مولانا احمد ابراهيم الطاهر يكتب معاني براءة الكيزان
اليوم أصدر القضاء حكماً جديداً بالبراءة لرمز من رموز دولة الانقاذ ، أضيف اليوم الاستاذ علي عثمان محمد طه إلي قائمة الذين برأتهم المحاكم أمثال عثمان كبر نائب الرئيس السابق وعبد الباسط حمزة و الوالي آدم الفكي ، وإلي الذين صعدوا إلي الله من سجونهم وبراءتهم تدل عليها يوميات التحري المحفوظة لدي النيابة العامة أمثال الشهداء الشريف بدر والزبير احمد حسن وابو هريرة وعبدالله البشير
أو الذين امتنعت النيابة دون عذر من تقديمهم للقضاء لوهن التهم المحاكة ضدهم من أمثال الفاتح عز الدين ومحمد حاتم
أو الذين اضطرت النيابة تحت ضغط ذويهم بالاحتجاج أن تدفع بهم للقضاء وهي مكرهة.
ليس العبرة في البراءة المعلنة من القضاء لهؤلاء القادة الذين صحبناهم منذ نعومة الصبا وعرفنا نهج حياتهم القويم وهم ابناء رجال متوسطي الحال لم يطعموا ابناءهم لقمة من حرام ولا علموهم شراهة المال ولا زرعوا فيهم سوي مُثل عُليا مرتبطة برقابة الله تعالي في جميع تصرفهم العام والخاص . فليست العبرة إذن تبرئتهم من تلك التهم الواهية المصنوعة المحبولة بحبائل الكيد والضغن والحقد الدفين ، إنما العبرة في ميقات براءتهم ، فقد ذكر النائب العام حينها أنهم لن يخرجوا من السجن أحياء ، وقد صدق في بعضهم ممن كتب الله أجله في عنق النائب العام يلقاه كتابا منشورا ، وكذب فيما سواه إذ انتزع الله الملك ممن غرس المكر عميقاً واطمأن إلي خلوده في السلطة وخلود ضحاياه في الحبس فبدل الله ذو الجلال الحال بأسرع مما يظنون وتركهم يتقلبون في حسرة العزل وذل الإبعاد وبكاء الاطلال.
العبرة في أن الحبل الذي أعده جبابرة اليسار ليشنقوا به مؤسسات العدالة ويوقعوها تحت سلطان الاستبداد ويفعلوا بها الأفاعيل في الشعب المؤمن المسالم يلتف الآن حول رقاب أباطرة اليسار بالأدلة الجنائية التي تري بالعين المجردة ، إذ أنهم فى سرعة نهمهم للاستحواذ علي كل شيء لم يبالوا بترك آثار الجرائم خلفهم ، فقد عاد القضاة الذين اقصوهم ظلماً وعدواناً ليس لأنهم كيزان ولكن لأن الهيبة التي تكسوهم مرعبة لكل أفاك أثيم ، وقد قد المستشارون القانونيون لوزارة العدل وللنيابة العامة بحكم القضاء الذي أبطل قرارات فصلهم الظالمة، وعادوا لمواقعهم تملؤهم الثقة والثبات والوقار. لقد اضفت السنوات الثلاثة الماضية في حكومة الخائن الوضيع حمدوك وصمة عار علي السودان والسودانيين الذين ما حسِبوا من بينهم من يفعل بوطنه مثل ما فعلت ابالسة اليسار من النهب والسلب والفجور والتدمير والتقتيل والاذلال. هنيئاً للأسر الكريمة التي سعدت وهي تري بأم عينيها أن التهم الباطلة التي ألصقت بكرامهم وطافت بالاسافير في كل العالم تدمغ الكيزان بالفساد قد ذابت في نهر القضاء العادل ، وأن آباءهم الذين قدموا أنفسهم لبناء الوطن دون منٍّ أو أذي ، وقدموا الأبناء والاخوة لساحات الفداء ولمراقي الشهادة ، هم دائما عند حسن الظن بهم ، لا يرون بكل ما فيها ثمناً لأعمالهم القاصدة لربهم .
أما بقاؤهم في الحبس وصبرهم عليه فهو مهر يدفعونه حباً لبلادهم وطاعة لربهم ، فالسجن عند المؤمنين عبادة ، والنفي سوح ، والردي استشهاد.
هنيئاً لك اخي علي عثمان ، فهذا بعض ما تعاقدنا عليه ونحن دون العشرين من عمرنا ، وإلي أن نلقي الله إن شاء الله.