مقالات

فولكر الكضاب يَّغْلى قُّبال الناس ويرخصَّ قُبالهم بقلم : فاطمة لقاوة

في الواحد من شهر ديسبمر الحالي،٢٠٢٢م ،خرج علينا قرار مجلس الأمن رقم (٢٦٣٦)المتعلق بشأن السودان ،وقد أجتهد فولكر في إعطاء التقرير طابع التغطية الشاملة لكل الاحداث في السودان ،ولكن ما لم يهتم إليه فولكر،أو تغاضى الطرف عنه بقصدِ !!هو أحداث العُنف التي ظلت ترتكبها الحركات المسلحة ضد الرُعاة في الحزام الممتد من كردفان الى دارفور ،هذا الإهمال المتعمد من فولكر وفريقه العامل في بِعثة اليونتامس ،يجعلنا نتسأل :هل انسان القطاع الرعوي لا يشمله التقرير ؟ام الإنسانية يجب ان تتجزأ ؛وتوضع في قوالب محددة مُسبقاً؟!أم أن فولكر ومن وراءه يريدوا العبور فوق جماجم الرعاة نحو أهدافهم في السودان؟!ام أن القدر قد كتب بأن التغيير في السودان يجب ان يكون الرعاة وديارهم قرباناً له؟ ،لذلك تجاوز تقرير فولكر معاناة الرعاة !؛وقرارات مجلس الأمن ظلت تتعامل مع الشعب السوداني بإسلوب :(الخيار والفوقس)لذلك قضايا الرعاة لا بواكي عليها؟!،ام القضايا تُناقش حسب وجود الممثل الإثني في المجلس السيادي ؟!.
ما يتعلق بأحداث لقاوة في قرار مجلس الأمن ،لا يمكن أن ينطلي على أحداً مِثلنا !عاش طفولته وسط أهل لقاوة التي لم تكن تعرف معنى للقبلية او الجهوية إلا عندما حلت علينا لعنة الصراعات بين الحركة الشعبية والمركز ،ومازال إنسان لقاوة يدفع الثمن غالياً -(موت وتهجير وفقدان اعزاء وممتلكات)- من تلك المناكفات التي لم يعد لإنسان المنطقة قوة يتحملها.
أحداث لقاوة ليست صراعاً قبلياً ، كما يصورها بعض أصحاب الأجندات الخفية ؛كلا!!احداث لقاوة هي اجتاح كامل من عناصر الحركة الشعبية جناح الحلو في الفترة ما بين ٩-١٤من الشهر الماضي؛حيث عاثوا تخريباً للممتلكات وقتل للأبرياء وخطف للإطفال ؛بصورة لا تقبلها الإنسانية بينما اللجنة الأمنية في المحلية تتفرج دون تدخل ؛مما أثار حفيظة المواطنين في لقاوة ضحايا الهجوم ؛وفرض الواقع عليهم أن يدافعوا عن انفسهم ومالهم وأعراضهم فتبادولوا اطلاق النار مع عناصر الحلو الذين دخلوا مدينة لقاوة بعد تعبئة كاملة مصورة وتم بثها في الفضاء الإسفيري ، وهم يحملون أعلام الحركة الشعبية وتمركزوا في أحياء لادي وكركادقي والسرف ،بمعاونة من بعض ابناء تلك الأحياء؛فكانت المعارك بين المواطنين وجيوب الحركة الشعبية داخل لقاوة مستمرة لأكثر من ثلاثة أيام متتالية ،صاحبها ؛تدوين عشوائي للمدينة ؛مما أدخل الرُعب والزُعر في نفوس الأهالي ؛ففروا جميعاً هاربين ؛وأصبحت لقاوة ،منطقة حرب محروقة كما خطط لها الحلو وحركته.
تابعنا قرار مجلس الأمن ؛الذي حاول إخفاء الحقائق الثابتة وتصوير احداث لقاوة بإعتبارها احداث قبلية ؛وهذا كِذب واضح وصريح ،يدعوا الى التساؤل :لماذا فولكر يستقي معلوماته فقط من أطراف محددة؟!وما الذي جعل فولكر يتعامل بصورة لا إنسانية مع رعاة المسيرية و يتجاوز نكباتهم المتلاحقة التي ظلت ترتكبها حركة الحلو بحقهم ،وأخرها أحداث لقاوة المسكوت عنها رسمياً وعالمياً؟!.
قبل ايام قرأت حوار اجرته إحدى الصحف البريطانية مع المتمرد: عبدالعزيز الحلو قائد الحركة الشعبية العنصرية في جنوب كردفان؛وقد تحدث فيها بأن حركته قد تمددت في كردفان ؛وقد صدق الرجل في حديثه ؛لأن الحركة الشعبية في الجبال الغربية !مثلاً:كانت حدودها في جبال جُلد وتيمين فقط ،بينما القوات المسلحة السودانية كانت لها نقاط متقدمة في رأس الفيل (تلشي) ،ونمرشاقو(كمدا)،وطبق؛بينما اليوم وبمساعدة (كباشي)-سوى كانت مساعدة مقصودة او غير مقصودة – مسؤول ملف كردفان الأمني ،الذي هندس اتفاقية 《سورني》 المشؤمة،أصبحت حركة عبدالعزيز الحلو ممتدة الى مشارف مدينة لقاوة في كمدا الطرين وآرسليجي،وصلت الى جبل ابوجنوك الذي ظل محايد طيلة فترة صراعات الحركة الشعبية والمركز السابقة.
تمدد الحركة الشعبية سهل من مهمة ،تسلل قواتها داخل أحياء مدينة لقاوة ؛وتمركزها في كل من :(حي السرف وحي كرقادي وحي لادي) ،مما أحدث ضرر في تلك الأحياء وساكنيها نتيجة للإشتباكات بين المواطنين وعناصر الحركة الشعبية جناح الحلو.
احداث لقاوة يتحمل وزرها حكومة المحلية وحكومة الولاية ،وعلى المركز فرض هيبة الدولة وكف جماح حركة الحلو التي أصبحت لا تراعي للقيم المجتمعية وضيعت المبادئي النضالية!!،وعلى فولكر مراجعة التقارير المزورة التي تصله ؛وان لا يصدق المسيرة المقبوضة الثمن التي طلت في الخرطوم بأسم أهلنا النوبة !!!!لأن النوبة أصحاب الوجعة الحقيقيين ؛موجودين تحت رحمة حركة الحلو في الجبال يعيشون أسوأ الأحوال -(فقر وجهل ومرض)- والبعض منهم في معسكرات كادقلي والدلنج مأسورين من قِبل تُجار الحرب أصحاب الأجندات الشخصية ومرتادي المنظمات؛الذين رفضوا للغلابة أن يعودوا ؛وبدأوا تجارتهم الرخيصة بقضاياهم.
ندعوا فولكر الى زيارة لقاوة والوقوف على الأحداث بنفسه ؛إن كان مُحايداً بحق ؛وأهلنا قالوا :*(الكضاب بيغلى قبال الناس وبيرخص قبال الناس).
ولنا عودة.
شرح لمن لا يفهم لهجة اهلنا :
الكضاب :الكذاب
بيغلى:يصبح غالي
بيرخص:يصير رخيص الثمن.
أي بمعنى :الكذب لا يدوم كثيرا ؛وقد يصادف القدر يخدم الكاذب الذي يُصدق في البداية ويسكب ود الناس ويصبح غالي ؛ولكن سُرعان ما تنكشف حقيقته ويصبح رخيص امام الملأ.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى