حريق دارفور… هل أصابع أربعة طويلة تعبث في الخفاء؟
مع تصاعد وتيرة الأحداث في إقليم دارفور بشكل منهجي يؤكد بأن هناك أصابع خفية تلهب الصراعات القبلية والتي باتت خطرا يهدد الاستقرار والسلام، وكان المهم تسليط الضوء على طبيعة الصراع في المنطقة وتحويله من صراعات قديمة تم التوافق على الكثير من معطياتها وعقدت حولها اتفاقيات صلح وخاصة التي تتعلق بنزاعات ولاية غرب دارفور، ولكن تجدد الصراع بشكل عنيف امس في منطقة جبل مون وكرينك وحفير روسي، ووفقا لتقرير اولي صادر عن لجنة محامي دارفور فان ٥٤ شخصا قتلوا في كرينك، كل تلك المعطيات تضعنا امام مشهد ومعقد لإعادة الأزمة للوراء، في الوقت الذي وضعت فيه اتفاقية جوبا للسلام حدا لفواصل الحرب المريرة، وتبرز أخطر منعرجات السيناريو ودوافع الحرية والتغيير أربعة طويلة من تعقيد المشهد في دارفور ومن ثم تدويله لارباك المشهد السياسي في سبيل العودة مرة أخرى لمناصبهم القديمة واحتكار السلطة وحتى لو كانت على جثث اهل دارفور وكشفت تصريحات القيادي بحركة العدل والمساواة د. محمد زكريا عندما وجه اتهامات لأحزاب سياسية (لم يسمها) بالعمل على تأجيج الاوضاع في دارفور.
ولقي 50 شخصا مصرعهم ونزح أكثر من 6 آلاف في صراعات قبلية بولاية غرب “دارفور” السودانية، وفق تقرير للأمم المتحدة، يوم الإثنين.
وقال زكريا في حديثه لبرنامج (حديث الناس) بقناة النيل الأزرق ان جهات وأحزاب سياسية قامت بإرسال ناشطين لدارفور لتأجيج الأوضاع.
وأشار القيادي بحركة العدل والمساواة والجبهة الثورية الى تحركات تمت من قبل الحركات المسلحة والقوات النظامية لإحتواء الموقف وحقن الدماء في جبل مون وكرينك.
وطالب زكريا بضرورة الالتزام بماورد في اتفاق سلام جوبا مؤكدا ان عدم تنفيذ واكمال الترتيبات الامنية يمثل احد الاسباب التي ادت للتفلتات الامنية في دارفور.
ويقول المحلل السياسي الطيب ضوينا ان ما ذكره زكريا يمثل التشخيص الأقرب للحقيقة، لأن هناك جهات تسعى لاجهاض اتفاقية جوبا للسلام ولم تخفي معارضتها للاتفاقية منذ البداية واصبحت تعمل طيلة الفترة الانتقالية لتعطيل كل مستحقاتها، بجانب عرقلة كل المشروعات التي يقوم بها منسوبييها من وزراء ودستوريين، وانقلبت تلك المجموعة بنقل الصراع الي دارفور حتى تنال منها مكاسب سياسية