المخدرات الرقمية.. بقلم المهندس اسماعيل بابكر
المخدرات الرقمية هي عبارة عن نغمات تنساب إلى الأذن غالبا ما تكون بصيغة Mp3 وتصل إلى المخ وتؤثر على ذبذباته الطبيعية وبالتالي فهي تعمل على نقل متعاطيها إلى عالم آخر من الراحة والاسترخاء الوهمي، ويتم تحميل هذه المخدرات عبر الانترنت وتكون العينة الأولى التجريبية مجانية وهذا قطعا ما يدفع الكثير من الشباب والمراهقين إلى تجربتها وإدمانها والوقوع فريسه لها، ومما قد تم ذكره أن هذه النغمات تصل قوتها وتتراوح ما بين 1000 إلى 1500 هيرتز وأن أي جرعة زائدة من هذا المخدر الموسيقي قد تفتك بمخ المتعاطي
وطريقة تعاطي هذا النوع العجيب من المخدرات تتطلب من المتعاطي أن يجلس في مكان خافت الإضاءة ويطفئ أي أجهزة تعتبر مصدر للتشويش أو الإزعاج ويرتدي ملابس فضفاضة ويضع السماعات على أذنيه ثم يغمض عينيه ويشغل الملف الصوتي
والجانب المخدر من هذه النغمات يكون عن تزويد طرفي السماعة بدرجتين مختلفتين من الترددات الصوتية والفارق بينهم يكون ضئيل حيث يقدر بما يقرب من 30 هيرتز فقط ، ولذلك يجب أن تكون السماعة بجودة عالية جدا ومن نوع ستاريو لتكون بدقة وتركيز عالي، والجدير بالذكر أنه كلما زاد الفرق بين بين طرفي السماعة زادت الجرعة المتعاطاه.
كما تتعدد وتختلف أنواع هذه المخدرات الرقمية واستخداماتها كالمخدرات العادية كما تحمل أسماء بحسب نوعية مفعولها كما أن هذا النوع من المخدرات قد تقدم عن سابقاته في أنه نجد من بين استخدامات هذه المخدرات الأسماء التالية انقاص الوزن ومسميات أخرى مثل أبواب الجحيم والمتعة في السماء
كما أن المواقع المتخصصة في هذا النوع من المخدرات الرقمية تنشر خبرات وتجارب الأشخاص الذين تعاطوا هذه المخدرات وعن أنها لم تؤثر عليهم سلبا، وتعرض هذه المواقع منتجاتها المخدرة بأسعار تنافسية عكس المخدرات الأخرى مما يجعل هذه المخدرات في متناول الجميع حيث أن ثمن الجرعة الواحدة يتراوح ما بين 10 إلى 30 دولارا.
وقد أثبتت بعض الدراسات التي اجريت على من تعاطوا هذه المخدرات أن خطورتها وتأثيرها على المخ والتفاعلات الكيميائية والحالة العصبية والنفسية للمتعاطي يعادل التأثير التي تحدثه المخدرات التقليدية
ومن المؤسف أن خلو هذا النوع من المخدرات من أي مواد كيميائية يشجع المدمنين الجدد على تعاطيها ظنا منهم وكم يروج الموقع الذي ينشر هذه المخدرات أنها لا تؤثر سلبيا على صحتهم. في حين أن خطورتها لا تقل عن خطورة المخدرات التقليدية وتعاطيها يتسبب في نقل المتعاطي إلى اللاوعي ويفقد على إثرها توازنه الجسدي والنفسي.
وكما هو واضح فالمخدرات الرقمية تنتشر يوما بعد يوم وتتغلغل في بلادنا العربية ويزيد كل يوم عدد المتعاطين لهذا النوع الشيطاني من المخدرات ولذلك فنحن نهيب بالشباب ولكل من يهمه الأمر بأن يأخذون الموضوع على محمل الجد ولا يلقون بأنفسهم إلى التهلكة وأن يبتعدوا تماما عن هذه المخدرات وألا يستمعوا لأي نوع غريب من الملفات الصوتية حتى يتثبتوا من أنها ليست مخدرات، كما يجب على كل أب وأم أن يوعوا أبنائهم وأن يراقبوا تواجدهم على الانترنت لأنه ما أسهل الحصول على هذا النوع من المخدرات وما أسهل وصولها غلى فئة المراهقين خصوصا من الشباب وما أسهل وصولها وإمانها لمن لم يعرفها ولا يتوقع أن الموسيقى التي يستمع إليها ما هي إلا جرعة من المخدرات تسري إلى بدنه
ومن أهم الأشياء التي تدعو إلى الدهشة والتعجب أن مواقع الإدمان الإلكتروني هذه تنصح بشراء كتاب توجيهات عبارة عن 40 صفحة يتضمن حميع المعلومات عن هذا المخدر وعن طريقة تعاطيه.
كما يمكن استخدام هذه المخدرات الصوتية عن طريق العديد من طبيقات الحاسوب والهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية، والمخدرات الرقمية مبنية على تقنية قديمة ابتكرها العالم الألماني هنري دوف وهي تقنية “النقر بالأذنين”
كما أنه على الحكومات تشديد الرقابة على هذه المواقع والوصول إليها وحجبها عن البلاد كي تمنع هذا الخطر الداهم قبل أن يصل إلى شبابنا ويفتك بهم ويضعفهم حيث أن الشباب هم عتد وعتاد الأمة والمحافظة عليهم هي التي تضمن لنا المحافظة على حاضر ومستقبل الأمة.