يتقدم.. قبل أيام تشرفت بالدعوة التي قدمها لي سفير الإمارات بالخرطوم للمشاركة في العيد الوطني الخمسين لدولته، فنظرت إلى الفارق مابيننا ودولة الإمارات والنهضة التي انتطمتنا بينما نحن احتفلنا قبل فترة بالعيد الخامس و الستين للسودان فأين السودان؟ واين الإمارات؟ أو أين السودان واين دولة قطر التي تستضيف البطولة العربية الان، وتستعد لاستضافة بطولة كأس العالم الفترة القادمة، هذه دول ليس بين أبناءها حقد اوحسد أو شتائم لحكامها، لذلك نهضت، بينما نحن مازلنا نبحث عن انتصار واحد للكرة السودانية في البطولات العربية أو الأفريقية، بينما الشعوب تنظر إلى كيف تنظم تلك البطولات.. هل نتوقع أن ينهض السودان؟ وهل نتوقع أن ننسى خلافاتنا الشخصية من أجل الوطن،،،؟ هذا السؤال مطروح للحرية والتغيير و لاحزابنا السياسية للإجابة عليه.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى